ترامب يقترح خطة لـ «نقل» سكان غزة إلى مصر والأردن

• إسرائيل تعرقل عودة عشرات الآلاف إلى شمال القطاع... و«البنتاغون» تسلمها قنابل الألفي رطل

نشر في 27-01-2025
آخر تحديث 26-01-2025 | 20:06
حشود تنتظر العودة إلى شمال غزة أمس  (رويترز)
حشود تنتظر العودة إلى شمال غزة أمس (رويترز)
فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم العربي والإسلامي باقتراح تطهير غزة وتهجير سكانها إلى مصر والأردن، في وقت برزت المخاطر التي تحيط باتفاق وقف إطلاق النار مع إقدام إسرائيل أمس، على منع عشرات آلاف النازحين من العودة من جنوب القطاع إلى شماله.

طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة لنقل سكان غزة إلى دول مجاورة، خصوصاً مصر والأردن، في مقترح قديم/جديد لتهجير سكان القطاع وتطهيره بالكامل.

وقال ترامب، على متن طائرة «إير فورس وان»: «أود أن تستقبل مصر والأردن أشخاصاً، ونتحدث على الأرجح عن مليون ونصف المليون. بكل بساطة نطهر المنطقة بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما».

وأضاف ترامب: «أفضّل التواصل مع عدد من الدول العربية، وبناء مساكن في مكان مختلف، وقد يكون بإمكانهم العيش بسلام»، مشيراً إلى أن نقل سكان غزة قد يكون «مؤقتاً أو طويل الأجل».

وأشار إلى أنه تحدث مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مكالمة هاتفية، أمس الأول، حول إمكانية بناء مساكن ونقل أكثر من مليون فلسطيني من غزة إلى الدول المجاورة.

وتابع: «قلت له إنني أحب أن تتولى المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن، وأرى أنه في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية».

وأكد ترامب أنه سيتحدث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حول هذا الأمر، الأحد. واستطرد قائلاً: «لا أعلم، يجب أن يحدث شيء ما، لكن حرفياً غزة في الوقت الحالي موقع هدم. لقد تم هدم كل شيء تقريباً والناس يموتون هناك، لذا أفضّل التعاون مع بعض الدول العربية وبناء مساكن في موقع مختلف، أعتقد أنه ربما يمكنهم العيش بسلام من أجل التغيير».

وأثناء حملته الانتخابية في أكتوبر، قال قطب العقارات السابق إن غزة قادرة على أن تكون «أفضل من موناكو» لو «بُنيت بالطريقة الصحيحة».

واقترح صهره وكبير مستشاري البيت الأبيض السابق، جاريد كوشنر، في فبراير، أن تخرج إسرائيل المدنيين من غزة لإطلاق العنان لإقامة مشاريع عقارية على الواجهة البحرية.

ونقلت قناة «الحدث» عن مصادر إن خطة ترامب تتكون من 3 مراحل، وتنص على توزيع سكان غزة على 3 دول عربية ودولة آسيوية. وبحسب «الحدث» تنص الخطة على إخراج الفلسطينيين من غزة فترة تتراوح بين 6 أشهر وعام، لكن من دون أي ضمانات لعودتهم، مضيفة أن مسؤولاً عربياً سيجتمع مع آخرين عرب خلال أيام لمناقشة «نقل الفلسطينيين».

فكرة رائعة

ورأى وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي يقاتل لاستئناف الحرب على غزة بعد تحرير الرهائن، أن اقتراح ترامب «فكرة رائعة». وقال: «فقط التفكير خارج الصندوق بحلول جديدة سيوفر حلاً للسلام والأمن، وسأعمل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمجلس الأمني لضمان وجود خطة عملية لتنفيذ ذلك بأقرب وقت».

وهنأ وزير الأمن المستقيل إيتمار بن غفير ترامب على مبادرته، واعتبر أنه حين يطرح «رئيس أكبر قوة بالعالم الهجرة الطوعية للفلسطينيين فمن الحكمة أن تشجعها وتنفذها حكومتنا»، مؤكداً أن أحد مطالبه «من نتنياهو تشجيع الهجرة الطوعية».

«حماس» و«الجهاد»

في المقابل، قالت حركة حماس، في بيان، «شعبنا الذي صمد أمام أبشع عمليات الإبادة، ورفض الاستسلام للتهجير يرفض قطعياً أي مخططات لترحيله وتهجيره، وندعو الدول العربية والإسلامية خصوصاً مصر والأردن إلى التأكيد على مواقفهم الثابتة برفض التهجير والترحيل».

