تحية من البوتاسيوم إلى مرضى القلب

يُعد البوتاسيوم من أهم المعادن الأساسية للصحة، حيث يقوم بالعديد من الوظائف، أبرزها تنظيم توازن سوائل الجسم، وكذلك تنظيم ضربات القلب، وتعزيز العضلات والأعصاب، وهو ضروري لتوليف البروتين واستقلاب الكربوهيدرات.

ويعتبر البوتاسيوم ضرورياً لصحة القلب، لدوره في خفض ضغط الدم، وتوازن طرح الصوديوم من الجسم، ويمنع احتباس السوائل في الأنسجة، فكلما زادت نسبة البوتاسيوم في النظام الغذائي زادت كمية الصوديوم التي يتم طرحها عن طريق البول.

كذلك يعمل على تخفيف التوتر في جدران الأوعية الدموية، ويساعد في خفض ضغط الدم.

وجدير بالذكر، أنه يمكن خفض ضغط الدم الانقباضي إلى أقل من 10 نقاط لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم عند اتباع نظام غذائي غني بالفواكه، والخضراوات، ومنتجات الألبان القليلة أو خالية الدسم.

ويُوصي الأطباء بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم بالنسبة للبالغين الذين يزيد ضغط الدم لديهم على 120/80 والذين يتمتعون بصحة جيدة. وعلى ذلك، فإن الحصول على كمية كافية منه في النظام الغذائي يساعد في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب، مثل الرجفان الأذيني، وهو اضطراب في عدد ضربات القلب عند عدم الحصول على كمية كافية أو الحصول على كمية زائدة من البوتاسيوم عن طريق النظام الغذائي المتبع، والسكتة الدماغية، فيعمل البوتاسيوم على الوقاية من الإصابة بالسكتة الدماغية، خصوصاً عند النساء بعد انقطاع الطمث، ويرجع ذلك إلى فوائده على صحة القلب، وقدرته على التحكم في ضغط الدم، والمحافظة على استقرار نظم القلب.

أظهرت الدراسات أن تناول البوتاسيوم 90- 100 ميكروغرام يساعد في منع الإصابة بمرض تصلب الشرايين، وبالتالي الوقاية من الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، كما يؤثر إيجاباً في خفض مستويات الكوليسترول، إذ تساعد الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم على خفض مستويات الكولسترول في الدم، مما يؤدي إلى الوقاية من الإصابة بأمراض القلب، كما ينظم ضربات القلب ضمن المستويات الطبيعية.

ويُنصح باستشارة الطبيب قبل تناول كميات كبيرة من البوتاسيوم، التي قد تُلحق الضرر بمرضى الكلى، أو غيرهم من الأشخاص الذين يعانون أمراضاً تؤثر في طرح البوتاسيوم من الجسم، أو الذي يتناول أنواعاً معينة من الأدوية.

ويُعد الحصول على البوتاسيوم من المصادر الغذائية أمراً سهلاً، وبمتناول اليد يومياً، مثل الخضراوات الورقية، كالسبانخ، والسلق، وأوراق الشمندر، إضافة إلى البطاطا، والطماطم، والأفوكادو، كما يوجد في الموز، والشمام، والتمر، والنكتارين، والبرتقال، والخوخ المجفف، والمشمش، والزبيب، والرمان. ويوجد البوتاسيوم في البقوليات، والأسماك السمراء، مثل: الهامور، والنويبي، والسبيطي، والسيباس، إضافة إلى أسماك السلمون، والمكريل، والتونة.

ويجب عدم الخلط بين عنصر البوتاسيوم وفيتامين «ك 2»، أو ما يُسمَّى «Menaquinone» الصناعي، الذي يأتي على شكل فيتامين: ك 1، وك 2، وك 3، وهي تتشابه بحدٍّ كبير في الفوائد الصحية، فتساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وتقلل تراكم الكالسيوم في الشرايين المحيطة بالقلب، أو ما يُسمَّى بتكلس الشرايين.

كما يجدر التوضيح أيضاً، أن على مَنْ يشتكي من أمراض الكلى، أن يكون حريصاً على استعمال مُدرات البول مع وجود البوتاسيوم بالجرعات الدوائية، إلا إذا كان مع مراقبة من الطبيب أو المختص المعالج.

كما أن منتج «Uralyt-U» المركَّب من البوتاسيوم والصوديوم بجرعة عالية على شكل بودرة تذوب سريعاً في الماء، وتستعمل الأخيرة لتعديل قلوية الدم في الجسم ومنع تكون الأملاح من حمض البوليك والحصيات، ومن جهة أخرى يتعارض العلاج مع حبوب البوتاسيوم المنفردة، التي تُصرف لمرضى القلب.