البحر: نستثمر في الشباب بوصفهم مستقبل البلد وعماد التنمية

برنامج «تمكّن» يستضيف نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني

نشر في 25-01-2025
آخر تحديث 25-01-2025 | 17:54

في حلقة نقاشية شهدت تفاعلاً كبيراً من الحضور، استضاف برنامج «تمكّن»، في نسخته الـ 6، نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني شيخة البحر، التي شاركت المشاركين في البرنامج من الشباب الكويتيين خبراتها الواسعة والممتدة في القطاع المصرفي، كما أسدت إليهم مجموعة من النصائح تمكنهم من بناء مسيرة مهنية ناجحة.

أولى الخطوات

وفي بداية حديثها، استذكرت البحر أولى خطوات مسيرتها المهنية بالقطاع المصرفي قائلة: «بدأت العمل متدربة في بنك الكويت الوطني، ثم انتقلت للعمل في الخدمات المصرفية للشركات، حيث كانت تجربة رائعة تعلمت منها الكثير، وانخرطت في الكثير من الدورات التدريبية محلياً ودولياً مع أعرق المؤسسات التعليمية، مثل هارفارد وستانفورد وكلية وارتون لإدارة الأعمال».

وأضافت: «كنت متعطشة دائماً للتعلم والمعرفة واكتساب الخبرات، لذلك كنت أشارك في العديد من ورش العمل وأمضي ساعات طويلة في القراءة، للتغلب على التحديات وحل المشاكل التي تواجهني بالتعاون مع فريق العمل».

شبابنا أذكياء ومبدعون في مجال التكنولوجيا وهو ما يتلاءم مع احتياجات البنوك

ورداً على سؤال عن سبب اختيارها العمل في القطاع المصرفي، أفادت: «اخترت العمل فيه، لأنني وجدت فيه شغفي والمجال المناسب لتحقيق أهدافي».

وذكرت أن أهم ما يميز العمل المصرفي ارتباطه بالكثير من المجالات وتأثيره على جميع الشرائح والفئات، بداية من العملاء الأفراد إلى الشركات الكبيرة وصولاً إلى الدول، لافتة إلى الدور الحيوي الذي يؤديه القطاع المصرفي في الاقتصاد الوطني، إذ يساعد الحكومة في تنفيذ أجندتها الاقتصادية، من خلال تمويل المشاريع الكبرى في العديد من القطاعات، إضافة إلى تمويل القطاع السكني ومساعدته المواطنين على تحقيق طموحاتهم بامتلاك منزل العمر.

أبرز التحديات

وفيما يتعلق بأبرز التحديات التي واجهتها خلال عملها في القطاع المصرفي، قالت البحر: «في مسيرتي المهنية مررت بالعديد من التحديات، لاسيما عندما بدأت التعامل مع البنوك الدولية والشركات الكبرى من خلال صفقات ضخمة، فعلى الرغم من أن الأمر كان مثيراً جداً بالنسبة لي، لكنه كان يضعني تحت الضغط لإنجاز المطلوب والوفاء بالالتزامات في الأوقات المحددة».

وشددت على أن نجاحها في تجاوز هذه التحديات كان بدعم من فريق عمل مميز ومتنوع، على قدر عالٍ من الكفاءة والالتزام وتحمل المسؤولية.

القطاع الخاص

وذكرت البحر أنه على عكس القطاع العام، يمنح القطاع الخاص للموظف الفرصة لتطوير مهاراته واكتساب الخبرات والتعلم بشكل أكبر، ليس فقط من فريق العمل، بل أيضاً من العملاء، مبينة أنه بالنسبة للعمل في القطاع المصرفي فإنه يوفر للعاملين فيه فرصاً دائمة للتعلم ومواجهة التحديات المختلفة والانفتاح على أسواق جديدة وعملاء جدد، لا سيما في بنك الكويت الوطني، الذي يتعدى وجوده السوق المحلي، ويتميز بحضور مميز في العديد من الأسواق الإقليمية والعالمية.

