خامنئي يرفض مجدداً تغيير فتوى تحريم السلاح النووي
عراقجي: ما جرى في سورية جرس إنذار لإيران
تتواصل بشكل شبه يومي النقاشات والاجتماعات حول التحديات والتهديدات التي تواجهها إيران بعد الخسائر التي تكبدها مشروعها الإقليمي في وقت يقترب موعد تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي خرج من الاتفاق النووي وأمر باغتيال الجنرال قاسم سليماني، مهندس مشروع التوسع الإيراني الإقليمي.
وكشف مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي لـ «الجريدة» أن المرشد رفض مرة جديدة تعديل أو تغيير فتواه التي تحرّم تصنيع أو استخدام الأسلحة النووية، وذلك خلال اجتماع غير معلن لبحث التهديدات التي تواجهها إيران، عُقد أمس الأول، بحضور مستشاري المرشد والرئيس مسعود بزشكيان وعدد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية.
وبحسب المصدر، فإنه وسط مطالبة أغلبية المشاركين في الاجتماع بتعديل الفتوى بسبب المخاطر العالية التي تحيط بالبلاد، وافق خامنئي في المقابل على تحضير رسالة حول تعديل الفتوى لتكون جاهزة في حال واجهت إيران هجوماً، مع التشديد على أنه لا يجب تصنيع سلاح نووي طالما لم تتعرض البلاد إلى هجوم وجودي أو حرب مفتوحة تستمر لمدة طويلة وليس مجرد ضربات خاطفة.
وجرى خلال الاجتماع استعراض تقارير مختلفة أعدتها الأجهزة الأمنية الإيرانية حول التهديدات التي تواجهها إيران. ومن بين السيناريوهات التي تم طرحها، شن إسرائيل هجوماً مباغتاً على إيران، بدعم واسع من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل 20 الجاري، موعد تولي ترامب السلطة، يتضمن ضرب منشآت نووية وبنى تحتية.
وتشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإيرانية إلى وجود معارضة أميركية لسيناريو مثل هذا، خصوصاً من جانب القيادات العسكرية وبعض المسؤولين في البيت الأبيض الذين يتخوفون قيام طهران برد خارج عن السيطرة، مثل ضرب قواعد أميركية في دول مجاورة، الأمر الذي لن يؤدي فقط إلى تعريض عسكريين أميركيين ومصالح أميركية للخطر، بل سيفجر توترات إقليمية لا يمكن تقدير شكلها ومداها.
وتحدث قائد الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري خلال الاجتماع عن قدرات إيران الدفاعية، مؤكداً أن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة أي هجوم، لكن لا يجب التوقع بأن تتمكن القوات الإيرانية من صد هجوم شامل من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل كامل.
جاء ذلك، في وقت أجرى الجيش الإيراني تدريبات قرب منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد، في إطار مناورات واسعة النطاق من المخطّط إجراؤها على مستوى البلاد، أُطلق عليها اسم «اقتدار»، وتشمل وحدات من الحرس الثوري إلى جانب القوات البرية في الجيش الإيراني.
على صعيد آخر، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن «الضربة التي تم توجيهها للجيش السوري كانت إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية»، مشدداً على أنه «يجب أن يكون هذا جرس إنذار بالنسبة لنا، ويجب ألا نسمح للعدو بأن يوسع أجواء خيبة الأمل في البلاد».
وقال قيادي كبير في الحرس الثوري الإيراني إن إيران خسرت بشدة في سورية، وإن الشعب السوري انتفض ضد نظام بشار الأسد، وإنه ليس من مصلحة إيران ومحور المقاومة الذي تقوده الانجرار إلى حرب موسعة في المنطقة. وقبل زيارة مقررة لبزشكيان إلى موسكو في 17 الجاري، اعتبر القيادي في «الحرس» أن روسيا كانت عاملاً رئيسياً في إسقاط نظام الأسد، مشيراً إلى أن القوات الروسية كانت تطفئ الرادارات الجوية للسماح لإسرائيل بتوجيه ضربات في سورية.
