«نفط الكويت» في 2024... إنجازات في البر والبحر
مع نهاية عام 2024، وبينما تحتفل بالذكرى التسعين لتأسيسها، تستعيد شركة نفط الكويت أبرز المحطات التي شهدتها خلال العام المذكور، والذي كان عاماً استثنائياً، حيث حققت خلاله إنجازات بارزة، وأطلقت عصراً جديداً في مجال العمليات، كما شهدت تطوراً في أنشطتها، ونجحت في ترسيخ موقعها الريادي على المستويين الإقليمي والعالمي.
وفي حين أن الإنجازات والنجاحات التي حققتها شركة نفط الكويت تعد عديدة ومتنوعة على مختلف الصعد والمستويات، فإن هذا المقال سيستعرض أبرز ما شهدته الشركة خلال عام 2024، مع التركيز على مجالات ونطاقات محددة. وتجدر الإشارة إلى أن هدف الشركة، الذي ظل ثابتًا منذ تأسيسها وبدء عملياتها، يتمركز في العمل الجاد والمخلص لخدمة الكويت وشعبها، ودعم اقتصادها الوطني، وتعزيز مسيرة التنمية المستدامة التي يقودها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، الذي لا يدخر جهدًا في تقديم الدعم والرعاية لتحقيق الازدهار والتقدم للبلاد.
وانطلقت سنة 2024 على وقع تطورات مهمة بالنسبة لشركة نفط الكويت، كانت ترتكز بشكل خاص على رؤيتين استراتيجيتين تشكلان تحولاً بارزاً وإيجابياً بالنسبة لمستقبل الشركة، والذي ينعكس إيجاباً على دولة الكويت، نتيجة الارتباط الكبير بين تطور الشركة ودعم النمو في الكويت.
وتمثلت الرؤية الاستراتيجية الأولى في التحول التنظيمي أو إعادة الهيكلة التي حددتها الشركة، والتي بدأت تتضح معالمها أكثر مع تطبيق الخطط والآليات والقرارات مع بداية العام، وهي عملية هدفت من خلالها الشركة إلى امتلاك قدرة أكبر وفاعلية إنتاجية أقوى لمواكبة التطورات في صناعة النفط والغاز.
وأعلن الرئيس التنفيذي أحمد جابر العيدان عن استكمال عملية التحول التنظيمي، لافتاً إلى أن ذلك حصل في وقت أقل من المتوقع، نظراً للمرونة الكبيرة التي تتميز بها الشركة، وللرغبة الجادة لدى الجميع في دعم مسيرة الريادة بالشركة، ما حدا بهم إلى قبول التغييرات بطريقة سلسة، سمحت بإتمام كل المراحل بكفاءة وفعالية تامة.
أما الرؤية الثانية فتتعلق باستراتيجية التحول في الطاقة، والتي حددها القطاع النفطي ووضع هدفاً لتطبيقها بالكامل بحلول عام 2050، حيث اتخذت الشركة على عاتقها تنفيذ النسبة الأكبر من مشاريعها، وأبرزها التقاط واحتجاز وتخزين الكربون، والاعتماد أكثر على الطاقة المتجددة، ودعم جهود الدولة في هذا السياق، واعتماد تقنيات جديدة، من بينها إنتاج الهيدروجين الأزرق والهيدروجين الأخضر على السواء.
في غضون ذلك، واصلت الشركة جهودها الدؤوبة في استكمال مشاريعها الرائدة، وأبرزها مشروع الحفر والاستكشاف النفطي البحري، في مسعى لبدء الإنتاج من حقولها البحرية لأول مرة في تاريخها.
من بحر الكويت
ونبدأ من أبرز ما حققته الشركة هذه السنة، وكان ذلك في 14 يوليو الذي شهد إعلان شركة نفط الكويت عن أول اكتشاف في مشروع الحفر الاستكشافي البحري، وذلك حين تم اكتشاف كميات تجارية ضخمة من النفط الخفيف والغاز المصاحب في حقل النوخذة البحري الذي يقع شرق جزيرة فيلكا في المياه الاقتصادية الكويتية.
وتبلغ المساحة الأولية المقدرة للحقل نحو 96 كيلومتراً مربعاً، في حين يصل الإنتاج اليومي من البئر «نوخذة – 1» من طبقة المناقيش الجيولوجية إلى نحو 2800 برميل من النفط الخفيف، و7 ملايين متر مكعب من الغاز المصاحب.
