الجسار: تعاون مثمر للمجلس الوطني مع المجتمع المدني والقطاعات الأهلية

خلال افتتاح النسخة الثانية من مؤتمر الطباعة الإبداعية في متحف الفن الحديث

نشر في 07-01-2025
آخر تحديث 20-02-2025 | 17:45
تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تم افتتاح فعاليات مؤتمر «الطباعة الإبداعية» في نسخته الثانية بعنوان «واحة» في متحف الفن الحديث، والذي يستمر حتى 18 الجاري، متضمناً ورش عمل تفاعلية، ومحاضرات ولقاءات، ومعرضاً فنياً للأعمال.

قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. محمد الجسار، في افتتاح مؤتمر الطباعة الإبداعية، إن «المؤتمر الأول كان في بداية 2024، والآن يقام بنسخته الثانية ويستمر حتى 18 الجاري»، مبينا أنه «يعنى بعملية الطباعة الإبداعية وتعريف الشباب بماهيتها، فهي جداً قديمة، إلا أن استعمالها كنوع من أنواع الفن ومهارات الفن يعتبر ضمن عصر الحداثة من القرن الماضي، ولكن بالخليج هي حديثة كفن، لذلك نحن سعداء بأن نستضيف ورش الطباعة الإبداعية في الكويت وتستمر لمدة أسبوعين. وفي هذه السنة يشارك حوالي 8 محاضرين ومدربين من خارج الكويت، منهم 5 من دول الخليج، و3 من الولايات المتحدة الأميركية».

وحول من قاموا بالتسجيل للورش قال د. الجسار إن عددهم يصل إلى 150، وهو مرتفع جداً، معلقاً «نحن سعداء بهذا العدد، وهذا يدل على أن نشاط وتعاون المجلس الوطني مع المجتمع المدني والقطاعات الأهلية مثمر، ونحن نقول دائماً إن المجلس لا يعمل بمفرده لكن من خلال المجتمع المدني، لذلك فإن مؤتمر الطباعة جاء بالتعاون مع عدة جهات محلية، فمؤسسة ومنظمة المؤتمر د. جواهر البدر، بالإضافة إلى التعاون مع جامعات خارج الكويت، ونأمل أن ينتشر مثل هذا النوع من الورش الإبداعية لتشجيع الشباب وتعريفهم بأنواع مختلفة من الفن، ليس فقط في الكويت إنما في الخليج كله، وذلك يعتبر بداية ورش الطباعة الإبداعية، ونحن سعداء بأن تكون انطلاقتها من الكويت».

الكويت تبدع

وأوضحت مسؤولة المرسم الحر ومنسقة الملتقى والورش التفاعلية في المؤتمر من جانب المجلس سارة خلف أن «فعاليات الملتقى التفاعلي للطباعة الإبداعية جاءت بالتعاون مع القطاع الخاص المتمثل في «ارت ستوديو الكويت «، و«كلية الفنون رود ايلند» في الولايات المتحدة، والجامعة الأميركية (AUK)، ومركز عبدالله السالم الثقافي، وتوافقاً مع استراتيجية المجلس بعنوان «الكويت تبدع»، والتي تهدف إلى تطوير الفنون الإبداعية، وتعزيز المشهد الفني لدى دولة الكويت».

من جانبها، قالت مؤسسة ومنظمة المؤتمر د. جواهر البدر: «نجتمع للاحتفاء بالإبداع ومشاركة الرؤى وتجسيد قوة الفن في إلهام الأجيال القادمة»، موضحة أن «عنوان مؤتمر هذا العام هو واحة، ويرمز إلى الفن كمصدر للتجدد والراحة، وكمساحة تجمع بين الأصالة والابتكار، كما أنه يذكرنا بأهمية التأمل في آثار الماضي، مثل الأختام الدلمونية، التي تحمل بين نقوشها لغة خاصة تجسد عظمة حضاراتنا القديمة».



جواهر البدر: نعزز فكرة أن الإبداع يستمد قوته من الجذور ويتجاوز حدود الزمن ليبتكر

وتابعت البدر: «كانت الأختام الدلمونية في حضارة دلمون شاهدا على تطور المجتمع الفني آنذاك، إنها ليست مجرد قطع أثرية صامتة، إنما رموز للإبداع الإنساني الذي يلهمنا حتى اليوم، فكل نقش، وكل شكل على هذه الأختام يمثل نافذة لرؤية العالم بشكل جديد، ويعبر عن الحياة اليومية، والطقوس والمعتقدات التي سادت تلك الأزمة».

وأضافت: «استلهمنا من هذه الكنوز الفنية ليس فقط احترام الماضي، بل دعوة لاستخدامها في بناء مستقبلنا الفني والثقافي. إننا هنا لنعزز فكرة أن الإبداع يستمد قوته من الجذور، ويتجاوز حدود الزمن ليبتكر ما هو جديد ومتميز»، وثمنت جهود كل من أسهم في هذا المؤتمر، وقالت: «دعونا نعتبر هذه الآثار والإبداعات الفنية جسورا تربط بين الماضي والحاضر، ونستلهم منها لتشكيل مستقبل يعبر عن هويتنا الثقافية المتجددة».