ودعت «حماس» الإدارة الأميركية إلى التوقف عن «هذه الأطروحات التي تتماهى مع المخططات الإسرائيلية، وتتصادم مع حقوق شعبنا».

وقال عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم: «كما أفشلنا على مدار عقود كل خطط التهجير والوطن البديل سنفشل كذلك مثل هذه المشاريع».

ودانت حركة الجهاد مقترح ترامب بأشد العبارات، واعتبرت أنه يشجع على ارتكاب «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لإجبار شعبنا على الرحيل عن أرضه».

واعتبر رئيس المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي أن تصريحات ترامب «مرفوضة تماماً». وقال: «ما فشل الاحتلال في تحقيقه عبر قصفه الإجرامي والإبادة الجماعية في غزة لن يتم تنفيذه عبر الضغوط السياسية».

قنابل أميركية

إلى ذلك، أعلن ترامب أن وزارة الدفاع (البنتاغون) قامت بتسليم إسرائيل شحنة القنابل الدقيقة بزنة ألفي رطل، التي سبق أن جمّدتها إدارة سلفه الديموقراطي جو بايدن العام الماضي على اعتبار أنها قد تخلّف «مأساة بشرية كبيرة». وقال ترامب: «دفعوا ثمن الشحنة وهم ينتظرونها منذ مدة طويلة وأفرجنا عنها السبت (أمس الأول)».

ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بموافقة ترامب على الشحنة. وقال: «شكراً للرئيس ترامب على عرض قيادته الجديد بتزويدنا بشحنة الدفاع الحيوية. تصبح المنطقة أكثر أمناً عندما تمتلك إسرائيل ما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها».

وبعد يوم من اكتمال ثاني عملية تبادل للرهائن الإسرائيليين مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، برزت المخاطر التي تحيط باتفاق وقف إطلاق النار بغزة مع إقدام إسرائيل أمس على منع عشرات آلاف النازحين من العودة من جنوب القطاع إلى شماله.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل: «الاحتلال يمنع عشرات آلاف المواطنين النازحين من العودة إلى شمال قطاع غزة»، مبيناً أن الجيش الإسرائيلي «مازال يغلق مفترق نتساريم على طريق الرشيد الساحلي».

واعتبرت «حماس» أن منع إسرائيل عودة السكان النازحين إلى أماكن سكنهم في شمال غزة «خرق» لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن اتصالات مباشرة تجري مع الوسطاء لإيجاد حل وفتح محور «نتساريم».

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم: «الاحتلال يماطل رغم إرسالنا تأكيداً بأن المحتجزة في غزة أربيل يهوداً على قيد الحياة». وطالب الوسطاء المصريين والقطريين بالضغط على إسرائيل، وإجبارها على السماح بعودة النازحين.

وأعلنت إدارة شؤون الرهائن لدى مكتب نتنياهو أنها أطلعت أسر الأسرى، صباح أمس، على أن «حماس» ارتكبت خرقين للاتفاق هما: عدم إطلاق سراح أربيل يهود حتى الآن، وعدم تقديم قائمة تفصيلية لحالة الرهائن للمرحلة الأولى بعد».

وقالت: «نتيجة لذلك، تقرر عدم الموافقة على مرور سكان غزة إلى شمال قطاع غزة»، موضحة أنه يتم «بذل جهود كبيرة مع الولايات المتحدة والوسطاء لتسهيل عودة أربيل».

وأشار المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إلى أن معبر نتساريم، لن يكون متاحاً إلا بعد إطلاق سراح أربيل يهود.

ووفقاً للاتفاق فإن عودة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال ستتم في اليوم السابع من الاتفاق، وبعد تسليم الدفعة الثانية من الأسرى.

وبات الآلاف - السبت في الطرقات وسط ظروف صعبة نتيجة عدم توفر أي مقومات في ظل البرد الشديد بعد الاحتشاد على شارع الرشيد على شاطئ بحر غزة.

وينتظر النازحون إلى محافظات وسط وجنوب القطاع على مدار أكثر من 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية لحظة السماح لهم بالعودة إلى مناطق سكنهم في شمال غزة.

وفي هذه الأثناء أصيب 5 فلسطينيين على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي لدى استهدافه النازحين غرب مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، بحسب ما أفاد مستشفى العودة بالمخيم في بيان.

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن كل التعليمات القائمة لاتزال سارية المفعول، خصوصا حظر الاقتراب إلى محور نتساريم حتى إعلان فتحه.

back to top