«فَأَصبَحَت كَالصَّريم»

نشر في 17-01-2025
آخر تحديث 16-01-2025 | 17:47
 د. محمد عبدالرحمن العقيل

من كان يتصور أن تنقلب أجمل أحياء هوليود إلى رماد أسود؟!

كتب أحد المثقفين أن كارثة احتراق منطقة هوليود ليست إلا ظاهرة طبيعية تتشكل من أسباب طبيعية متوقعة، وهي ليست انتقاما إلهيا كما يدعي السفهاء، أقول لهذا الفيلسوف «خفيف الظل»، نعم هذه تشبه الظواهر الطبيعية إلى حد كبير وأنا معك في هذا، وأستبعد أن يكون هذا انتقاماً إلهياً، وحاشى لله أن يكون هذا انتقاما إلهيا لما يجري في غزة، بل هي في ظني المتواضع مجرد رسالة صغيرة من جبار السموات والأرض إلى جبابرة الأرض الذين سيُحشرون كأمثال الذر يوم القيامة.

فقد شاهدت مشهد احتراق هوليود ولم أصدق أنها حقيقة، خصوصا مشهد الشارع المحفوف بالنخل الأميركي ذي السيقان العالية، وأمامه جبل ملتهب بالنيران، لم أتصور أن أر أفخم حي في أميركا يحترق أمام أعينهم، ولا تستطيع أكبر قوة في العالم إنقاذه، فقد استنفدوا كل طاقاتهم، واستعانوا برجال إطفاء من خارج الولاية، ثم بالحرس الوطني، ثم بالمساجين.

عزيزي «الفيلسوف»، خذني على «قد عقلي» واحسبها معي، هل كانت مصادفة أن تزيد سرعة الرياح بمعدل 100 ميل في الساعة وتتوجه ناحية المساكن الفارهة في وقت اندلاع الحريق نفسه! وكلما جاؤوا بفرقة إنقاذ زادت سرعة الريح وشراستها، وكأنها كانت مأمورة لإتمام مهمة معينة! فقد وصفها أحد الإطفائيين: «unstoppable»، وقد استعصى على فرقة طائرات الإطفاء أن تحلق فوق هذا الإعصار، وأصدرت هيئة الطيران الأميركية بيانا بعدم قدرتهم على الطيران فوق هذه الأعاصير المدمرة في وقت الذروة.

وهل كانت مصادفة أن قيمة الخسائر الناتجة عن الحرائق، التي تقدر بمئة وخمسين مليارا هي المبلغ نفسه الذي دفعته الولايات المتحدة لتسليح إسرائيل ضد قطاع غزة؟ وهل مصادفة أن منظر أرقى حي من أحياء أميركا يتحول في أيام كمنظر غزة بعد القصف بالقنابل والصواريخ لأكثر من سنة؟ وهل مصادفة أن تصف جريدة «wall street journal» المشهد: هذه قنبلة نووية أُلقيت علينا، وذكروا أنه لم يسبق لأميركا أن واجهت حرائق بهذا الحجم وهذه الخسائر في تاريخها، فهي ليست ظاهرة طبيعية عادية «انتبه»؟ وهل مصادفة أن يتوعّد «ترامب» الشرق الأوسط قائلا: «إذا لم يُسلّموا الأسرى قبل جلوسي على الكرسي، فسأفتح كل الجحيم على الشرق الأوسط» وبعدها بأيام انفتح باب الجحيم على هوليود وابتلعتها النيران؟

وفي الختام، أود أن أقول: هل من الذكاء أن تحصر كل تفسيراتك في مجهر العلوم الطبيعية، وتتجاهل العلم بآيات الله؟ عزيزي الفيلسوف، إن سنن الله وآياته لا تنزل معها «منشورات» من السماء لتخبرك أنها عقوبة أو ابتلاء أو رسالة إلهية.

back to top