اللوم علينا

نشر في 20-01-2025
آخر تحديث 19-01-2025 | 21:14
 عبداللطيف الدعيج

الآن مرت أشهر على حل مجلس الأمة، ما يقارب العام، وفي رأيي أن هذه المدة كافية لتجربة تعطيل أعمال مجلس الأمة. لهذا يحق لنا أن نراجع هذه التجربة... هل الكويت أفضل حالاً بوجود مجلس الأمة، أم أن تغييبه كان نعمة تستحق الثناء؟

رغم أن مجلس الأمة والانتخابات العامة ميزت الكويت، ووضعتها في مراكز أفضل وأوضاع أكثر تقدماً وبروزاً مما يحيط بها من دول وأنظمة في المنطقة، رغم ذلك يبقى الاعتراف بأن غياب مجلس الأمة أو حضوره لم يؤثر كثيراً في القضايا والتحديات الأساسية واليومية للمجتمع الكويتي.

لم يتغير شيء، حرية الرأي والتعبير، وهي عمود النظام الديموقراطي، كانت مقيدة في وجود مجلس الأمة، وحلّه لم يحل تلك القيود. والتنمية كانت معطلة في ظل وجود المجلس، بينما هي حالياً منسية وليست من اهتمام أي طرف.

صح... هناك وقف للهدر وتقليل من البذخ كإيقاف أو إلغاء تأمين عافية، ولكن هذا لا يسمن ولا يغني حقيقة من جوع، لأننا لا نزال على ما يبدو ملزمين بالاعتماد على النفط وحده كمصدر دخل وحيد.

طبعاً الوضع السياسي أهدأ، والناس لاهية بأحوالها، بعدما كانت معنية بشؤون الغير. فعلى سبيل المثال هزيمة منتخبنا أو خسارته في كأس الخليج لم تُثر حنق أحد أو تستفز المتربصين والباحثين عن الشهرة.

لم يلُم أحد اللاعبين ولم يطالب أحد كالعادة بإقالة المدرب أو تغيير الإداريين... على العكس حلّ الثناء والشكر للمنتخب على أدائه وعلى خسارته.

وهذه ملاحظ مهمة تشير إلى مدى تأثير الانتخابات وأيضاً إلى ضحالة سياسيينا وافتقاد معظمهم أو كلهم البرامج والأهداف الوطنية... لهذا هم انشغلوا وينشغلون داخل المجلس وخارجه بالتوافه وبما لا يخصهم أو يعنيهم كمشرّعين.

حتى الآن غياب مجلس الأمة أثبت حقيقة واحدة ربما لا غير، وهي أن العقدة أو المشكلة هي فينا نحن جميعاً كمجتمع.

ليس في الحكومة أو الحكومات كما يدعي أعضاء مجلس الأمة. وليس في المؤزمين والمتشنجين من النواب كما تزعم الحكومة... ولكن المشكلة فينا كشعب رضي بالتخلف وقنع بالفتات سياسياً واقتصادياً، وليس لديه أي طموح في الحراك إلى الأمام.

back to top