في المرمى: كرة اليد فخر رياضتنا
تنطلق غداً بطولة العالم لكرة اليد بمشاركة منتخبنا الوطني الذي يستهل مشواره الصعب في هذه البطولة بمواجهة المنتخب النمساوي. وبغض النظر عن حظوظ الفريق في هذه المباراة، أو سائر منافسات البطولة، فإن ما يحزننا هو ذلك الإهمال والتجاهل الذي يواجهه هذا المنتخب وهذه اللعبة، رغم أنها تأتي في المرتبة الثانية جماهيرياً بعد كرة القدم المدللة، والتي لا يرد لها طلب، رغم أن إنجازاتها لا تساوي عشر كرة اليد، ورغم أن منتخبات كرة القدم وعلى مر تاريخها وفي أفضل فتراتها وعصورها لم تحقق ربع إنجازات كرة اليد ومنتخباتها، فإنه يكفي أن نقارن بين عدد مرات الفوز بكأس آسيا أو التأهل للأولمبياد وكأس العالم من غير أن تحسب مرات الفوز ببطولة الخليج وغيرها لنعرف مدى الفارق بين الإنجازات ومدى التجاهل والإهمال الرسمي والإعلامي لهذه اللعبة ومنتخباتها.
ولمن يريد أن يتعرف على معاناة لعبة كرة اليد ومنتخبنا الوطني الذي يستعد منذ فترة دون زخم ولا ضوضاء لخوض هذا المعترك المهم، أقول لمن يريد، ما عليه سوى زيارة مقر وصالة الاتحاد بالدعية لكي يشاهد بأم العين ماذا أعني، وله كذلك أن يعرف أن هذا المنتخب الذي يشارك حالياً في أكبر وأهم بطولة عالمية للعبة لا يمتلك صالة خاصة به يتدرب عليها، كما أنه نتاج دوري يقام على صالة مستعارة بشكل مؤقت من اتحادات أخرى تتحين الفرصة لطرده منها، ولا نسمع من مسؤولي الدولة منذ سنوات سوى وعود عن تخصيص أرض جديدة للاتحاد لإقامة منشأة يستحقها وتستحقها اللعبة وجماهيرها، ناهيك عن مخصصات لا توازي بأي حال من الأحوال نصف ما يخصص لكرة القدم التي ما إن يحقق منتخبها فوزاً واحداً حتى يصبح مركز أنظار الكون، وتنهال المكافآت والعطايا عليه من كل حدب وصوب، ويتبارى المراؤون للظهور بمظهر المهتمين والمناصرين، بينما منتخب اليد لا ينفك يحقق الفوز والإنجازات ورغم ذلك يبقى في مؤخرة ركب اهتماماتهم، لأنه لا يجذب الأضواء والإعلام نحوهم.
أعتقد أنه آن الأوان أن يصار إلى الاهتمام بالرياضة بشكل عام، ولا يجوز أن يبقى الاهتمام منصباً على كرة القدم التي تفرحنا يوماً وتبكينا أياماً، فلا يجوز أن نتحدث عن استادات لكرة القدم ونحن نفتقر إلى صالات ومنشآت لألعاب أخرى منجزة، ولا يمكن القبول بالتفكير بأن لاعب الكرة له الأفضلية على لاعبين في ألعاب أخرى، فردية كانت أو جماعية، لمجرد أنه يمارس لعبة جماهيرية بينما الآخرون يحققون الإنجازات وهم منسيون.
بنلتي
نعرف وندرك تماماً صعوبة المهمة، لكننا على ثقة تامة بأن رجال أزرق اليد بعناصره الشابة الجديدة سيبذلون كل ما باستطاعتهم لرفع راية هذا الوطن وإسعاد جماهيرهم، والدفاع عن الإرث التاريخي لهذا المنتخب الذي كان وما زال مصدراً للفخر والكبرياء في الرياضة الكويتية في كل محفل، ونحن نؤمن بأن لدينا رجالاً نستطيع الاعتماد عليهم في المهمات الصعبة، وهم لن يخيبوا الأمل مهما كانت النتائج... الله يوفقكم يا رجالنا وعيالنا.