وفي تفاصيل الخبر:
تتواصل النقاشات والاجتماعات حول التحديات والتهديدات التي تواجهها إيران بشكل شبه يومي بعد الخسائر التي تكبدها المشروع الإيراني الإقليمي مع سقوط نظام بشار الأسد في سورية، والضربات القوية التي تلقاها حزب الله في لبنان، وتراجع الفصائل المسلحة في العراق تحت الضغوط، في وقت يقترب موعد تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي خرج من الاتفاق النووي وأمر باغتيال الجنرال قاسم سليماني، (مهندس مشروع التوسع الإيراني الإقليمي).
في هذا السياق، كشف مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي لـ «الجريدة» أن المرشد رفض مجددا تعديل أو تغيير فتواه التي تحرّم تصنيع أو استخدام الأسلحة النووية، وذلك خلال اجتماع غير معلن لبحث التهديدات التي تواجهها إيران، عُقد مساء أمس الأول، بحضور مستشاري المرشد والرئيس مسعود بزشكيان وعدد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية.
وبحسب المصدر، فإنه وسط مطالبة أغلبية المشاركين في الاجتماع بتعديل الفتوى بسبب المخاطر العالية التي تحيط بالبلاد، وافق خامنئي في المقابل على تحضير رسالة حول تعديل الفتوى لتكون جاهزة في حال واجهت إيران هجوماً، مع التشديد على أنه لا يجب تصنيع سلاح نووي طالما لم تتعرض البلاد لهجوم وجودي أو حرب مفتوحة تستمر لمدة طويلة، وليس مجرد ضربات خاطفة.
قآني أبلغ السوداني أن طهران لا تعارض أي قرار يتخذه العراق بشأن مستقبل «الحشد الشعبي»
وجرى خلال الاجتماع استعراض تقارير مختلفة أعدتها الأجهزة الأمنية الإيرانية حول التهديدات التي تواجهها إيران. ومن بين السيناريوهات التي تم طرحها، شن إسرائيل هجوماً مباغتاً على إيران، بدعم واسع من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل 20 الجاري، موعد تولي ترامب السلطة، يتضمن ضرب منشآت نووية وبنى تحتية، ويُستخدم فيه أسلحة غير تقليدية وقنابل نووية تكتيكية محدودة، ولا يقتصر على ضربة مباغتة، بل يستمر بضعة أسابيع لعدم إعطاء إيران القدرة على التقاط أنفاسها والرد.
وتشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإيرانية إلى وجود معارضة أميركية لسيناريو مثل هذا، خصوصاً من قبل القيادات العسكرية وبعض المسؤولين في البيت الأبيض الذين يتخوفون من قيام طهران بردّ خارج عن السيطرة، مثل ضرب قواعد أميركية في دول مجاورة، الأمر الذي لن يؤدي فقط إلى تعريض عسكريين أميركيين ومصالح أميركية للخطر، بل سيفجر توترات إقليمية لا يمكن تقدير شكلها ومداها.
وكان موقع أكسيوس أفاد بأن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان عرض أخيراً على بايدن خيارات لضرب منشآت نووية إيرانية في حال تحرّكت طهران نحو تطوير سلاح نووي. وقال «أكسيوس» في تقرير آخر إن مقربين من ترامب يعتبرون أن سياسة الضغوط القصوى على إيران التي اعتمدها في الولاية الأولى قد لا تكون مناسبة الآن، وأنه لا مفر من اللجوء إلى ضربة عسكرية.
لا تتوقعوا صداً كاملاً
واستعرض قائد الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري خلال الاجتماع تقريراً عن قدرات إيران الدفاعية، مؤكداً أن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة أي هجوم، موضحاً أن طهران نجحت في شراء أسلحة نوعية من روسيا والصين لتعزيز أنظمتها الدفاعية، لكن لا يجب التوقع بأن تتمكن القوات الإيرانية من صد هجوم شامل من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل كامل.
