لبنان: تكثيف للحركة الدبلوماسية رئاسياً وترقب لنقض اتفاق وقف النار إسرائيلياً
حركة دبلوماسية مكوكية تشهدها الساحة اللبنانية، وعلى الرغم من تأجيل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان زيارته إلى لبنان، فإن وفداً سعودياً وصل إلى بيروت برئاسة مستشار وزارة الخارجية للشؤون اللبنانية يزيد بن فرحان لعقد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين للبحث في الملف الرئاسي.
وبحسب المعطيات فإن الموفد السعودي استطلع آراء القوى اللبنانية المختلفة، وعمل على تكوين وجهة نظر شاملة حول الاستحقاق وكيفية إنجازه، مع التشديد على ضرورة الالتزام بالمواصفات المطلوبة دولياً ليتمكن لبنان من إعادة تشكيل السلطة التي تستطيع وضع خطط إصلاحية شاملة، وتتمكن من تحصيل المساعدات اللازمة لإنجاز إعادة الإعمار.
دبلوماسياً أيضاً ينتظر لبنان زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين غداً لمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار وترؤس اجتماع لجنة مراقبة تطبيقه، إضافة إلى البحث في الاستحقاق الرئاسي.
تأتي زيارة هوكشتاين وسط تسريبات إسرائيلية عن السعي إلى تمديد بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان مدة 30 يوماً إضافياً، أي عدم الالتزام بمهلة الستين يوماً، وبالاستمرار في منع السكان من العودة إلى القرى الأمامية.
زيارة هوكشتاين تأتي بعدما واكب رئيس مجلس النواب نبيه بري آليات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب مع السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون والجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز رئيس لجنة مراقبة تطبيق الاتفاق قبل أيام.
وشدد بري على وجوب الضغط الأميركي على إسرائيل لإلزامها بوقف الاعتداءات والخروقات والانسحاب خلال مدة الستين يوماً، وأكد الجنرال الأميركي أن واشنطن حريصة على تطبيق الاتفاق. وسط معلومات دبلوماسية نقلت إلى الجانب اللبناني بأنه خلال انقضاء مهلة الستين يوماً فإن إسرائيل ستكون قد انسحبت من الجنوب.
وفي خطوة عملانية فقد اتجه الجيش اللبناني إلى الناقورة لإعادة انتشاره في مراكزه بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها، وهو الانسحاب الثالث للقوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلوها خلال فترة التوغل البري.
ويُعد هذا الانسحاب الثاني للجيش الإسرائيلي في غضون شهر، بعدما انسحبت القوات الإسرائيلية من بلدتي شمع والخيام تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار.
وعادة ما يعمل الجيش اللبناني على إجراء المسح الهندسي الأولي للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة، قبل عودة السكان إليها.
وعلى الجهة المقابلة، توغلت القوات الإسرائيلية في أطراف بيت ليف للمرة الأولى، إذ دخلت بدورية معززة بدبابات الميركافا وآليات وجرافة، كما قام الجنود بتفتيش بعض المنازل والأحراج.
توازياً تقدمت قوة إسرائيلية من بلدة راميا ووصلت إلى قرب المنازل في أطراف بلدة بيت ليف، وقامت قوة أخرى مزوّدة بجرّافتَين بالتقدم باتجاه بلدة مجدل زون الجنوبيّة، كما تقدمت القوات الإسرائيلية في بلدة كفركلا وباتجاه بلدة برج الملوك، وباتجاه بلدة ومارون الراس.
وبحسب ما تقول مصادر متابعة فإن «حزب الله» مرر مواقف واضحة بأنه في حال لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق بعد مهلة الستين يوماً فإن الحزب سيكون مضطراً لتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية والرد على هذه الاعتداءات وتفعيل المقاومة.
في هذا السياق، ينتظر لبنان زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين غداً لترؤس اجتماعٍ للجنة المراقبة، وفي هذا الاجتماع يفترض وضع كل النقاط التفصيلية لآليات تطبيق الاتفاق وانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب.
في موازاة الحراك الدبلوماسي، تتسارع الحركة السياسية في الداخل حول الوصول إلى جلسة 9 يناير الجاري والخروج بانتخاب رئيس للجمهورية، في هذا السياق، تشير المصادر المتابعة إلى أن المعركة أصبحت محصورة بين أربعة مرشحين وهم قائد الجيش جوزيف عون، والمدير العام للأمن العام الياس البيسري، ورئيس دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، والمصرفي سمير عساف.