الداعمة الأولى
ولأن الشركة تعتبر دعامة الاقتصاد الكويتية والداعمة الأولى لتوجهات وجهود الدولة، وحيث إن إحدى استراتيجياتها تتضمن التوجه نحو دعم استخدام الطاقة المتجددة، وقعت شركة نفط الكويت في 1 مايو مذكرة مع وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة لإنتاج 1 غيغاواط من الطاقة الشمسية.
وتتضمن المذكرة ربط محطات الطاقة المتجددة، التي تعتزم الشركة بناءها لإنتاج 1 غيغاواط من الكهرباء من الطاقة الشمسية، بالشبكة الوطنية للكهرباء لتغذية منشآت الشركة، كما تنص على تشكيل فريق عمل مشترك مهمته وضع تصورات وخطط لتطبيق استراتيجية التحول في مجال الطاقة، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إضافة إلى التنسيق بين الجهات المعنية، وتذليل الصعوبات التي تواجه الشركة والوزارة بشأن تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة.
دعم المحتوى المحلي
ولم يقتصر دعم شركة نفط الكويت لجهات الدولة، بل اتسع ليشمل كل ما له علاقة بالاقتصاد المحلي، من خلال دعم قطاعات الإنتاج المحلية، وهو ما تجلى عبر ثلاث فعاليات.
وجاءت الفعالية بالتوازي مع سعيها إلى تعزيز إنتاجها النفطي، حيث وقعت الشركة على تسعة عقود مع خمس شركات محلية لتوفير أبراج حفر لعمليات إنتاج النفط الثقيل في حقول شمال الكويت.
اعتادت شركة نفط الكويت أن تتلقى الثناء على جهودها الرائدة، سواء في مجال عملها كشركة لإنتاج النفط والغاز، أو لتألقها في مجالات أخرى تسعى كلها إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا يقتصر الأمر على الثناء والإشادة، بل إن الشركة تحظى بالتقدير وتحصل على التكريم، وهذا ما حصل خلال العام الحالي، حيث نذكر في هذا السياق تكريمين.
الأول تلقاه الرئيس التنفيذي للشركة أحمد جابر العيدان، الذي فاز بجائزة القيادة المرموقة من الجمعية الأميركية لجيولوجيي البترول، تقديراً لمسيرته المهنية الرائدة في المجالات المرتبطة بعلوم الأرض، حيث قام وزير الطاقة والمعادن العماني سالم بن ناصر العوفي بتسليم العيدان الجائزة على هامش المؤتمر والمعرض الدولي للجمعية، والذي استضافته مسقط تحت عنوان «دور علوم الأرض في تشكيل مستقبل الطاقة».
وتعتبر جائزة القيادة، التي تقدمها الجمعية الأميركية لجيولوجيي البترول للأفراد الذين يظهرون قيادة مميزة ومساهمات كبيرة في مجال علوم الأرض، من أبرز الجوائز العالمية في مجالها، علماً أن الجمعية الأميركية لجيولوجيي البترول من أعرق المنظمات على مستوى العالم، إذ تأسست منذ أكثر من 100 عام، وتحديداً في سنة 1917، وتضم حالياً ما يزيد على 40 ألف عضو في 129 دولة حول العالم.
أما التكريم الثاني فتمثل في فوز الشركة بجائزة مبادرة التكنولوجيا المبتكرة ضمن جوائز النفط والغاز الآسيوية لعام 2024، وذلك في الحفل الخاص الذي أقيم في سنغافورة، بحضور ومنافسة كبرى الشركات النفطية حول العالم.
مكانة عالمية
وأكدت الشركة خلال عام 2024 مرة أخرى مدى المكانة التي تحظى بها على مستوى العالم، وهو ما يؤهلها لاستضافة فعاليات عالمية، وكذلك يضعها على قائمة الشركات الأوائل التي تتم دعوتها للمشاركة في المحافل الدولية.
في هذا السياق، استضافت الشركة، ممثلة في مجموعة العمليات البحرية، الملتقى البحري، بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وبمشاركة فعالة من الجهات العاملة في المجال البحري. ولدعم التنمية المستدامة، شاركت «نفط الكويت» في النسخة الثالثة من معرض الكويت للاستدامة، حيث عرضت منتجات تمثل رحلتها وجهودها في مجال دعم الاستدامة والتنمية المستدامة والتدوير والحفاظ على البيئة في الكويت، كما قدمت عدداً من النباتات التي تنتجها المحميات الطبيعية التابعة لها، فضلاً عن عروض حية حول آليات تعتمدها الشركة في تلك المجالات.