انخفاض أسعار العملات المشفرة مع استمرار عمليات جني الأرباح
مسيرة ارتفاع «بتكوين» تتوقف مع نهاية 2024 بعد مكاسب بنحو 120%
تراجعت أسعار العملات المشفرة خلال تعاملات أمس، مع استمرار عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين رغبة في التحوط بعد وصول البتكوين لمستوى قياسي جديد في وقت سابق من الشهر الجاري.
وانخفضت البتكوين بنسبة 1.79% إلى 92721.83 دولاراً، بعدما لامست 91770.29 خلال التعاملات.
وتراجعت الإيثريوم 1.52% إلى 3348.71 دولارا، وكذلك الريبل بنسبة 0.93% إلى 2.032 دولار، في حين ارتفعت دوج كوين 0.24% إلى 31.17 سنتاً.
وورد في تقرير لموقع كوين ديسك أن متوسط عمليات جني الأرباح في سوق العملات المشفرة على مدار الأيام السبعة الماضية يتجاوز 1.2 مليار دولار، لكنه أقل كثيراً من الذروة المسجلة في الحادي عشر من الشهر الجاري عند 4 مليارات دولار.
ورغم ذلك، يظل المتوسط الحالي لعمليات جني الأرباح أعلى كثيراً عن المعتاد حسبما ورد في التقرير، وتعد البتكوين منخفضة بنحو 14% منذ ذروتها في السابع عشر من ديسمبر عند 108278 دولاراً.
وتعود ضغوط البيع في سوق العملات المشفرة جزئياً إلى مخاوف المستثمرين بشأن تعرض البتكوين لحركة تصحيح بعد صعودها بنحو 120% على مدار عام 2024، متفوقة على أصول تقليدية مثل الأسهم العالمية والذهب.
وكانت هذه المكاسب مدعومة بعدة عوامل، منها موافقة السلطات الأميركية على طرح 11 صندوقاً متداولاً للبتكوين في البورصة مطلع العام، وبدء الاحتياطي الفيدرالي تيسير السياسة النقدية بعد سنوات من التشديد.
هذا بالإضافة إلى توقعات المستثمرين بأن القطاع سوف يتمتع ببيئة تنظيمية مواتية خلال الولاية الثانية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في نهج مغاير لتوجهاته في الفترة الرئاسية الأولى، وموقف الإدارة الحالية للحزب الديموقراطي والرئيس جو بايدن.
من جانبها، قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي إنها لا تنظر للعملات المشفرة على أنها مثل الذهب، رغم أن لديها خصائص مماثلة في بعض الأحيان.
سعر «بتكوين» يستعد للانطلاق نحو مستويات 200 ألف دولار مع إدراج 11 صندوقاً
واستطردت دالي خلال مقابلة مع «ياهو فاينانس» الاثنين، أنه «من الضروري التخلي عن المعتقدات تجاه العملات المشفرة، وتسميتها بما هي عليه، سواء كانت عملة، أو وسيلة للتبادل، أو حتى أصلًا للاحتفاظ بالقيمة أو في بعض الأحيان فقدانها».
وأوضحت صانعة السياسات في اللجنة الفيدرالية أنه يجب النظر إلى العملات المشفرة باعتبارها فئة خاصة من الأصول، وعدم الخلط بينها وبين الذهب، كما يحدث حاليًا في الأسواق.
واستبعدت دالي أن تنطبق عليها صفة العملة، مشيرة إلى أنها لكي تكتسب هذه الصفة فعليها أن تنمو مع توسع الاقتصاد، لا لمجرد زيادة الطلب عليها في الأسواق، وضربت مثالًا بقيمة الدولار، حيث إن ارتفاع قيمته يرتبط بقوة الاقتصاد الأميركي أمام الدول الأخرى.
ويختلف تقييم دالي عن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والذي قال في وقت سابق من هذا الشهر، إن البتكوين مثل الذهب، إلا أنها رقمية، مستبعدًا أن تكون العملة المشفرة منافسة للدولار، لكنه يرى أنها تنافس المعدن الأصفر.
