مئات آلاف الفلسطينيين يعودون لشمال غزة بعد حل «عقدة أربيل»

• مصر والأردن يرفضان خطة ترامب لـ «تهجير» الغزيين
• غارة إسرائيلية على طولكرم واعتقالات واسعة بالضفة

نشر في 28-01-2025
آخر تحديث 27-01-2025 | 19:28
حشود تعبر محور نتساريم إلى مدينة غزة أمس (أ ف ب)
حشود تعبر محور نتساريم إلى مدينة غزة أمس (أ ف ب)
عاد مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال غزة، في تنفيذ لأبرز بند باتفاق وقف إطلاق النار، في وقت جددت مصر والأردن موقفهما الرافض لخطة نقل سكان غزة إلى أراضيهما، والتي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إحياءها.

بعد تأخير لمدة يومين، بدأ مئات آلاف النازحين الفلسطينيين العودة إلى شمال غزة، صباح أمس، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من «محور نتساريم»، الذي يقسم القطاع إلى قسمين.

ونشرت الشرطة التابعة لحركة حماس المئات من عناصرها على جانبي الطرقات التي يسلكها النازحون لـ «تنظيم وتأمين عبورهم إلى الشمال».

وأكدت وزارة الداخلية التابعة للحركة أن آلافاً عادوا سيراً على الأقدام وبالمركبات المحمّلة بالأمتعة، مشيرة إلى أن «أكثر من 200 ألف نازح وصلوا إلى مدينة غزة وشمالها في أول ساعتين»، لافتة إلى أن جميع المركبات ستخضع للفحص من خلال المرور عبر أجهزة الفحص.

وشكّلت عودة النازحين اختراقاً في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي جاء بعد 15 شهراً من الحرب بين إسرائيل و»حماس»، التي دمّرت قطاع غزة وشردت كل سكانه تقريباً.

وبحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة حماس والمتحدث باسم «الخارجية» القطرية، ماجد الأنصاري، فإنه بعد مفاوضات مكثفة وحاسمة، تم الاتفاق ليل الأحد - الاثنين على إطلاق سراح مدربة برنامج الفضاء الإسرائيلية أربيل يهود والجندية أغام بيرغر ورهينة ثالثة بشكل مبكر يوم الخميس (بعد غد)، و3 آخرين يوم السبت المقبل، كما هو مقرر في المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، مقابل سماح إسرائيل بعودة السكان الى الشمال وتسليم قائمة بأسماء 400 معتقل منذ 7 أكتوبر 2023 كل يوم أحد في المرحلة الأولى.

وقال مكتب نتنياهو إن «إسرائيل تلقت في الوقت نفسه من «حماس» لائحة توضح وضع جميع الرهائن، الذين يمكن إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى، الأحياء منهم والأموات».

القطاع والمعبر

وفيما شرع النازحون فور وصولهم بانتشال جثامين الشهداء من بين أطلال الركام وتفقّد احتياجاتهم ومنازلهم والتقاء عائلاتهم التي غابوا عنهم أكثر من 15 شهراً، قال مكتب الإعلام التابع لـ «حماس» بغزة إن «الاحتلال دمّر أكثر من 90 بالمئة من المباني والبنية التحتية في محافظتَي غزة وشمال القطاع خلال الحرب»، مشيراً إلى أن «مدينة غزة وشمال القطاع بحاجة إلى 135 ألف خيمة وكرفان (بيوت متنقلة) فوراً».

إلى ذلك، طلبت ممثلة الشؤون الخارجية والسياسية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، من وزراء خارجية التكتل، أمس، الموافقة على إعادة نشر بعثة المساعدة عند معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر بحلول أول فبراير.

خطة ترامب

وفيما وصف وزير الأمن الإسرائيلي المستقيل المتشدد، إيتمار بن غفير، ما جرى بأنه «صور من انتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة المتهورة»، اعتبرت حركة حماس عودة النازحين «هزيمة للاحتلال ومخططات التهجير». وذكرت أن «مشاهد عودة الحشود تؤكد عظمة الشعب ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة، ورسالة لكل المراهنين على كسر إرادته وتهجيره من وطنه»، في إشارة إلى الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل نحو مليون ونصف المليون فلسطيني من القطاع إلى دول الجوار، خصوصاً مصر والأردن. وقد عبّرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها الشديد وإدانتها لـ «أي مشاريع تهدف لتهجير أبناء شعبنا»، معتبرة أن ذلك يُعد «تجاوزاً للخطوط الحمر»، ومجددة شكرها لمصر والأردن وجميع الدول لمواقفهما الحاسمة والرافضة لتهجير الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنه».

وفيما جدّد الأردن، أمس الأول، رفضه لتهجير الفلسطينيين، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي «موقف مصر الرافض لأي محاولات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه».

وكانت «الخارجية» المصرية قالت، في بيان أمس الأول، إن «مصر ترفض أي تهجير قسري للفلسطينيين، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل».

كما رفضت جامعة الدول العربية «محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان»، معتبرة أن «السبيل الحقيقي والوحيد لتحقيق الاستقرار هو تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين».

وفي حين أكدت «الخارجية» أنه يتعين عدم تهجير الفلسطينيين، قللت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، من أهمية تصريحات ترامب، مؤكدة أنها لا تعتقد أن لديه «خطة محددة» لإخراج الفلسطينيين من غزة، لكنّها اعتبرت أنه «محق عندما يقول إن إعادة إعمار غزة هي بوضوح أحد التحديات الرئيسية، وهناك حاجة إلى مشاركة كبيرة من المجتمع الدولي فيها.

في موازاة ذلك، واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم السابع، مخلّفاً 16 شهيداً وعشرات الإصابات، وعشرات المنازل المدمرة، كما فرض إجراءات عسكرية مشددة، وشنّ مداهمات واقتحامات واسعة وتنفيذ اعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة، في حين نفّذ سلاح الجو غارة على طولكرم.

back to top