تشوهات إعلامية تحتسب بكل أسف على الكويت

نشر في 31-12-2024
آخر تحديث 30-12-2024 | 19:30
 د. نجم عبدالكريم تميّز وطن النهار عن سواه من بلدانٍ كثيرة أخرى بأن سقف حرية الكلمة فيه قد فاق كل التصورات، عندما انتشرت في كويت الستينيات والسبعينيات كميات كبيرة من المطبوعات الفكرية والثقافية والفنية والاجتماعية، فضلاً عن صحافتها السياسية التي كانت موضع اهتمام القارئ العربي، وامتد هذا الإبداع ليشمل المسرح، والتلفاز والكلمة المذاعة.

***

ولما دار الزمن دورته وتوزع الثقل الإعلامي في مناطق أخرى من دول الخليج العربي، التي سلكت طُرقاً طموحة لتطوير سُبل الحياة فيها، في وقت طوحت المزايدات ومعارك المواجهات الجانبية التي أفرزها سوء استخدام الممارسة الديموقراطية، ظهرت طبقة جديدة من الطحالب الطفيلية من الإعلاميين الذين تسلقوا حوائط الحياة الإعلامية على صعيد الكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية، بل إنها شملت الكتابات الدرامية مسرحاً وتمثيليات تلفازية وإذاعية، مما جعل الحياة الثقافية والإعلامية تمرّ بمراحل متدنية إلى أبعد حدود التدني، وليس هناك من يتصدى لمثل هذه الظواهر، مما دفع المبدعين الكويتيين إلى أن يتعاملوا مع أجهزة إعلامية أخرى تقدرهم أكثر مما تقدرهم بلادهم.

***



ومن الإنصاف أن نقول إن بعض أبناء الكويت الذين أثبتوا جدارة في معطياتهم الإعلامية على مختلف الصعد قد أمسكوا بدفّة قيادة حركة الإعلام وحافظوا على أصالة ثقافتهم الإعلامية، ورغم قلتهم، فإنهم مستمرون برفد الإعلام الكويتي الحر والصادق بعطائهم الإبداعي والمسؤول.

***

ولكن لما فُتح المجال لمزيدٍ من القنوات التلفازية التجارية وكذلك الصحف اليومية والأسبوعية، وكذلك محطات التواصل الأخرى، ظهرت نوعيات من الكوارث التي كان لها الأثر المُدمر على المجتمع بسبب الأطروحات القائمة على الشتائم والمهاترات، حتى أصبح لهذا النوع من الإعلام المبتذل شرائح ممن يستهويهم سقط المتاع الإعلامي، بل وصلت الحال إلى أن بعض مقدمي البرامج يقدمون أنفسهم وكأنهم هم الذين يحددون سياسة الدولة فيما تفعل، وما لا تفعل!

***

وبكل أسفٍ أقول إن هناك من يتخذ من الإعلام وسيلة للارتزاق باتّباع أحط الأساليب وأحقرها... وأكتفي بهذا القدر! لأنني لا اُريد أن أشير إلى بعض ما يقوم به أولئك الطحالب من أعمالٍ لا تمتّ إلى قاموس أخلاقيات الإعلام الكويتي بأية صلة، فيتجهون إلى المحاكم على اعتبار أن الواحد منهم «شكسبير زمانه»، بينما هم عاهات ملوثة!

back to top