وتوقفت مسيرةُ ارتفاع «البتكوين» التي دعمَها فوز دونالد ترامب في انتخاباتِ الرئاسة الأميركية مع اقتراب عام 2024 من نهايته.
وأدى تفضيلُ ترامب للتنظيمات الصديقة للعملات المشفرة، ودعمُه لفكرة إنشاء احتياطي من «البتكوين»، إلى رفع قيمة هذه الأصول.
ومن المرجح ظهور المزيد من الوضوح بشأن التشريعات المحفزة لقطاع العملات المشفرة، بعد تولي ترامب السلطة في 20 يناير.
وارتفعت البتكوين بنحو 120% هذا العام، متجاوزة الاستثمارات التقليدية مثل الأسهم العالمية والذهب.
وقال الشريك المؤسس لـ «Ofx Strat» راشد الخزاعي، إن الخطوات المرتقبة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لتحفيز العملات المشفرة، تتمثل في تشريعات معنية بتخفيف الضرائب على الأرباح، ومن بينها أرباح الاستثمارات في العملات المشفرة، وكذلك تخفيف الضرائب على استيراد وتصنيع أجهزة التعدين.
وأضاف الخزاعي في مقابلة مع «العربية Business» أنه من المتوقع أن يعمل ترامب على تأسيس ما يعرف بـ «حقول التعدين»، فهو مهتم بأن تكون الولايات المتحدة الأميركية دولة داعمة لـ «تعدين» العملات المشفرة، وتوسيع الاستثمار فيها، وتسهيل تعاملات الأفراد كذلك.
وتابع: بعض الدول الصغيرة مثل السلفادور استطاعت تكوين احتياطات من «بتكوين» عندما كانت أسعارها في حدود 20 ألف دولار، وكانت هذه خطوة مهمة، مضيفاً أن الدول التي ليست لديها عملة قوية مسيطرة تتجه للخروج من مأزقها بتكوين احتياطيات من العملات المشفرة.
وكان 2024 عاما متميزا لعملة بتكوين والعملات المشفرة بشكل عام، ليس فقط من ناحية الأداء بل أيضا في تغير النظرة من الكثيرين لهذه الأصول.
شكلت بداية العام مرحلة جديدة لعملة بتكوين، وذلك مع إدراج 11 صندوقا لتداول العملة، كان من أهمها بلاك روك وGrayscale وFidelity، وهو ما جذب استثمارات مؤسساتية ضخمة.
وفي شهر أبريل من العام، جاء تنصيف بتكوين الذي يحدث كل 4 سنوات، وهو ما يعني تراجع مكافآت تعدين العملة إلى النصف، ما أدى إلى تراجع المعروض.
وفي يوليو، ظهر الرئيس المنتخب دونالد ترامب ليؤدي دوراً بارزاً في تعزيز ودعم سعر عملة بتكوين عبر تبني فكرة بناء احتياطي استراتيجي للعملة، ودعم شركات العملات المشفرة، وطرد gary gensler رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية المناهض لهذا القطاع من منصبه.
وأدى فوز ترامب بالرئاسة في نوفمبر وترشيحه لأكثر من 13 شخصاً في الحكومة الأميركية المقبلة، جميعهم من داعمي العملات المشفرة، إلى قفزة بسعر عملة بتكوين من مستويات 68 ألف دولار لتتجاوز 108 آلاف في أقل من شهر، وعلى الرغم من الارتفاعات الكبيرة لعملة بتكوين في 2024 التي وصلت تقريبا إلى 120% لكن أغلب التوقعات لاتجاه سعرها في 2025 تبقى ايجابية.
وتتوقع «ستاندرد تشارتر» ارتفاعها إلى 200 ألف دولار بنهاية 2025، أما بنك الاستثمار VanEck فيتوقع ارتفاع سعر بتكوين إلى مستويات 180 ألف دولار مع بداية العام قبل أن تتراجع منها، أما صندوق Fundstrat فيتوقع وصول سعر عملة بتكوين في العام الحالي إلى 250 ألف دولار.