في المرمى: اختيارات الصيف ديون في الشتاء
تحركت بعض الأندية الكويتية في سوق الانتقالات الشتوية بشكل ملحوظ، ورغم أن هذا أمر يسعد الجماهير ويفرحها على مختلف مشاربها فإنه يعطي دلالة واضحة على مدى التخبط الذي تعيشه أنديتنا، أو لنقل بعضها، في عملية جلب المحترفين والتعاقد معهم كل سنة قبل انطلاق الموسم، ويؤكد أن آلية الاختيار تشوبها ألف شائبة، وليس لها أية معايير واضحة في معظم الأندية، والدليل أن بعضها تغير في فترة الانتقالات الشتوية اثنين أو ثلاثة محترفين من أصل خمسة تعاقدت معهم في الصيف.
وقد يكون مقبولاً أو مفهوماً أن يخطئ هذا النادي أو ذاك، ولا يحالفه التوفيق في اختيار لاعب معين في أحد المواسم، لكن أن يتكرر هذا الأمر في كل موسم مع ذات النادي «وأنا هنا لا أعني نادياً بعينه بل أتحدث بصفة عامة»، فهذا يعني أن هناك خطأ في مكان ما ويجب تداركه إما بتغيير طريقة الاختيار أو الشخص المسؤول عنها والذي بالمناسبة في الأصل يجب أن يكون مدرب الفريق إلا أننا في الكويت غالباً ما توكل هذه المهمة إلى أشخاص كثر ليس بينهم المدرب الذي سيتعامل مع اللاعب ومن المفترض أن يستفيد منه بما يتناسب مع خططه فتؤول النتيجة إلى أن النادي يجد نفسه مضطراً إلى التخلي عن خدمات اللاعب بعد أقل من 4 أشهر والبحث والتعاقد مع غيره، والمضحك أن بعض الأندية يتعاقد في بداية الموسم مع لاعب في مركز معين ثم يتخلى عنه ويأتي بآخر في مركز مختلف رغم حاجته إلى من يشغل ذات المركز الذي تخلى عنه وهو ما يؤكد كلامنا عن أن آخر من يختار هو المدرب.
ولعل من الواجب أيضاً الإشارة إلى أمر في غاية الأهمية في هذا السلوك وهو الجانب المادي، فالكثير من الأندية تعاني في الأصل من مشاكل مادية، والتخلي عن خدمات المحترفين قبل نهاية مدة التعاقد معهم يزيد من هذه المشاكل ويثقل كاهل الأندية بأعباء مالية وديون في أحيان كثيرة هي في غنى عنها، ولذلك نرى ونسمع عن كم كبير من الشكاوى يتقدم بها اللاعبون المحترفون في الكويت ضد الأندية لدى لجنة فض المنازعات في الاتحاد الدولي لكرة القدم أو هيئات التحكيم سواء المحلية أو الدولية للحصول على مستحقاتهم، الأمر الذي يضع الأندية الكويتية تحت طائلة العقوبات والمنع من التسجيل، إضافة إلى الإجبار على الدفع.
كما يجب أن نشير هنا إلى أن إعلان بعض الأندية توصلها إلى اتفاق لإنهاء التعاقد مع اللاعب الفلاني بالتراضي لا يعني أنها تخلصت من التزاماتها المادية تجاهه بل خففت من تلك الالتزامات فقط بما يرضي اللاعب ويحميها من الشكوى، أي أنها سددت أو ألزمت نفسها بسداد جزء أو كل المستحقات بطريقة أو بأخرى، وبالتالي هي خسرت وتحملت تكلفة بسبب اختيار غير مدروس.
بنلتي
مرت حوالي 10 أيام على ادعاء اللاعب البرازيلي إيغور روسي المحترف السابق بنادي القادسية حول طلب نادي الكويت منه عدم المشاركة مع فريقه، وما زالت إدارة القلعة الصفراء تلوذ بالصمت ومثلها الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وما زلنا بانتظار إعلان الخطوات التي تم أو سيتم اتخاذها منه تجاه الأطراف المعنية في هذه القضية، حماية لنزاهة المنافسة، وحفاظاً على سمعة الكرة الكويتية وأنديتها إلا إذا كان «هالشي ما يهمكم خلونا نعرف»... «وعلى فكرة راح نظل نذكر في هذا الموضوع لما نعرف وين الصجية».