الفعاليات القادمة بعد «خليجي 26»
أول العمود: بدأ تلفزيون الكويت بعمل برنامج (منبر المواطن) قبل سنتين تقريباً إلا أنه توقف! لماذا نفتقد لبرنامج حواري ينقل هموم الناس وآراءهم بدلا من اختطافهم من الحسابات الإخبارية غير المهنية؟
***
تابعت كغيري مباريات كأس «خليجي زين 26»، وأسجل هنا عدداً من الملاحظات:
1- منذ سنوات لم نختلط بهذا الكم من الناس رغم تواضع الرقم (70) ألف زائر، وخلال تلك السنين كان الرأي العام أسيراً للتافهين في وسائط الإعلام الإلكترونية التي لا شغل لها إلا التنمر على الوافدين، وتقسيم فئات المجتمع بحسب طريقة كلامهم، وخلق (تريندات) تافهة، وغيرها من المواضيع التي ساهمت في نسيان أنفسنا وحقها في الفرح، فما مضى جعلنا شرسين اجتماعياً حتى بين بعضنا بعضاً!
2- لا يمكن أن تمر بطولة كأس الخليج دون أن تَقرَع مكتب كل مسؤول في الدولة في أن يساهم في كل فعالية قادمة مدروسة فنياً واقتصادياً. المجلس الوطني للثقافة فاته مثلاً تسيير الباص السياحي الذي تقدم به أحد المبادرين قبل سنوات لتسيير حافلات زيارة المراكز الثقافية والمباني التاريخية التي يزيد عددها على 15 مكاناً، أو إقامة فعاليات موسيقية وتراثية في سوق المباركية تكون مصاحبة لكأس الخليج. وزارة الشؤون الاجتماعية معنية مباشرة بدعوة أصحاب المتاحف الخاصة لعمل معارض تخدم نوع الفعالية، وجمعيات النفع العام المعنية كالجمعية الكويتية للتراث وجمعية الفنانين وفريق إكسبو 965 (وتضم 75 صاحب متحف خاص)، هذه الجهات معنية بمثل هذه الأجواء، وأي فعالية قادمة، لماذا لم تقم الوزارة بالاستعانة بهذه الجهات المدنية الفاعلة لدعم «خليجي 26»؟
3- إذا قلنا إن عوائد «خليجي 26» وقفت عند 61 مليون دينار خلال 15 يوماً فهذا رقم ضئيل، والمطلوب تنميته لأننا لا نعرف كم صرفت الدولة في المقابل على البطولة، فماذا لو تحركت الحكومة بوزرائها بشكل جماعي كل في مجاله، وساهم في كل فعالية دولية أو إقليمية قادمة رياضية أو ثقافية أو اقتصادية، فكم سيكون المدخول هنا؟ وهناك كذلك دعم الإعلان التجاري في ملاعب البطولة بشكل مكثف وأوسع من الذي حدث والذي اقتصر على شركات قليلة!
4- إذا كانت الحكومة سعيدة بما حدث– وكلنا سعداء– فلا بد من التفكير في مسألة زيادة عدد الفنادق وتلبية حاجة الزائرين في هذا المجال فتحويل الكويت إلى مكان للفعاليات يتطلب ضرورات لوجستية جديدة غير موجودة حالياً. ما حدث في الكويت خلال كأس الخليج مهم اجتماعياً قبل الشأن الرياضي، فشعوب دول الخليج تتعطش للتلاقي مع بعضها بعضاً، وتسهيل هذا الاختلاط مطلوب عبر الفعاليات وتنفيذ القطار الخليجي من الكويت إلى مسقط.
الكويت الآن تحمل لقب (عاصمة الثقافة العربية 2025) ولعام كامل، فهل تمت مناقشة هذه الفعالية في مجلس الوزراء، وتم الاطلاع على دور كل وزارة في هذه الفعالية؟
