هل تتراجع «تسلا» في أولويات ماسك بعد انشغاله بالسياسة؟ وهل يكون 2025 حاسماً للشركة؟
يبدو أن الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، يكرس جهوده بشكل متزايد للسياسة، حيث يؤدي دورا بارزا في إدارة دونالد ترامب المقبلة، وفقا لما أكده مستثمر بارز.
وقال رئيس شركة Gerber Kawasaki Wealth and Investment Management، روس غيربر، في مقابلة مع «Yahoo Finance» اطلعت عليها «العربية Business»، إن ماسك لم يعد يدير «تسلا» بالطريقة التقليدية.
وأضاف غيربر أن ماسك يحدد الاتجاه والنغمة العامة للأعمال ويراقب التنفيذيين المسؤولين عن المشاريع المختلفة، لكنه لا يدير الشركة بالطريقة التي يدير بها جينسن هوانغ شركة «إنفيديا».
وتابع: «أعتقد أن مساهمي تسلا يدركون تماما أن رئيسهم التنفيذي يعمل الآن لدى دونالد ترامب».
علاقة قوية بين ماسك وترامب
وعلى مدار الأشهر الأخيرة، أصبح واضحا وجود علاقة وثيقة بين ماسك وترامب، حيث تبادل الطرفان الثناء العلني، وتبرع ماسك بما لا يقل عن 132 مليون دولار لحملات ترامب والجمهوريين الآخرين.
وفي خطوة لافتة، عيّن ترامب ماسك في منصب رئيس وزارة الكفاءة الحكومية الجديدة، ليعمل بجانب داعم آخر للرئيس المنتخب، فيفيك راماسوامي.
كان ماسك يقضي وقتا طويلا في منتجع ترامب «مار إيه لاغو»، حيث التقى بقادة العالم وقدم المشورة لترامب، حتى إنه تدخل في مناقشة سقف الديون المثيرة للجدل هذا الشهر، والتي كادت تؤدي إلى إغلاق الحكومة.
تحديات «تسلا» في ظل انشغال ماسك
وانتعش السوق منذ فوز ترامب بالرئاسة في نوفمبر، خصوصا القطاعات التي يُنظر إليها على أنها مستفيدة من سياساته، وارتفعت أسهم «تسلا» بنسبة 74 في المئة منذ يوم الانتخابات.
وعلى الرغم من أن الرئيس المنتخب لم يكن من محبي الطاقة الخضراء وقد يسحب ائتمان السيارات الكهربائية بقيمة 7500 دولار الذي تم تدشينه في عهد إدارة بايدن، فقد تكون «تسلا» في وضع جيد بسبب ارتباط رئيسها التنفيذي بترامب.
ومع ذلك، يرى غيربر أن عام 2025 سيكون حاسما بالنسبة لـ «تسلا» وانشغال ماسك بإدارة ترامب يعني أن فريق «تسلا» يجب أن يكثف جهوده، إذ تواجه الشركة تحديات تتعلق بالإدارة والتنفيذ، فمع وجود 3 مسؤولين تنفيذيين فقط على صفحة علاقات المستثمرين في «تسلا»، يواجه الفريق الجديد ضغوطا كبيرة لإثبات قدرته.
وقال غيربر إن الفريق القديم في «تسلا» كان قويا جدا، لكن تم التخلي عنه العام الماضي، الفريق الجديد لديه 12 إلى 18 شهرا لإثبات قدرته على تسليم النتائج المتوقعة.
آراء متباينة
رغم الانتقادات، ما زال بعض المحللين متفائلين بشأن مستقبل «تسلا» ـ إذ أشارت كبيرة مسؤولي الاستثمار في «Nuveen»، سيرا مالك، إلى أن الانتقال المستمر نحو الطاقة المتجددة وعلاقة ماسك مع ترامب سيكونان محركين رئيسيين لنمو «تسلا» على المدى الطويل.
بينما اختار المحلل في «Wedbush»، دان إيفز، «تسلا» كأفضل استثمار لعام 2025، مشيرا إلى مستقبل الشركة في مجال السيارات ذاتية القيادة الذي يتوقع أن تصل قيمته إلى تريليون دولار.
رغم ارتفاع أسهم «تسلا» بنسبة 74 بالمئة منذ الانتخابات الرئاسية، يرى غيربر أن القيمة العادلة للسهم تبلغ نحو 200 دولار، ما يمثل انخفاضا بنسبة 52 في المئة عن المستويات الحالية.
ومع ذلك، يبلغ متوسط السعر المستهدف للسهم وفقا لبيانات «Yahoo Finance» نحو 283 دولارا.
بينما يواصل ماسك الموازنة بين مسؤولياته في «تسلا» ودوره السياسي الجديد، تبقى الأنظار تنصب على قدرة الفريق الجديد على تحقيق أهداف الشركة في ظل التحديات المتزايدة، وما إذا كانت علاقة ماسك وترامب مجرد شراكة سياسية أم أنها تهديد لمستقبل «تسلا».