لبنان: ضغوط سياسية وعسكرية لانتخاب رئيس مقبول دولياً
هوكشتاين يوائم بين إنهاء الفراغ الرئاسي وتثبيت وقف النار
جددت الولايات المتحدة الأميركية دخولها بقوة إلى المشهد اللبناني، من بوابة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وإنهاء الفراغ المتواصل منذ 2022 في منصب رئيس الجمهورية، من خلال زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، الذي تحدّث بوضوح عن ملف وقف إطلاق النار وتثبيته، وضرورة التزام حزب الله بتطبيق الاتفاق والانسحاب من جنوب نهر الليطاني، وإنجاز الانتخابات الرئاسية بمعايير دولية.
وكان ما قاله هوكشتاين واضحاً بأن قائد الجيش جوزيف عون هو الخيار المفضل لدى الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني، أي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر.
واستبق المبعوث الأميركي زيارته إلى لبنان بزيارة للرياض والدوحة للوقوف على كلمة واحدة وموقف واحد، ولعدم «تنويع» المرشحين وحصر السباق بمرشح واحد، والسعي إلى توفير الأصوات اللازمة له.
وبقيت الأسئلة متركزة على موقف الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحرّ، فكان التخيير بين تثبيت وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب والاعتداءات الإسرائيلية ووضع خريطة إعادة الإعمار مقابل الموافقة على انتخاب الرئيس «المرغوب»، بمقومات الترغيب أو الترهيب إن اقتضت الحاجة.
وجاء هذا الحراك الدبلوماسي، بعد حراك داخلي ضاغط على حزب الله من التضييق في المطار، إلى التحدي السياسي، حيث وجد الحزب نفسه مضطراً لتفعيل محركاته، اتجاهاً إلى عين التينة، أو من قلب الضاحية الجنوبية.
إنها انتخابات إقليمية دولية، تنعكس على الساحة اللبنانية، ولا يمكن فيها إغفال دور إيران وحضورها وتأثيرها، وهي التي تعتبر نفسها تخوض مواجهة في كل المنطقة.
ولدى نقاشات الموفدين الدوليين في لبنان حول كيفية توفير ظروف انتخاب جوزيف عون بلا الثنائي الشيعي، هناك إشارات تأتي بأن المسألة يمكن حلّها بالتعاون مع طهران مقابل ضمانات أمنية وسياسية، وضمانات أمنية تجلّت في حرية حركة مسؤولي حزب الله الذين كثّفوا من إطلالاتهم، وضمانات سياسية تتصل بحفظ الدور والموقع والتأثير في المعادلة، وضمانات عسكرية تتصل بإيران التي تتعرض لضغوط كثيفة.
في هذا السياق، لا ينفصل دخول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خط القول، إن البرنامج النووي الإيراني قد شارف على الوصول إلى نقطة اللاعودة، وكأنه يتضمن تهديداً ضمنياً لطهران، متضافراً مع الضغوط الأميركية والإسرائيلية لدفع إيران إلى تليين مواقفها نووياً، وإقليمياً، ولا سيما على الساحة اللبنانية.
وليس بعيداً يأتي المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان لمواكبة جلسة الخميس.
إنه الدفع الدبلوماسي المدعوم بضغط عسكري، إذ، عمل طرفان في مجلس الأمن الدولي على إنجاز ترتيبات أمنية في جنوب لبنان لوقف الحرب الإسرائيلية، ويريدان تعزيز ما حققاه سياسياً من خلال سحب المسار الأمني على المسار السياسي، بذلك فقد أصبح الاستحقاق الرئاسي أمنياً واستراتيجياً، وهو البوابة الأساسية لضبط الأمن والاستقرار في جنوب لبنان ووقف الحرب الإسرائيلية ووقف الخروقات والاعتداءات.
وشدد لبنان، أمام الموفد الأميركي، على ضرورة انسحاب إسرائيل من الجنوب خلال المهلة المتبقية من الـ 60 يوماً، وقد تعهّد هوكشتاين بهذا الأمر، بشرط أن يلتزم لبنان ببنود الاتفاق، وينسحب حزب الله، وبشرط إعادة تكوين السلطة وفق ما يتطابق مع الرؤية الإقليمية والدولية.