إيران تكثف تحركاتها العسكرية وتغرق في «شلل كهربائي»
مناورات حول منشأتي فوردو وآراك النوويتين... وكشف اختلاس أكثر من 9 مليارات دولار
كثّفت إيران تحركاتها العسكرية، مهددة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي سيتولى السلطة بعد نحو 7 أيام، من «صراع عسكري طويل الأمد»، في وقت تشهد البلاد أزمة غير مسبوقة بسبب شح الطاقة، عالجته الحكومة بتعطيل شامل أمس الأول، متذرّعة بتلوث الهواء.
وأجرت إيران، أمس، تدريبات عسكرية جديدة بالقرب من منشآت نووية في غرب ووسط البلاد، وفق ما ذكرت وكالة «إرنا». وتجرى هذه التدريبات في إطار المناورات التي أُطلق عليها اسم «اقتدار»، والتي بدأت الأسبوع الماضي وتستمر حتى منتصف مارس بمشاركة الجيش والحرس الثوري.
وأعلن الحرس الثوري، الثلاثاء الماضي، بدء تدريبات قرب منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد. وقالت «إرنا»، أمس، إن «المناورات المشتركة لقوة الدفاع الجوي للجيش الإيراني بدأت في المناطق الغربية والشمالية الإيرانية في فوردو (وسط) وخنداب (غرب)»، حيث يقع مفاعل آراك. وتعد منشأة فوردو المحصنة الواقعة في الجبال القريبة من مدينة قم، من أهم منشآت تخصيب اليورانيوم بإيران.
وأشارت الوكالة إلى أن من التدريبات وحدات صاروخية ورادارية وتعرّف إلكتروني وأنظمة دفاع جوي، بهدف «التقدير الفعلي للفعالية العملياتية لخطط الدفاع الجوي ضد هجوم العدو، وضمان التفوق الاستخباراتي، وتحقيق القدرة على اكتشاف الأهداف المستهدفة بالوقت المناسب».
وتجري إيران محادثات بشأن برنامجها النووي مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اليوم في جنيف، بعد نقاشات سابقة استضافتها سويسرا في نهاية نوفمبر. وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أكد أن بلاده «تحاول بث الثقة في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي» مقابل رفع العقوبات.
وأفاد أكسيوس الإخباري الأميركي بأن مستشار الأمن القومي، جيك ساليفان، عرض على الرئيس جو بايدن خيارات لشنّ ضربة أميركية محتملة على منشآت نووية إيرانية، في حال تحرّكت طهران نحو تطوير سلاح نووي قبل تولّي ترامب منصبه. وكان مبعوث ترامب لأوكرانيا، كيث كيلوغ، قال خلال تجمع للمعارضة الإيرانية في باريس إنه على العالم اتباع سياسة ممارسة «أقصى درجات الضغط» على إيران لتحويلها لدولة أكثر ديموقراطية.
واعتبر كيلوغ، وهو جنرال متقاعد، أن هناك فرصة لتغيير إيران نحو الأفضل، لكن لن تدوم إلى الأبد. وأردف: «علينا أن نستغل الضعف الذي نراه الآن، فالأمل موجود، ويجب أن يكون العمل حاضرا».
وفي الإطار نفسه، نقل «إرنا» عن نائب منسق الجيش، الأدميرال حبيب الله سياري، قوله إنه من المقرر أن تحصل إيران على سفينة حربية جديدة وأسطول من الطائرات بدون طيار المتقدمة قريبا.
مبعوث ترامب لأوكرانيا: هناك فرصة لتغيير إيران نحو الأفضل لكن لن تدوم إلى الأبد
وأضاف سياري أن الطائرات بدون طيار، التي يبلغ عددها حوالي 1000 طائرة، ستكون مجهزة بـ «قدرات التسلل والقوة الانفجارية العالية والمدى الطويل والاستهداف الدقيق». ولم يقدم المزيد من التفاصيل بشأن السفينة الحربية باستثناء قوله إنها ستعزز القدرات القتالية للبحرية الإيرانية.
