نقطة: يا محلا النصر بعون الله...
في مثل يومنا هذا، قبل ثلث قرن، بدأت الحرب الجوية لتحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم الذي دمّر الكويت وبتأييد من بعض الأشقاء والأحزاب اليسارية المنسية والإخوان المسلمين والفنانة رغدة، لتستمر المعركة 40 يوماً حتى يوم التحرير المجيد، وأدت لتدمير العراق العظيم ومقدراته وبناه التحتية ومستقبله وجيشه الذي تعرّض لمجزرة طريق المطلاع الشهيرة، وصولاً إلى اجتماع خيمة صفوان، ليعلن بعدها الرئيس المجاهد المهيب الركن حفيد رسول الله، صدام حسين، انتصاره على العدوان الثلاثيني الذي فشل في تحقيق أهدافه غير المعلنة بإسقاط نظامه المقاوم عن شرف الأمة.
وبالأمس، وبعد مسح غزة من الخارطة وإبادة عشرات الآلاف من أهلها واغتيال كبار قادة حركة حماس، والقضاء على حزب الله، وانهيار النظام السوري بالطريق، تم الاتفاق بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي على وقف العدوان على غزة، لتشتغل بعدها ذات الاسطوانة التي لا تقدم ولا تبلى عن النصر والصمود الأسطوري والمقاومة الباسلة، بعد عجز العدو عن تنفيذ أهدافه ومخططاته التي نعرفها أكثر منه، لنعلن فشله في تحقيقها، وانتصارنا التاريخي.
سمُّوه ما شئتم، الأهم بعد اقتناع ذوي الشهداء بمثل هذا النصر هو ما وقر بالنفس وصدّقه الواقع، لكن بالتأكيد أن الأزمة ليست في بغداد أو غزة، وليست فقط في صدام حسين وجمال عبدالناصر والقذافي وحسن نصرالله وحماس وأمثالهم من المنتصرين الذين لا يمكن هزيمتهم، المشكلة قبلهم في مَن لا يتعلم الدروس ويصدقهم ويؤمن بهم ومستعد ليركض وراءهم في كل ميدان، وماداموا سيظلون متوفرين وبكثرة، فأهلاً بالمزيد من الانتصارات... التاريخية طبعاً.