أوكرانيا تأسر جنديين من كوريا الشمالية في كورسك

نشر في 11-01-2025 | 16:38
آخر تحديث 11-01-2025 | 19:48
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

في تطور يؤكد صحة التقارير الأوكرانية والغربية عن تورّط كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، إن القوات الأوكرانية أسرت جنديين من كوريا الشمالية، كانا يقاتلان إلى جانب القوات الروسية في منطقة كورسك الحدودية الروسية.

وأدلى زيلينسكي بتلك التصريحات، بعد أيام من بدء أوكرانيا شنّ هجمات جديدة في كورسك، للاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها بغارة خاطفة في أغسطس، أسفرت عن أول احتلال لأراضٍ روسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وأسفر الهجوم المضاد الذي شنته موسكو إلى إرهاق القوات الأوكرانية وإضعاف معنوياتها، مما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف واستعادة أكثر من 40 بالمئة من مساحة منطقة كورسك، التي تبلغ 984 كيلومترا مربعا(380 ميلا مربعا)، التي استولت عليها أوكرانيا.

وقال زيلينسكي، في منشور على تطبيق تلغرام: «أسر جنودنا جنديين كوريين شماليين في كورسك. وأعلنت نجاتهما على الرغم من إصابتهما، وتم نقلهما إلى كييف، وهما يتواصلان مع أجهزة الأمن الأوكرانية».

الى ذلك، أكد الجيش الروسي، اليوم، التقدّم ميدانيا شمال غرب مدينة كوراخوف الأوكرانية التي تشكل موقعا دفاعيا مهما للقوات الأوكرانية في جنوب حوض دونباس، والتي أعلنت موسكو السيطرة عليها في وقت سابق.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن وحدات من مجموعة الوسط «حررت» بلدة شيفتشينكو على بعد نحو 10 كيلومترات شمال غرب وسط كوراخوف. ولم تؤكد كييف رسميا خسارة قواتها هذه المدينة التي كانت تضم نحو 18 ألف نسمة قبل الحرب. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، اليوم، إن القوات الأوكرانية صدّت هجمات روسية في المنطقة، وخصوصا حول كوراخوف.

في سياق آخر، كشف تحقيق نشره موقع «ذا انسايدر» الروسي المستقل، أن المخابرات العسكرية الروسية دفعت 30 مليون دولار لحركة طالبان لتنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية والدولية بواقع 200 ألف دولار مقابل كل جندي يُقتل في أفغانستان.

وكشف التحقيق الذي نُشر بالاشتراك مع صحيفة دير شبيغل الألمانية أن الفريق أول إيفان كاسياننكو، نائب قائد الوحدة 29155، وهي المجموعة التي تقف وراء سلسلة من التفجيرات والتسميم في دول حلف شمال الأطلسي، أشرف على العملية، وهي اتهامات نفتها موسكو مرارا.

وأفاد التحقيق بأن الاستخبارات الأفغانية سجلت نحو 17 هجوماً «مرتبطاً بحوافز مالية من روسيا، عبر شبكة متطورة لتحويل الأموال تشمل سعاة في طاجيكستان والصين وباكستان». ويعتقد أن الوحدة 29155 جندت نحو 3 شبكات من المواطنين الأفغان للعمل كوسطاء بينها وبين الجماعات المسلحة، بدءًا من عام 2015، ثم تم غسل الأموال عبر شركة واجهة تجارية مسجلة في موسكو تولت دفع الأموال لـ «طالبان».

ويكشف التحقيق أيضًا أن الأميركيين كانوا على علم بهذا النظام لمكافآت الاغتيال ضد جنودهم، لكن إدارة دونالد ترامب لم تكن ترغب، في ذلك الوقت، بالدخول في مواجهة مع فلاديمير بوتين. وقال نائب مستشار الأمن القومي خلال الولاية الأولى لترامب، تشارلز كوبيرمان: «لم تكن استخباراتنا تريد أن تواجه السؤال الأبدي: حسنًا، الروس يؤذوننا، فماذا سنفعل حيال ذلك؟».

ونقل عن ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية قوله إنه «كانت هناك حالات عديدة، حيث تعرضنا للضرب في الوجه، وقيل لنا ألا نفعل أي شيء خوفًا من التصعيد»، مشيرا إلى أن البرنامج بدأ عام 2015، و»بلغ ذروته» حوالي عام 2016، عندما انتخب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

ويوضح موقعا «ذا إنسايدر» و»دير شبيغل» أن الهجمات توقفت بعد أن توصل الرئيس ترامب إلى اتفاق في أوائل عام 2020 للانسحاب من أفغانستان. وبعد عودة «طالبان» إلى السلطة، عززت موسكو شراكتها مع الحركة، حيث تشير التحقيقات إلى أن الضابط في جهاز المخابرات العسكرية المسؤول عن «برنامج المخابرات العسكرية وطالبان» في ذلك الوقت لا يزال يعمل اليوم بمنزلة «محاور»، ويتفاوض بشأن التعاون العسكري بين موسكو وكابول.

ومع ذلك، فإن المبالغ التي دفعتها روسيا لطالبان (30 مليون دولار) ستكون أقل بكثير، كما يتذكر موقع ذا انسايدر، من حوالي 4 مليارات دولار أنفقتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية في التسعينيات على عملية «سيلكون»، وهي البرنامج السري الذي كان يهدف إلى تمويل وتسليح وتدريب مجاهدي «طالبان» لطرد الجيش السوفياتي من أفغانستان.

back to top