«الأعمال الجليلة» على مصراعيها... و«حماس» تتبجح بالانتصار

نشر في 19-01-2025
آخر تحديث 18-01-2025 | 20:34
 بدر خالد البحر

نشيد بمواصلة اللجنة العليا لتحقيق الجنسية أعمالها بقيادة النائب الأول وزير الداخلية وزير الدفاع بأوامر سامية من القيادة العليا، ونثمّن جهودهم، ومنها قريباً إغلاق ملف المادة الثامنة إلى غير رجعة، والاستمرار في كشف المزورين، وإعادة الجناسي طبقاً للمواد التي صرفت بموجبها، ليتبين جسامة جرائم التوغل في النسيج الوطني، وما ترتب عنها من استيلاء على أموال وأراضي الدولة.

نحن بانتظار كشف خروقات التجنيس ببند الأعمال الجليلة التي قد يناقض بعضها كل «جليل» بمعنى عظيم ورفيع وهام، آملين تركيز اللجنة على من تجنسوا بواسطة النواب، وبالأخص الأحزاب الدينية، فشكلوا خطراً بانتماءاتهم الخارجية، مما يحتم فتح ملف الأعمال الجليلة على مصراعيه.

***

على مر الأزمنة يعترف المهزوم في الحرب بهزيمته، وبالغالب يعتذر، ما عدا العرب، وبشكل يصيبك بالضحك حتى الثمالة يعلن القائد المهزوم انتصاره بل يصفق له شعبه، فيدخلان في وهم «دلوجنال» ليصدق كل منهما كذبة الآخر رغم وضوح الهزيمة، فحصلت مع صدام والقذافي والبشير وجمال وصالح، ومؤخراً حسن بك قائد حزب إيران اللبناني في 2006، وبالعام الماضي قبل هلاكه وبعده مع أتباعه الذين تنادوا بشعارات النصر لخاطر حذائه وهو أشلاء!

والأسبوع الماضي حدث الشيء نفسه مع «حماس»، التي موّلها الموساد لقتال منظمة التحرير وإفشال «أوسلو»، وموّلتها إيران لتقديمها وغزة طعماً سائغاً لإسرائيل بحرب 7 أكتوبر، ثم تخلت عنها بعد ذبحها لإسماعيل هنية بطهران، فـ «حماس» أعلنت انتصارها بعد هزيمة نكراء سحقت فيها إسرائيل تاريخ وحاضر ومستقبل غزة باللي فيها! ومن السخرية راح بعضنا يتعلق بمانشيت صحيفة هآرتس الإسرائيلية: الفلسطينيون أفضل الشعوب بالدفاع عن أوطانهم، واعتبروه انتصاراً، وراح مثقفون يمجدون أهالي غزة لذلك، ومنهم مثقفون يا دوب صاحيين بالثلث الأخير من الليل مع آخر كأس نبيذ، وتمجيد الإخوان المسلمين وزعاماتهم وهم في منتجعاتهم الفارهة، فترنموا بـ «حماس» جاعلين هزيمتها انتصاراً عظيماً، والموتى من قادتها شهداء وأنبياء.

المؤسف أن كل من مدحوا وبجّلوا «حماس» والانتصار لم تمسهم ذرة من غبار البنايات التي سقطت على رؤوس ضحايا أشلاء أطفال غزة ونسائها، ولم يصابوا بجرح مما أصاب المكلومين والمعاقين والأيتام والثكالى الذين يلعنون قادة «حماس»، السنوار وهنية، فأهالي غزة لم يصمدوا بقدر ما أنهم لم يكونوا قادرين على النزوح لتعرضهم لجريمة دولية أغلقت عليهم الحدود وقصفتهم لإبادتهم، ولدينا رسائل على هاتفنا من صديق داخل غزة يشرح الجرائم وأنهم غير قادرين حتى على إخراج المصابين للعلاج، لأن رسوم المعابر عشرات آلاف الدولارات، أي حوصروا حتى الموت، فالدول المحيطة تخشى استيطانهم لديها، بمعنى آخر شعب غزة لم يكن صامداً بقدر كونه مسجوناً.

أما اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل فلن يصمد، لأن تاريخها يثبت خرقها لكل الهدنات والاتفاقيات، ومنها ما صادف ذكراه أمس عام 2009، بعد مقتل 1300 فلسطيني، حيث لم تستقم الهدنة لأسبوعين، أما أشهرها ففشل اتفاقية أوسلو 1993 التي بعد توقيعها استمر النزاع الذي نصت الاتفاقية على إنهائه، وازدادت أعداد القتلى والأسرى، أما التسوية المفترض ديمومتها بعد خمس سنوات فظلت عالقة حتى الآن، ولم يتحقق حلم الدولة الفلسطينية، وتنصلت إسرائيل من الاتفاقية وزادت مستوطناتها.

فأي اتفاق أو انتصار أو إطلاق أسرى تتبجح به حماس؟!

***

إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي

back to top