دولتنا المدنية على مشارف الانتهاء

نشر في 23-12-2022
آخر تحديث 22-12-2022 | 18:28
 ثنيان العبود تعيش دولة الكويت في هذه الأيام مرحلة عصيبة تحاول قوى الظلام المتطرفة السيطرة على مفاصلها وما تبقى من مظاهر الحياة المدنية فيها، هذه المرحلة الصعبة لا تزال مستمرة في ظل خضوع الحكومة للأصوات النشاز، حيث يستمر ظلام التطرف بالتمدد دون أي أمل قريب بظهور الضوء مرة أخرى.

هذا التطرف الفكري أصبح واضحاً من خلال ما لاحظناه في الأيام الماضية من رغبة دائمة من المتطرفين في منع ما تبقى في الكويت من مظاهر للفرح كالحفلات الموسيقية والماراثونات الرياضية، يقابل ذلك استسلام حكومي ورضوخ لهذه المطالبات مما يرفع الكثير من علامات الاستفهام في عقول وأذهان كل من يعيش في هذا البلد.



هذا التأزيم المستمر بتوافه الأمور الذي يقوم به هؤلاء النواب ليس إلا عرقلة أساسية في وجه التطور، وإبرازاً حقيقياً لفكرهم المحدود وبرامجهم الانتخابية الركيكة، هؤلاء النواب سيستمرون في ممارسة الوصاية المزيفة، وستظل برامجهم الانتخابية مبنية على التضييق على الحريات إذا ما استمرت الحكومة الحالية بالرضوخ والانصياع لمطالبهم الرجعية.

وجميعنا يعلم أن التطور المنشود في أي بلد يرتكز بشكل أساسي على توفير بيئة صحيحة تكفل الحريات الفكرية والثقافية والإبداعية لجميع من يعيش عليه، هذه البيئة الخصبة للإبداع والتطور من المستحيل أن تتوافر في ظل وجود هذه الجماعات التي تسعى إلى خلق مجتمع غير قادر على التفكير والإنتاج إلا بما يتوافق مع أهوائها ومصالحها الخاصة.

أخيرا، إذا استمر هؤلاء النواب باستخدام ورقة الدين وفي ظل وجود قلة الوعي المجتمعي، فإن ما تبقى من الحياة المدنية في الكويت سيكون على مشارف الانتهاء، وفي هذا المقام أوجه تحية احترام وتقدير إلى النائبة الفاضلة عالية الخالد لأنها الصوت الوحيد الشجاع بين النواب المواجه لهذه التعديات المستمرة على الحريات في دولة الكويت.

back to top