وأسدت البحر مجموعة من النصائح إلى المشاركين في برنامج «تمكّن»، قائلة: «أتطلع إلى رؤية الكثير منكم جزءاً من القطاع المصرفي، لكن عليكم العمل بجد، وأن تكونوا أعضاء فاعلين ضمن فريق عمل، وأن تبتعدوا عن العمل الفردي وتتحلوا بروح المسؤولية كي تقدموا القيمة المضافة لهذا القطاع الذي يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية بالكويت».

«الوطني» يستثمر بقوة في التكنولوجيا والابتكار لأنهما مستقبل القطاع المصرفي

وأضافت: «العمل الجماعي أكثر نفعاً للموظف والمؤسسة التي يعمل فيها، لذلك احرصوا دائماً على كسب ثقة زملائكم في فريق العمل، واجعلوهم يؤمنون بكم وبقدراتكم، وتحلّوا بالثقة في إنجاز مهامكم، واقبلوا التحدي دائماً ولا تستسلموا للعقبات والصعوبات لأنها موجودة في أي عمل، وابحثوا عن حلول للمشاكل التي تواجهكم من خلال القراءة والتشاور مع مديريكم وزملائكم من أصحاب الخبرات».

كما نصحت الشباب المقبل على دخول معترك سوق العمل بالالتزام وإنجاز الأعمال الموكلة إليهم في الأوقات المحددة، والمبادرة بطرح أفكار مبتكرة، إضافة إلى إظهار الولاء للمكان الذي يعملون فيه، الأمر الذي من شأنه أن يعزز ثقة المديرين بالموظف، ويفتح أمامه المجال للتميز والتقدم في مسيرته المهنية والحصول على الترقيات حتى الوصول إلى قمة السلم الوظيفي.

وتابعت: «يجب أن يكون الموظف شغوفاً بعمله، وأن يظهر قدرته على إنجاز العمل بجودة وفي الوقت المحدد وبطريقة مختلفة»، داعية الشباب إلى عدم التردد في قبول أي مهمة توكل إليهم من مسؤوليهم ولو كانت معقدة، وأن يتحدّوا أنفسهم لإنجازها.

المهارات الشخصية

ولفتت البحر إلى أن إيجاد الحلول للمشكلات والمعوقات التي تعترض الموظف يعد من أبرز التحديات التي تواجهه في مسيرته المهنية، لكن وجوده ضمن فريق عمل يتيح له تبادل الخبرات والأفكار والوصول إلى حلول لتلك الإشكاليات، وبالتالي تحقيق الإنجازات.

وبينت أن الموظف يحتاج إلى نوعين من المهارات، مهارات فنية، وهذه يمكن اكتسابها عبر التعلم والتدريب المتواصل والقراءة، فيما التحدي الأكبر يتمثل في المهارات الشخصية، خصوصاً ما يتعلق منها بالصفات القيادية.

وأردفت: «لا يمكن لأي شخص أن يكون قائداً، لكن عليكم كشباب في بداية مشواركم الوظيفي العمل على اكتساب مجموعة من المهارات الشخصية التي تمكنكم من لعب دور أكثر تأثيراً في المؤسسات التي ستعملون بها مستقبلاً، عبر التفاعل مع فريق عملكم بصورة فعالة وإيجابية وعدم التأخر في تقديم المساعدة لمن يحتاجها منهم».

استقطاب المواهب

وحول الصفات التي يبحث عنها «الوطني» لدى توظيفه للكوادر الشابة، قالت البحر: «الشباب هم المستقبل وعماد التنمية ليس في أي مؤسسة فحسب، إنما لأي بلد، لذلك يسعى بنك الكويت الوطني إلى استقطاب الشباب الكويتي الموهوب والاستثمار فيهم عبر تأهيلهم وتدريبهم ومساعدتهم على التقدم الوظيفي وتحقيق مسيرة مهنية ناجحة، بما يعود بالنفع على الموظف والمؤسسة، والكويت بشكل عام».

