نقطة: طريق النحل الطاير
ربما يكون من أهم أحداث الأسبوع المنصرم بعد وقف العدوان على غزة، وتبوؤ السيد ترامب مقعده في البيت الأبيض، هو حل وتصفية جمعية النحالين الكويتية، ليصبح اليوم النحل والتجار في الكويت بلا غطاء قانوني أو جهة تمثلهم وترعى مصالحهم.
تشريد النحل بهذه الطريقة قد يؤدي به لاضطراب يصيب هويته الاجتماعية في سبيل بحثه المشروع عن ذاته وكينونته، فالنحل لا يستطيع إلا أن يكون مخلوقاً منظماً ومفيداً، لذا لا يمكنه الاندماج بسهولة مع بقية رفاق الطيران، فهو أكبر وأنظف من الذباب، وأصغر وأكرم من الجراد، وأكثر شرفاً وأخلاقاً من كليهما، فالنحل لا يأكل الأخضر واليابس، ويعف عن القاذورات والنجاسات، ورغم أنف البيئة القاحلة فإنه كائن مساهم بالناتج المحلي، يأكل طيباً ويضع طيباً، مع الصبر أحياناً على لسعاته، بعكس رفاقه المستهلكين الطنانين عالفاضي والذين لا يذكرهم أحد بخير.
يُنسب لعالم الفيزياء الشهير أبوالنظرية النسبية «آينشتاين» قوله «إذا اختفى النحل من كوكب الأرض فلن يبقى للإنسان إلا سنوات قليلة للاختفاء بعده»، وتفسير ذلك أنه في حال انقراض النحل نهائياً، فإن البشر سيفقدون جميع النباتات التي يقوم النحل بتلقيحها، وكل الحيوانات التي تأكل تلك النباتات، الأمر الذي يهدد النظام البيئي والإنسان نفسه، لهذا أرجوكم لا تستصغروا النحل وقيمته وحياته وشخصيته المستقلة، فهذه سلسلة تفاعلات معقدة لا ينتظر من ورائها نهايات سعيدة.