سورية: إحباط محاولة من «داعش» لتفجير مقام السيدة زينب
من واشنطن إلى بكين... تحذير الشرع من تسليم مناصب عليا للمقاتلين الأجانب
غداة تحذير وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من احتمال إعادة تنظيم «داعش» ترتيب صفوفه وتشكيله تهديداً كبيراً بعد إطاحة نظام بشار الأسد، أعلنت وزارة الداخلية في الإدارة الجديدة بدمشق إحباط محاولة للتنظيم الإرهابي لتنفيذ تفجير داخل مقام السيدة زينب بمحيط العاصمة والقبض على المتورطين.
وذكرت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المؤقتة، التي تقودها هيئة «تحرير الشام» في بيان، أمس، أن «جهاز الاستخبارات العامة وعبر الإدارة المختصة بمكافحة تنظيم «داعش»، بالتعاون مع مديرية الأمن العام في ريف دمشق، نجح في احباط العمل الإجرامي الكبير الذي كان يستهدف الشعب السوري بكل أطيافه».
تمشيط وانتهاكات
في موازاة ذلك، أعلنت الإدارة الجديدة إطلاق عمليات تمشيط في عدد من المحافظات بينها حمص وحلب واللاذقية وطرطوس بهدف ملاحقة «فلول النظام المخلوع وعدد من المطلوبين بجرائم مختلفة».
وجاء ذلك في وقت يسيطر القلق على أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع جراء انطلاق الحملة الأمنية للسلطات الجديدة في أحياء حمص التي تشكل ثالث أكبر مدن سورية حيث أفيد باعتقال المئات وسط تقارير عن حوادث ثأرية وانتقامية.
وأفاد العديد من سكان المناطق العلوية في حمص التي استهدفتها عمليات التمشيط باعتقال شباب، وجنود سلموا أسلحتهم وخضعوا للتسوية التي أطلقتها الفصائل المسلحة عقب سيطرتها على دمشق مطلع ديسمبر الماضي.
وذكر عضو مجلس الشعب عن محافظة حمص سابقاً شحادة ميهوب أنه وثق انتهاكات واعتقالات للمئات أبلغ عنها سكان حي الزهراء في المدينة التي توصف بأنها «عاصمة الثورة» وتضم أغلبية من المسلمين السنة فضلاً عن أقلية علوية ومسيحية، فيما اشتكى سكان من تعرضهم لمضايقات عند نقاط تفتيش أقيمت حديثاً عند مداخل الأحياء ذات الأغلبية العلوية.
وفي حي السبيل في المدينة، أبلغ ميهوب عن تعرّض مجموعة من الضباط للضرب أمام زوجاتهم وأبنائهم، لكنه ذكر أن السلطات الجديدة تجاوبت مع شكاوى المواطنين ووعدت بالإفراج عن المعتقلين قريباً، مشيراً إلى جماعات حليفة لـ»تحرير الشام» ومسلحين آخرين كانوا وراء الانتهاكات. وتحدث أحد سكان الزهراء عن شعور المدنيين بالخوف، مشيراً إلى أنه «في البداية كانت حالات فردية، لكن لا يمكن تسميتها بذلك بعدما كثرت».
الشرع يلتقي مبعوث سلطان عُمان... ويستعد لزيارة أنقرة
إلى ذلك، كشف مصدران مطلعان أن مبعوثين أميركيين وفرنسيين وألماناً حذروا قائد الإدارة الجديدة زعيم «تحرير الشام» أحمد الشرع من أن تعيينه مقاتلين أجانب في مناصب عسكرية عليا يمثل مصدر قلق أمني ويسيء لصورة الحقبة الجديدة ومحاولة قادتها إقامة علاقات مع دول أجنبية.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي القول، إن التحذير الذي أصدرته الولايات المتحدة، والذي يأتي في إطار الجهود الغربية لدفع قادة دمشق الجدد لإعادة النظر في هذه الخطوة، جاء في اجتماع بين المبعوث الأميركي دانييل روبنشتاين والشرع الأربعاء الماضي في القصر الرئاسي في دمشق.
وفي أواخر العام الماضي ذكرت «رويترز» أن «تحرير الشام» أجرت نحو 50 تعييناً، بما في ذلك ستة مقاتلين أجانب على الأقل، من بينهم صينيون وايغور من آسيا الوسطى، ومواطن تركي، ومصري، وأردني.
كما أعربت الصين، الأربعاء الماضي، على لسان فو كونغ، ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول سورية عن قلقها البالغ إزاء تعيين الحكومة السورية الجديدة لمقاتلين أجانب في مناصب عسكرية رفيعة، خاصة من جماعة «حركة تركستان الشرقية الإسلامية» المحظورة في بكين والمصنفة إرهابية من الأمم المتحدة، والمعروفة كذلك باسم «الحزب الإسلامي التركستاني» التي كانت نشطة في مقاطعة شينجيانغ الصينية ذات الحكم الذاتي للايغور.
وأشارت صحيفة «إيكونومست» البريطانية، إلى أنّ زعيم «الإسلامي التركستاني»، أصدر بياناً يتضمن تهديدات لبكين. وقال: «سيذوق الكفّار الصينيون قريباً العذاب نفسه الذي ذاقه الكفّار في سورية، إن شاء الله».
قلق بين علويي حمص... وإسرائيل تشق طريقاً عسكرياً بالقنيطرة وتسعى لمنطقة نفوذ تمتد 60 كلم داخل سورية
تعاون إقليمي
من جانب آخر، التقى الشرع المبعوث الخاص لسلطان عمان، عبدالعزيز الهنائي على رأس وفد رسمي في دمشق ضمن الجهود الخليجية والعربية والغربية الرامية لمحاولة دفع سلطات سورية نحو انتقال سياسي شامل إضافة إلى السعي إلى التعاون في مكافحة الإرهاب. وبالتزامن مع استمرار تدفق مواد الإغاثة السعودية إلى دمشق أفيد بأن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان توجه إلى الرياض لحضور مؤتمر دولي تنظمه المملكة من أجل دعم سورية.
كما تحدثت أوساط تركية عن استعداد الشرع للقيام بزيارة إلى أنقرة باعتبارها أول وجه خارجية له منذ سيطرته على دمشق.
الأكراد والأتراك
من جانب آخر، أعلنت السلطات السورية الجديدة ضبطها لسيارة مفخخة كانت معدة للتفجير داخل مدينة حلب، قادمة من مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المدعومة من واشنطن، فيما ابدى قائد القوات الكردية السورية مظلوم عبدي استعداداً للتفاوض مع تركيا التي تهدد بشن عملية عسكرية ضدها، في محاولة لخفض التصعيد.
في المقابل، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أنه «لا يمكن لأي تنظيم إرهابي أن يصمد أمام تركيا أياً كانت الجهة التي يستند إليها».
انتهاك إسرائيلي
على صعيد منفصل، دخلت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى مشارف بلدة المعلقة في ريف القنيطرة الجنوبي. وبدأت قوات الاحتلال بتجريف الأشجار والسور الحجري المجاور للطريق الرئيسي المؤدي إلى بلدة المعلقة، بهدف توسعة الطريق الواصل إلى نقطة الدرعيات العسكرية، التي كانت سابقاً تابعة للجيش السوري قبل أن تُترك، في أعقاب سقوط النظام.
وكشفت تقارير عن أنّ الدولة العبرية تعمل على وضع خطة تمنحها منطقة نفوذ وتأثير يمتد حتى عمق 60 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، تحت ذرائع أمنية.