أبناؤنا خريجو الجامعة

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها

والجهل يهدم بيوت العز والكرم

حقاً العلم جميل، والتفوق والرقي أجمل، والله تعالى جميل يحب الجمال، وفي هذه الأيام لا بد أن نلحق بقطار التقدم لأن العلم يتطور بين ثانية وأخرى، وقد فرحت كثيراً كغيري من خريجي الجامعة بتخرجي الذي جاء بعد عناء من الدراسة والجد والسهر لتحقيق طموحي الذي طالما كابدت وتعبت للوصول إلى حلمي وغيري الكثير، غير أني فوجئت بوضعي في وظيفة ليس لها علاقة بتخصصي مما أصابني ببعض الإحباط لأنني رفضت، بانتظار وظيفة لربما تناسب طموحي يوماً ما، ولكن طال الانتظار، وبعد ذلك قررت قبول ما سيعرض علي في أي وظيفة لأن الملل أصابني، فلربما العمل والوظيفة التي في نظري لا تعجبني قد أحبها بالممارسة، وقد تكون قريبة نوعاً ما من تخصصي، وأتعودها بدل الرفض الدائم.

شاعرنا المتنبي يقول:

ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدْرِكُهُ

تَجرِي الرّياحُ بِما لا تَشْتَهِي السُّـفُنُ

وأنا أقول: عليّ أن أحاول وأدير دفة السفينة باتجاه ما أرغب فعله حتى تسير الحياة، فربما ما ترفضه هو الخير بالنسبة لك، حاول وحاول لأن النجاح حتماً سيكون في مصلحتك يوماً ما، فهناك أشياء نتمناها وأشياء نحتاجها، وما بين الأمنية والاحتياج يختار لنا الله تعالى الأفضل فقط، اعمل بجهد وتوكل على الله تعالى، وسيكون النجاح حليفك، فيارب ارزقنا وأولادنا جميعاً القناعة وراحة البال، ووفق جميع الخريجين والخريجات من طلبتنا لما يحبونه، واجعلهم سنداً لهذا الوطن، والله المستعان.