الجامعة العربية في دمشق والشرع يهاتف بن زايد

• قاعدة تركية بمناطق التركمان •«أخذ وردّ» حول منع البضائع الإيرانية والروسية

نشر في 17-01-2025 | 23:37
آخر تحديث 18-01-2025 | 19:42
رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع
رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع

أجرى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، مباحثات تناولت آخر التطورات ومسارات العملية السياسية في دمشق مع وفد من جامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام المساعد حسام زكي زار العاصمة السورية، اليوم، فيما أعرب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، عن تطلع بلده إلى استعادة مقعدها بالجامعة العربية.

وقال الشيباني، خلال مؤتمر مشترك مع زكي: «نتطلع إلى عودة سورية سريعاً إلى مقعدها في الجامعة»، مضيفاً أن الإدارة الجديدة تعمل مع الدول الأعضاء بالجامعة من أجل فتح صفحة جديدة وتطمح إلى عودتها للأشقاء العرب، رافضاً كل التدخلات الخارجية.

ودعا الدول العربية إلى التفاعل مع سورية ما بعد بشار الأسد بشكل سريع «لكي نقوم بالدور المطلوب منا».

وحث الدول العربية على المساهمة في جهود إعادة إعمار سورية، خصوصاً في مجالات الطاقة والبنية التحتية، مناشداً رفع العقوبات الغربية.

وأفاد بأن الحكومة المؤقتة برئاسة محمد البشير تعمل على عقد مؤتمر وطني بمشاركة كل المكونات السورية، دون أن يحدد موعداً لذلك. ولفت الشيباني إلى أن الإدارة المؤقتة تحضّر لتوفير كل السبل من أجل عودة السوريين إلى بلدهم من دول الشتات.


مسلحو «تحرير الشام» ومحتفلون بـ«هدنة غزة» أمام محطة قطارات الحجاز في دمشق أمس الأول (دي بي أيه) مسلحو «تحرير الشام» ومحتفلون بـ«هدنة غزة» أمام محطة قطارات الحجاز في دمشق أمس الأول (دي بي أيه)

من جهته، أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أنه أجرى حواراً شاملاً وصريحاً مع قائد المرحلة الانتقالية في دمشق حول مستقبل سورية.

وشدد على أن الدول الأعضاء بالجامعة العربية مهتمة بتحقيق الاستقرار في سورية، مضيفاً أنه قدم رؤية بشأن مستقبل سورية للإدارة الجديدة، لافتاً إلى أن عضوية سورية سارية بعد رفع تجميدها منذ 2023.

ورأى أن العقوبات الدولية على دمشق لم تعد مبررة، معلناً التنسيق على مستوى دولي لرفعها.

الشرع وبن زايد

وفي وقت تخطو الإدارة الجديدة خطوات ثابتة باتجاه ترميم علاقات سورية بمحيطها العربي عبر تهدئة المخاوف السياسية والأمنية لدول المنطقة، تلقى الرئيس الإماراتي محمد بن زايد اتصالاً هاتفياً من الشرع، يعد الأول من نوعه للأخير مع زعيم دولة عربية.

وأفادت مصادر رسمية إماراتية اليوم، بأن الرئيس الإماراتي والشرع بحثا خلال الاتصال «سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك».

وجدد بن زايد آل نهيان، للشرع التأكيد على «موقف الإمارات الثابت تجاه دعم استقلال سورية وسيادتها على كامل أراضيها ووقوفها إلى جانب الشعب السوري لتحقيق كل تطلعاته إلى الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة».

وجاءت مبادرة الشرع باتجاه أبوظبي عقب خطوة لافتة من إدارته باتجاه القاهرة، تمثلت في اعتقال مصري يدعى أحمد المنصور، قاتل ضمن صفوف الفصائل السورية المسلحة، عقب بثه لتسجيل مصور من دمشق هدد خلاله بالإطاحة بالنظام المصري.

أردوغان والأكراد

إلى ذلك، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلده منعت مخططات تقسيم سورية، مؤكداً أن أنقرة التي تستضيف نحو 3 ملايين لاجئ سوري «تقدم كل التسهيلات اللازمة للسوريين من أجل العودة الطوعية لكننا لا نرغم أحداً على ذلك».

وجدد أردوغان الطامح إلى القضاء على التمرد الكردي الانفصالي بجنوب تركيا دعوته للقوى الدولية الموجودة في شمال سورية إلى المغادرة قائلاً: «ليترك الجميع المنطقة، نحن مع إخوتنا السوريين سنسحق داعش وحزب العمال الكردستاني وجميع المنظمات الإرهابية الأخرى. لدينا القدرة على ذلك».

وبعد يوم من زيارة لافتة قام بها قائد «قسد» السورية الكردية مظلوم عبدي إلى إقليم كردستان العراق الذي يحظى زعيمه التاريخي مسعود بارزاني بعلاقات جيدة مع أنقرة وواشنطن، في ظل ضغوط أميركية لاحتواء التوتر ودمج أكراد سورية بالإدارة الجديدة لدمشق، تواصلت الاشتباكات بين الفصائل السورية بدعم من مسيرات تركيا و«قسد» المدعومة من الولايات المتحدة بشمال حلب.

وفي ظل التصعيد التركي غير مسبوق لفرض واقع ميداني جديد، أفيد بمقتل 3 وإصابة نحو 12 بضربات لطائرات مسيّرة قرب سد تشرين شمال حلب، فيما أكد «المرصد السوري» دخول قوات تركية مناطق وقرى في ريف اللاذقية الشمالي، بهدف تثبيت نقطة عسكرية في الموقع بموازاة رفع العلم التركي في مختلف القرى والمدارس التركمانية، وطرد الكادر التدريسي من غير التركمان.

من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري بأن عضو مجلس الشعب السابق عن دير الزور مدلول العزيز المتهم بتشكيل ميليشيات داعمة للنظام السابق والموصوف بأنه «ذراع إيران»، انتقل إلى مناطق سيطرة «قسد» في محافظة دير الزور.

وأتى انتقال «ذراع إيران» الذي سبق أن قاد وساطات بين النظام و«داعش» بشأن حقول نفط دير الزور إلى مناطق سيطرة «قسد»، بعد يوم من كشف مصدر في «فيلق القدس»، الإيراني، لـ«الجريدة» أن قائده، إسماعيل قآني، التقى خلال زيارته للعراق زعيم «قسد»، في محاولة إيرانية لفتح خطوط تواصل مع أكراد سورية، بعد أن منيت طهران بخسارة لا يمكن تعويضها بسقوط الأسد.

في سياق قريب، نفت الإدارة السورية الجديدة إصدارها قراراً بمنع دخول البضائع الإيرانية والروسية والإسرائيلية، غداة كشف مصادر بشركات الطيران العاملة في سورية أنه يحظر عليها نقل إيرانيين أو إسرائيليين إلى البلاد.

ميدانياً، نظم المئات من أهالي دمشق ومدينتي اللاذقية وجبلة وقفة احتجاجية للمطالبة بذويهم وأبنائهم من عناصر النظام السابق الذين تم اعتقالهم من عناصر إدارة العمليات العسكرية في سجون عدرا وحماة وغيرها، مطالبين بإنصافهم ومشاركتهم مع أبنائهم فرحة سقوط النظام البائد.

back to top