وكان القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، قال أمس الأول، خلال الكشف عن مدينة صاروخية تحت الأرض «احذروا، لا ترتكبوا أخطاء استراتيجية أو تقوموا بحسابات خاطئة»، دون أن يذكر ترامب مباشرة.
ووفق سلامي، ربما يعتقد «العدو» أن إيران ضعفت، لكنّه أشار إلى أن البلاد تتمتع بقدرة عسكرية جاهزة لما أسماه بـ «المعارك الكبرى والطويلة ضد العدو وحلفائه بالمنطقة».
ورغم هذه التصريحات، يعتقد الخبراء أن إيران بوضع ضعيف، بعد التطورات في لبنان وتغيّر السلطة في سورية، علاوة على المعاناة من مشاكل سياسية واقتصادية كبيرة.
وقد أجبرت أزمة الطاقة والتلوث الهوائي الحاد الحكومة على إغلاق المدارس والجامعات والبنوك والمؤسسات العامة في الأسابيع الأخيرة.
ويخشى الخبراء أن تصبح الأوضاع أكثر تعقيداً بعد تولي ترامب منصبه، حتى أن البعض بات يعتقد أن الهجوم الإسرائيلي على إيران قد يصبح أكثر احتمالا.
ومن أجل تجنّب إثارة الذعر بين السكان، تبرز إيران علنا تطوير لوجستياتها العسكرية للحفاظ على صورتها كقوة بالمنطقة.
إلى ذلك، أكد مصدر بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن سبب تعطيل البلاد لأن وزراء النفط والطاقة أكدوا في اجتماع الأخير للحكومة الايرانية أن وزاراتهم لا تستطيع تأمين الكهرباء والغاز الذي يحتاجه المواطنون، وإذا ما استمر الوضع على هذا المنوال، فإن البلاد ستواجه انقطاعا كاملا بالكهرباء والغاز لأيام وليس لساعات، الأمر الذي يمكن أن يدفع الناس للاحتجاج، ولهذا قررت الحكومة الإيرانية تعطيل الدوائر الرسمية والأعمال، لتخفيف مصروف الطاقة.
وقال المصدر إن الأجهزة الأمنية تلاحق أحد كبار مديري شركة النفط الذي قام ببيع كل المخزون الاستراتيجي الشتوي من المازوت وفر الى كندا.
وكشف المصدر أن المدير تم تعيينه بعد وصول الرئيس مسعود بزشكيان للسلطة، وقال إنه باع هذا المخزون بأوامر من بزشكيان، للتخلص من المازوت، لكونه يضر بالبيئة. وحسب المصدر، فإن كشوف شركة النفط تشير إلى أن المخزون تم بيعه للداخل الإيراني، لكن التحقيقات أظهرت أنه تم تهريبه للخارج.
وتحدث بزشكيان أخيراً عن تهريب أكثر من 20 مليون لتر من البنزين يومياً.
وبسبب الفرق الشاسع لسعر الوقود بالداخل الإيراني والخارج، فإنه يتم تهريب الوقود من إيران لدول الجوار، وفق ما صرح به ياشار سلطاني الصحافي المختص بكشف الفساد، متحدثا عن مافيا نافذة للتهريب.
وتسبب موضوع فرق سعر الوقود بأزمة بين إيران وتركيا، إذ إن الحكومة الإيرانية فرضت على الشاحنات الأجنبية التي تدخل البلاد أو تخرج منها دفع فرق سعر الوقود، وهو ما دفع تركيا لاتخاذ قرار مشابه، الأمر الذي أدى لتوقف عبور الشاحنات من إيران الى تركيا وبالعكس منذ نحو أسبوعين.
من جهة ثانية، كشفت محطة تابناك التابعة لقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي أن أجهزة الرقابة في الجمارك الإيرانية كشفت اختلاس ما يزيد على الـ 9.3 مليارات من الدولارات من قبل شركة البتروكيماويات الحكومية، إذ إن أوراق هذه الشركة تعكس أنها صدرت 10.4 ملايين دولار، ولكن كشوف الجمارك تكشف أن صادرات هذه الشركة كانت 19.7 مليارا خلال الأشهر الـ3 الأولى من العام الإيراني الأخير.