في المرمى: لم تنته الحكاية

نشر في 07-01-2025
آخر تحديث 06-01-2025 | 20:04
 عبدالكريم الشمالي

انتهت بطولة خليجي 26 بكل جميل فيها بإعلان بطلها، ولم تنته حكايتها وليتها لم تنته... أسدل الستار على المشهد الأخير بتتويج المنتخب البحريني الشقيق باللقب بكل جدارة واستحقاق، لكن الرواية لن تقف عند هذا الحد، فبالتأكيد كل ما صاحب هذه البطولة الاستثنائية سيظل محفوراً في الذاكرة لفترة طويلة من الزمن، إلا أن الأهم من ذلك كله هو كيف نستفيد من درس بل دروس الاستضافة والتنظيم، ونبني عليها للمستقبل، وأنا هنا لا أشير إلى النواحي الرياضية والفنية، فتلك لها وقتها الذي سيأتي كي نناقشها، بل أعني الجوانب الأخرى المتعلقة بتنظيم هذا الحدث الذي يعتبره البعض صغيراً نظراً لحجم وعدد الدول المشاركة، إلا أنه أثبت كبره وأهميته في مناح عدة، لعل أبرزها الجانب الاقتصادي والاجتماعي لهذا التنظيم، والذي شاهدنا وأدركنا أثره كل يوم بل كل لحظة خلال أيام هذه البطولة.

لقد أثبتت هذه البطولة وباليقين ما كنا نطالب به منذ سنوات بأن على المسؤولين بكل مستوياتهم أن يؤمنوا بأن الرياضة أصبحت صناعة يستفاد منها، ومن الممكن أن تشكل مصدراً مهماً من مصادر الدخل الاقتصادي متى ما تم الاهتمام بها والصرف عليها بالشكل المطلوب، وليس علينا سوى انتظار أرقام المداخيل الرسمية التي من المفترض أن يتم الكشف عنها من قبل اللجنة المنظمة حتى تثبت للجميع نجاحها الاقتصادي، لاسيما من يرى أن الموضوع لا يتعدى «طمباخية» أو إلهاء ومضيعة للوقت والمال، فاليوم نحن نتحدث عن عجلة اقتصادية تحركت بشكل سريع ومكثف خلال وقت قصير، استفادت منها أطراف متعددة بدءاً من سائق التاكسي وانتهاءً بأصحاب الفنادق ومروراً بكل ما يكن أن يحتاجه المشجع السائح في الكويت... فهل هذه صناعة «ولا مش صناعة يا متعلمين يا بتوع المدارس؟».

أما من الناحية الاجتماعية فحدث ولا حرج، ويكفي أن نعود إلى المشاهد التي بثت على محطات التلفزة ووسائل الإعلام التقليدية أو المقاطع المصورة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من الناس العاديين، أو من يسمون بالمؤثرين، عن الكويت وشعبها، لكي نعرف ذلك الأثر الكبير الذي تركته هذه البطولة في زيادة لحمة الترابط بين الخليجيين كافة، وإزالة الحواجز بين مواطني هذه الدول، إضافة إلى الصورة العامة التي انتشرت عن الكويت كدولة والكويتيين كمواطنين محبين شغوفين بالتواصل وحسن الضيافة، وإظهار معدن شعب أصيل طيب، كاد يختفي ذكره بسبب بعض التصرفات والأشخاص المحسوبين خطأً على هذا المجتمع، عموماً قائمة الفوائد طويلة جداً، وما جنيناه من استضافة هذه البطولة يفوق التوقعات بمراحل.

بنلتي

الحماس والمتابعة والشغف الذي أبدته الجماهير الرياضية على مختلف مشاربها من كل الدول المشاركة، والفرح بالفوز، والحسرة للخسارة، كلها أمور تؤكد أهمية البطولة لأبناء المنطقة، وتبين قصر نظر وعدم فهم من كان أو ما زال ينادي بإلغائها، أما من يحاول أن يقلل من قيمتها الفنية باعتبارها بطولة ودية لا أهمية لها، مقارنة بغيرها من المنافسات، فنقول له: «ما عليه خيرها بغيرها والجايات أحسن... واللي ما يطول العنب يقول حامض».

back to top