خبرات متنوعة

بدورها، ذكرت الفنانة ثريا البقصمي: «هناك حلم قديم في داخلي منذ سنوات، منذ أن تخصصت في فن الحفر أو الطباعة الإبداعية، ومنذ بدأت أتدرب في استديوهات الطباعة بلندن، والتي تم إنشاؤها بتمويل بلدية المدينة أو البنوك والمؤسسات الخاصة، والحلم هو أن أرى استديوهات مماثلة في الكويت لتعزز دور هذا النوع من الفنون، ومن ثم جاءت مبادرة د. جواهر البدر في إقامة أول ورشة احترافية لهذا النوع من الفنون، تعكس ضوء أمل لتحقيق الحلم، وبإصرار عجيب من البدر على استمرارية حلمي وحلمها، وحلم أي فنان يرغب في إضافة خبرات جديدة لفنه».

وأضافت البقصمي: «بدعم سخي من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تبلورت فكرة الحلم، وانتقلت فكرة المؤتمر أو يمكن أن أسميه ملتقى، إلى ساحة أكبر وبدعوة خبرات متنوعة ما بين خليجية وأميركية، وكذلك ساهم القطاع الخاص في دعم هذه المبادرة».

الأختام الدلمونية

من جانبه، قدم أستاذ علم الأنثروبولوجيا والآثار في جامعة الكويت د. حسن أشكناني محاضرة عن «الأختام الدلمونية وفن الطباعة»، وقال: «البعض قد لا ينتبه إلى أن الأختام الدلمونية المكتشفة في الكويت جزء من فن الطباعة، فهي أحد الفنون القديمة، وعلماء الآثار قاموا بتحليلها كمادة ثقافية تمثل حضارة دلمون من 2000 ق.م – 1500 ق.م على أرض الكويت، ولكن طريقة حفر تلك الأختام والعناصر التي تحملها والمشاهد الفنية مرتبطة بموضوع المؤتمر لعامه الثاني، وهو التركيز على فن الطباعة التي يدخل في معاييرها الكثير من الأنواع منها فن الحفر».

ولفت د. أشكناني إلى أن هناك أدلة تبين أن الإنسان منذ 45 ألف سنة كان يستخدم فن الطباعة، مبيناً أنه ليس بمفهوم المعاصر ولكنه كان يستخدم يده في الطباعة على الجدران فتلك البدايات الأولى لفن الطباعة.

حسن أشكناني: الأختام الدلمونية المكتشفة في الكويت جزء من فن الطباعة

وأوضح أن الطباعة في الكويت مميزة جداً لأنها أقدم أنواع الفنون المكتشفة على أرض الكويت وعمرها 4000 سنة، فهناك أكثر من 900 ختم دلموني، وهذه الأختام أعطت قيمة لجزيرة فيلكا قبل 4000 سنة، سواء كمكانة دينية أو اقتصادية أو اجتماعية، لافتاً إلى أن طريقة صناعتها دقيقة.

أما رئيس قسم الفن والتصميم في الجامعة الأميركية د. فهد الضاوي فتحدث عن الهوية البصرية للمؤتمر، وكيفية عملها في مؤتمر الطباعة السنة الماضية. وعن رأيه بفكرة المؤتمر أشاد د. الضاوي بها، معلقا «أول مؤتمر طباعة إبداعي في الخليج، فهو فكرة رائعة، وجميل أن تتبنى الكويت هذه الفكرة، وهو بمثابة ملتقى الأشخاص المبدعين والملهمين»، مشيدا بدور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

توصيات بإنشاء مركز متخصص للطباعة الإبداعية

قرأت البقصمي توصيات الملتقى الثاني للطباعة الإبداعية، والتي تضمنت: إنشاء مركز متخصص للطباعة الإبداعية يشمل قاعات واستديوهات للحفر، ومراسم للفنانين، ومكتبة وقاعة محاضرات، مقترحة إقامته في المباني الممنوحة للمجلس الوطني.

ومن ضمن التوصيات توفير بيئة مناسبة لتطوير ونشر فن الحفر والطباعة الإبداعية، وإتاحة الفرصة للفنانين للمشاركة في ملتقيات وورش فنية للحفر في خارج دولة الكويت، واستدعاء فنانين ذوي خبرة للتدريب من خارج دولة الكويت، واستمرارية ملتقى الطباعة الإبداعية السنوي، وزيادة مساحة الدعم المقدمة له، وإقامة معرض سنوي للأعمال المنتجة من الملتقى، وتشجيع فن الحفر والطباعة، وذلك بتقديم جائزة الدولة التشجيعية في فن الحفر، وفصلها عن فن النحت والخزف وذلك لعدم تجانس التقنية الفنية، إلى جانب تشجيع القطاع الخاص لاقتناء أعمال الحفر والطباعة الإبداعية، لأسعارها المناسبة وهي تصلح للفنادق والمؤسسات.

back to top