هجوم ضد «الإدارة» باللاذقية... ورسائل مزدوجة للأكراد

بيدرسون يدعو إلى تشكيل جيش وطني وإعداد جيد للحوار

نشر في 22-01-2025 | 19:26
آخر تحديث 22-01-2025 | 20:12
وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة
وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة

بعد نحو أسبوع من إعلان الإدارة السورية الجديدة نجاحها بقتل القيادي بقوات الجيش السابق، بسام حسام الدين، الذي دعا إلى انتفاضة علوية بمنطقة الساحل وهدد بذبح عناصر أمنية كان يحتجزها قبل أن يتم تحريرها، لقي عسكريان سوريان مصرعهما وأصيب 3، في هجوم لعناصر محسوبة على النظام السابق بمنطقة جبلة في ريف اللاذقية اليوم.

وأفادت المنصات التابعة للإدارة السورية بأن الهجوم تم باستخدام قنابل يدوية ألقيت على عناصر الأمن عند حاجز الصناعة بجبلة.

وجاء الاعتداء الدامي الذي يشكل ثاني استهداف ضد الإدارة الجديدة بالمنطقة التي توصف بأنها أحد أهم جيوب النظام السابق، غداة اشتباكات عنيفة بين قوات إدارة العمليات العسكرية ومسلحين في بلدة الغور الغربية بريف حمص الشمالي الغربي، التي يقطنها سوريون من أبناء الطائفة الشيعية، بعد دخول قوى الأمن العام البلدة لإجراء حملة تفتيش بحثاً عن السلاح غير المرخص ومطلوبين.

واستخدمت خلال الاشتباكات الأسلحة الرشاشة والثقيلة، حيث طلبت قوات الأمن العام تعزيزات اشتملت على دبابات.

وبلغت الحصيلة الأولية لقتلى المسلّحين 6، فيما تحدثت تقارير عن سقوط عدد من القتلى خلال فرارهم عبر الأراضي الزراعية.

وذكر «مرصد» حقوق الإنسان أن قوى الأمن أوقفت العشرات، منهم من لم يجر تسوية أمنية، واقتادتهم إلى جهات مجهولة.

رسائل مزدوجة

في هذه الأثناء، أطلقت الإدارة الجديدة رسائل مزدوجة بشأن الأكراد، إذ كتب وزير الخارجية أسعد الشيباني، تدوينة مدح فيها مساهمة الأكراد بإضافة الجمال والتألق لتنوع الشعب السوري واستذكر تعرّض المجتمع الكردي في سورية للظلم على يد نظام بشار الأسد، لوّح وزير الدفاع مرهف أبوقصرة باستخدام القوة لدمج قوات سورية الديموقراطية (قسد) بالجيش الجديد.

وبينما اختتم الشيباني تدوينته بالقول: «سنعمل معاً على بناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة»، لوّح أبوقصرة باستخدام القوة ضد «قسد»، التي تعارض اندماجها على شكل أفراد في الجيش الجديد.

وأكد أبوقصرة أن المفاوضات مع «قسد» متواصلة، لكنه أشار إلى أن ملفها انتقل إلى قائد الإدارة أحمد الشرع. وقال إن الإدارة الجديدة تفضّل الحوار لحل الخلاف، إلا أنها مستعدة للتحرك بحال طلب منها الشرع التدخل. غير أنه نفى وجود توجيه من الرئاسة حتى الآن باستخدام ورقة القوة العسكرية لمعالجة هذا الملف.

وجزم بأنّ حلّ هذا الملف سيكون عند الإدارة السورية الجديدة حصراً، بعد تقارير عن قيام زعيم كردستان العراق مسعود بارزاني بجهود وساطة بين أكراد سورية وإدارة دمشق.

وشدد أبوقصرة على «ضرورة دخول المكوّن الكردي وكل الفصائل الأخرى في الجيش الجديد بشكل مؤسساتي»، مشيراً إلى الدور الذي يمكن أن يؤديه الضباط المنشقون في بناء الجيش السوري الجديد.

وجدد تأكيده أن «الفصائل الكردية يجب أنْ تدخلَ في الجيش السوري، وأنْ تخضعَ للمؤسسة ونظامِها الداخليِّ، وليس كجسمٍ خاص أو كتلةٍ واحدة، وهذا الأمر ينطبق على كل الفصائل».

واعتبر الوزير أن مكافحة «داعش» لا تزال أولوية لدى الإدارة السورية، لافتاً إلى أن جزءاً من المفاوضات مع «قسد» يشمل تسلّم السجون التي تحتجز عناصر التنظيم رغم رفض القوات الكردية لتلك الخطوة.

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع السوري أن سورية لن تشكل خطراً أو مصدر تهديد لأي أحد.

وبين أن الوجود الروسي في سورية يقتصر الآن على قاعدتَي حميميم وطرطوس، فيما ذكرت صحيفة ذا موسكو تايمز أن السلطات السورية الجديدة رفضت السماح بدخول سفينة كانت يفترض أن تُخلي المعدات العسكرية الروسية من قاعدة طرطوس البحرية. كما دعا إيران إلى «عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية وبناء علاقات دبلوماسية صحيحة مع الإدارة الجديدة».

إلى ذلك، ذكر وزير الخارجية السوري أن دمشق تعتزم اتخاذ خطوات جذرية لتطوير الاقتصاد المحلي، تتضمن «خصخصة الموانئ والمصانع الحكومية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي». في السياق، صرح المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسون، خلال مؤتمر بدمشق، بأنه ناقش مع الشرع توحيد الفصائل المسلحة ضمن وزارة الدفاع، مؤكداً وجوب تشكيل جيش وطني واحد لتحقيق الاستقرار في سورية.

وبين أنه يعمل مع المجتمع الدولي لتقديم الدعم للإدارة الجديدة، مشدداً على أهمية الإعداد الجيد لمؤتمر الحوار الوطني.

back to top