النفط يسجل خسائر أسبوعية بضغط تصريحات ترامب
الخام الأميركي يهبط أكثر من 4% في أول أسابيع حكم الرئيس دونالد
انخفض سعر برميل النفط الكويتي 33 سنتاً ليبلغ 81.80 دولارًا للبرميل في تداولات اليوم الجمعة، مقابل 82.13 دولارا للبرميل في تداولات أمس، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وفي الأسواق العالمية، أغلقت أسعار النفط على ارتفاع طفيف في جلسة الجمعة، لكنها أنهت الأسبوع على انخفاض، مما يضع حداً لأربعة أسابيع متواصلة من المكاسب، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط كبيرة لتعزيز الإنتاج المحلي، كما طالب منظمة «أوبك» بالتحرك لخفض أسعار الخام.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتًا، أي 0.27 في المئة، لتسجل 78.50 دولارًا للبرميل عند التسوية. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أربعة سنتات، أي 0.05 في المئة، إلى 74.66 دولارًا.
وعلى مدى الأسبوع، خسر برنت 2.8 في المئة، بينما تراجع الخام الأميركي 4.1 في المئة.
وجدد ترامب، الجمعة، مطالبته لمنظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» بخفض سعر الخام لإلحاق الضرر بالقدرات المالية الروسية والمساهمة في إنهاء الحرب الأوكرانية.
وقال ترامب في ولاية نورث كارولاينا، التي زارها لتفقد أضرار عاصفة: «إحدى الطرق لوقفها بسرعة هي أن تتوقف أوبك عن جني الكثير من الأموال وخفض سعر النفط... ستتوقف الحرب على الفور».
وقال أليكس هودز، المحلل في شركة «ستون إكس»، في مذكرة، إن التهديد بفرض عقوبات أميركية قاسية على روسيا وإيران، وهما منتجان رئيسيان للنفط، قد يقوض هدف ترامب المتمثل في خفض تكاليف الطاقة، مضيفاً: «ترامب يعرف هذا الأمر، ولجأ إلى أوبك لتغطية الفراغ الذي سيخلفه ذلك».
وقال ترامب، يوم الخميس، في كلمة للمنتدى الاقتصادي العالمي، إنه سيطالب منظمة أوبك بخفض أسعار الخام.
ولم يرد تحالف «أوبك+»، الذي يضم روسيا، على تصريحات ترامب حتى الآن، بينما أشار مندوبون من التحالف إلى خطة جاهزة بالفعل لبدء زيادة إنتاج النفط اعتبارًا من أبريل.
وذكر جيوفاني ستونوفو، محلل السلع الأولية في (يو.بي.إس): «لا أتوقع حقًا أن تغير أوبك سياستها ما لم تتغير الأساسيات»، مضيفاً: «ستظل الأسواق في حالة هدوء نسبي حتى تتضح أكثر سياسة (ترامب بشأن) العقوبات والرسوم الجمركية».
الرسوم الجمركية
وقالت شركة شيفرون، الجمعة، إنها بدأت الإنتاج في توسعة بقيمة 48 مليار دولار لحقل تنجيز النفطي العملاق، وهو ما سيرفع إنتاجه إلى نحو 1 في المئة من إمدادات الخام العالمية، وقد يزيد الضغط على جهود أوبك في السنوات القليلة الماضية للحد من الإنتاج.
وكان ترامب أعلن حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة يوم الاثنين، متراجعًا عن القيود البيئية المفروضة على البنية التحتية للطاقة ضمن خططه لتعظيم إنتاج النفط والغاز المحلي.
وقال نيكوس تزابوراس، كبير المتخصصين في السوق لدى منصة التداول ترادو، إن هذه التراجعات قد تدعم الطلب على النفط لكنها قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة زيادة المعروض.
وأضاف هودز: «إن سياسات ترامب حتى الآن متوافقة إلى حد كبير مع التوقعات بشأن المعروض، بما في ذلك تقليص البيروقراطية لتعزيز نمو المعروض المحلي».
وتعهد ترامب، يوم الأربعاء، بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي وفرض رسوم بنسبة 25 في المئة على كندا والمكسيك، وقال إن إدارته تبحث فرض رسوم عقابية على الصين بنسبة 10 في المئة.
وذكر ييب جون رونع، محلل السوق الاستراتيجي في آي.جي أن «تحول الانتباه لإعلان إطار زمني محتمل في الشهر المقبل لفرض ترامب تلك الرسوم الجديدة سيبقي على حالة الحذر في السوق غالبًا، لأن القيود التجارية الجديدة ستكون لها تبعات سلبية على النمو العالمي بما قد يضغط على توقعات الطلب على النفط»، مضيفاً أن المتعاملين يتوقعون أن تتراوح أسعار النفط بين 76.50 و78 دولارًا للبرميل.
وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الولايات المتحدة من الخام وصلت الأسبوع الماضي إلى أقل مستوى منذ مارس 2022.
منصات التنقيب
وهبط عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة، خلال الأسبوع المنتهي في 23 يناير الجاري، بينما زاد عدد منصات الغاز الطبيعي.
وأظهرت بيانات شركة «بيكرهيوز»، الجمعة، أن عدد منصات التنقيب عن النفط تراجع عن مستوى الأسبوع السابق بمقدار 6 منصات ليصل إلى 472 منصة. بينما ارتفع عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بمقدار منصة واحدة ليصل إلى 99 منصة.
وفي السياق، انخفضت مخزونات النفط في الولايات المتحدة بأكثر من التوقعات، خلال الأسبوع المنتهي في السابع عشر من شهر يناير.
وكشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الخميس، أن مخزونات النفط التجارية تراجعت بمقدار مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض قدره 100 ألف برميل.
استكشافات قبرص
وقال الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس، في منشور على منصة «إكس»، إن شركتي إكسون موبيل وقطر للطاقة بدأتا، الجمعة، الحفر الاستكشافي للغاز الطبيعي في منطقة امتياز قبالة السواحل الغربية لقبرص.
وظهرت بعض الاكتشافات الكبرى للغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر المتوسط في السنوات القليلة الماضية. وأدى تعطل إمدادات الطاقة من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في 2022 إلى زيادة اهتمام أوروبا بالبحث عن مصادر بديلة.
وقال الرئيس القبرصي: «تتقدم قبرص في أنشطة الاستكشاف، بهدف أن تكون مصدرًا بديلًا يعتمد عليه للغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي»، مضيفاً أن الحفر الاستكشافي في منطقة الامتياز المحتمل أن تحتوي على غاز طبيعي، واسمها «إليكترا»، بدأ صباح الجمعة.
ووصف مسؤولون تنفيذيون في إكسون موبيل منطقة «إليكترا» في وقت سابق بأنها «واعدة جداً».
وحصلت إكسون موبيل على رخص لاستكشاف النفط والغاز في قبرص في 2017. وتعمل بالمنطقة شركات أخرى متعددة الجنسيات، منها شيفرون الأميركية وإيني الإيطالية وتوتال إنرجيز الفرنسية.
وأعلنت قبرص اكتشافات بسيطة مقارنة باكتشافات ضخمة كشفت عنها مصر وإسرائيل. ولم تبدأ قبرص بعد في إنتاج الغاز الطبيعي من أي من تلك الاكتشافات الجديدة.