وبحسب المصدر، أكد باقري أن الجيش والحرس الثوري قاما بتركيب رؤوس لما يصل إلى 20 ألف صاروخ بالستي من أنواع مختلفة، بما في ذلك صواريخ فرط صوتية ومسيّرات، لتكون جاهزة للرد على أي هجوم مفاجئ بشكل فوري، وهو ما من شأنه إحداث أضرار كبيرة لدى الجهات المعادية.
رغم ذلك، استبعد باقري إقدام بايدن ونتنياهو على مغامرة شن هجوم كبير على إيران، كما أوصى بتعديل فتوى خامنئي بشكل يسمح بإنتاج السلاح النووي.
إشارات إيجابية
من ناحيته، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال الاجتماع تلقي إشارات «إيجابية جداً» من قبل ترامب وتقديراته بأنه سيعارض شن هكذا هجوم قبل الدخول في مفاوضات مع الإيرانيين، محذراً من أن تعديل خامنئي فتواه في الظروف الحالية قد ينسف أي أمل للمفاوضات المستقبلية مع إدارة ترامب، كما قد يؤثر سلباً على الاجتماع المقرر مع الترويكا الأوروبية في 13 الجاري.
مناورات نطنز
إلى ذلك، أجرى الجيش الإيراني تدريبات قرب منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد، في إطار مناورات واسعة النطاق من المخطّط إجراؤها على مستوى البلاد، أُطلق عليها اسم «اقتدار»، وتشمل وحدات من الحرس الثوري، إلى جانب القوات البرية في الجيش الإيراني.
وقال التلفزيون الإيراني إن المرحلة الأولى من المناورات تضمنت تنفيذ وحدات الدفاع الجوي التابعة للحرس الثوري «دفاعاً شاملاً» عن الموقع في مواجهة «بيئة مملوءة بالتهديدات الجوية المعقّدة وظروف حرب إلكترونية صعبة». وأشارت تقارير إيرانية إلى أنه سيتم استخدام أنظمة دفاع جوية جديدة خلال التدريبات التي ستجرى في مناطق مختلفة من البلاد، وتستمر حتى مارس المقبل.
جرس إنذار
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن «الجيش السوري هُزم قبل أن يقاتل، ولم يستطع أن يصمد»، مضيفاً أن «الضربة التي تم توجيهها للجيش السوري كانت إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية»، ومشدداً على أنه «يجب أن يكون هذا جرس إنذار بالنسبة لنا، ويجب ألا نسمح للعدو أن يوسع أجواء خيبة الأمل في البلاد».
وقال قيادي كبير في الحرس الثوري الإيراني إن إيران خسرت بشدة في سورية، وإن الشعب السوري انتفض ضد نظام الأسد، وإنه ليس من مصلحة إيران ومحور المقاومة الذي تقوده الانجرار إلى حرب موسعة في المنطقة.
وقبل زيارة مقررة لبزشكيان إلى موسكو في 17 الجاري، اعتبر القيادي في «الحرس» أن روسيا كانت عاملاً رئيسياً في إسقاط نظام الأسد، مشيراً إلى أن القوات الروسية كانت تطفئ الرادارات الجوية للسماح لإسرائيل بتوجيه ضربات في سورية.
رسالة للسوداني
إلى ذلك، قالت شبكة إيران إنترناشونال الإيرانية المعارضة التي تعمل خارج إيران، إن قائد «فيلق القدس»، إسماعيل قآني، أكد خلال زيارة أجراها أخيراً إلى بغداد لرئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني أن إيران لا تعارض أي قرار تتخذه بغداد بخصوص مستقبل «الحشد الشعبي» داخل العراق، وتحترم أي قرار عراقي فيما يتعلق بالقوات الأمنية العراقية، في إشارة إلى الأنباء عن نية الحكومة حل «الحشد» ودمجه بالقوات الأمنية.
وبحسب الشبكة، أبلغ قآني السوداني أن الحكومة الإيرانية «لا ترغب بالانجرار إلى صراع مسلح في المنطقة، ولا ترغب لبغداد أن تتورط بهكذا صراع وحدها». وتأتي هذه المعلومات عشية زيارة مقررة اليوم للسوداني إلى طهران.