وأضافت: «نحرص دائماً على توظيف الشباب الطموح الذين يسعون إلى تطوير ذاتهم والترقي لشغل مناصب ووظائف أعلى في المؤسسة، لا عمن يبحث عن مجرد وظيفة يتسلم مقابلها راتباً نهاية كل شهر».

وأكدت أن الكثير من الشباب الكويتيين يتميزون بأنهم أذكياء ومبدعون في مجال التكنولوجيا، وهو ما يتلاءم مع احتياجات البنوك، لافتة إلى أن بنك الكويت الوطني يواصل الاستثمار بقوة في التكنولوجيا والابتكار لأنهما يشكلان مستقبل القطاع المصرفي.

وأفادت بأن استخدام التقنيات الحديثة يخفض تكاليف التشغيل، ويسهم في تحسين الخدمات المقدمة للعملاء، ما يزيد من مستوى رضا العملاء ويواكب متطلباتهم المتغيرة.

البحر: البقاء في ريادة الخدمات المصرفية الرقمية يتطلب مواصلة التكيف مع المتغيرات

وأشارت البحر إلى إطلاق البنك أكاديمية الوطني للتكنولوجيا كأول أكاديمية في الكويت للتكنولوجيا الرقمية وأنظمة البيانات، قائلة: «لقد أذهلني حقاً أن أرى ضمن الملتحقين بالأكاديمية شباباً كويتياً مبدعاً في مجال التكنولوجيا، لديه الإمكانيات ليكون له دور كبير في مستقبل القطاع المصرفي».

وذكرت أن «العديد من الوظائف ستختفي مع التطورات التكنولوجية الحاصلة حول العالم، والتغيرات التي تحدثها في جميع القطاعات والصناعات، ومنها القطاع المصرفي، فيما سيكون الاعتماد على هؤلاء الشباب في مجال التفكير الإبداعي، وتطويع التكنولوجيا للتعامل بشكل سليم مع البيانات الضخمة وتحليلها، ومن ثم إطلاق منتجات وخدمات جديدة وتحسين أخرى قائمة بما يتلاءم مع المتطلبات المتغيرة للعملاء».

وتابعت: «البيانات والتعامل معها بات علماً بحد ذاته، ولا يمكن لاي بنك أن ينافس في مجال الخدمات المصرفية الرقمية دون أن يمتلك قاعدة بيانات ضخمة وفريق عمل يمتلك مهارات تمكنه من تحليل تلك البيانات وإجراء أبحاث السوق للتكيف مع تغيراته»، مشيرة إلى أن «الوطني» يمتلك فريقاً شاباً في مجال البيانات أثبت كفاءته، الأمر الذي مكّن البنك من التكيف مع المتغيرات في السوق والمحافظة على مكانته الرائدة مصرفياً.

وأشارت البحر إلى أن العالم قد يشهد موجة تكنولوجية جديدة، خلال 10 - 15 سنة المقبلة، مؤكدة ضرورة أن تواصل البنوك مراقبة السوق، وأن تكون مستعدة دائماً للتكيف والتعامل مع أي ظروف أو مستجدات في هذا الشأن.

نصائح البحر للشباب المقبلين على العمل

• كونوا أعضاء فاعلين ضمن فريق العمل ولا تركّزوا على العمل الفردي.

• تحلّوا بروح المسؤولية وقدّموا قيمة مضافة لمؤسساتكم.

• اقبلوا التحدي دائماً ولا تستسلموا للصعوبات والمعوقات.

• ابحثوا عن حلول للمشاكل التي تواجهكم ولا تترددوا في طلب المشورة.

• احرصوا على إنجاز مسؤولياتكم بجودة وفي الوقت المحدد وبطريقة مختلفة.

• أطلقوا العنان للأفكار الإبداعية والمبتكرة.

• اكتساب المهارات الفنية سهل لكن التحدي الأكبر أمامكم هو تطوير مهاراتكم الشخصية والقيادية.

back to top