رئيس وزراء سلوفاكيا يثير غضب المعارضة وكييف وبراغ بلقاء مع بوتين
أثار اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء السلوفاكي القومي المتشدد، روبرت فيكو، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، في موسكو، استياء المعارضة السلوفاكية وانزعاج جمهورية التشيك المجاورة والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنّه سلط الضوء على أزمة الغاز التي ستواجهها دول أوروبية مع اقتراب انتهاء مدة اتفاقية عبور الغاز الروسي من أوكرانيا إلى أوروبا، والتي قالت كييف إنها لن تجددها إلا بشرط دفع ثمن الغاز بعد انتهاء الحرب، وهو شرط ترفضه موسكو. وستكون سلوفاكيا وإيطاليا والنمسا وجمهورية التشيك الأكثر تضررا إذا توقفت التدفقات.
وقالت روسيا، اليوم، إن الوضع مع الدول الأوروبية التي تشتري الغاز الروسي من خلال اتفاقية معقّد للغاية.
وكان فيكو لفت الى أن بوتين أكد له استعداد موسكو لمواصلة توريد الغاز إلى الغرب وسلوفاكيا، دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.
واتّهم زيلينسكي، اليوم، فيكو بالسعي الى «مساعدة بوتين على كسب المال لتمويل الحرب وإضعاف أوروبا»، مضيفا «نعتقد أن مساعدة مماثلة لبوتين غير أخلاقية».
وأثارت زيارة فيكو غضب المعارضة في سلوفاكيا. وقال ميشال سيميتشكا، زعيم حزب «سلوفاكيا التقدمية» الليبرالي، وهو أكبر حزب معارض، «كان يجب على رئيس الوزراء مناقشة مرور الغاز عبر سلوفاكيا في كييف». وأضاف: «فيكو يخون بلاده ويقودنا خطوة بخطوة بعيدا عن أوروبا».
وقال زعيم حزب «الحرية والتضامن» الليبرالي، برانيسلاف غروهينغ: «فيكو عار على سلوفاكيا. إنه لا يتصرف كرئيس حكومة لدولة ذات سيادة، بل كمتعاون عادي».
وفيكو الذي غالباً ما يوصف بأنه «مؤيد لروسيا»، سياسي قومي شعبوي محسوب على اليسار في السياسات الاقتصادية واليمين المتشدد في مواقفه من الهجرة والهوية الوطنية وحقوق المثليين والعلاقات مع أوروبا. ولطالما انتقد سياسة الاتحاد الأوروبي وحلف ناتو بشأن أوكرانيا، على الرغم من أن سلوفاكيا عضو في كلا المنظمتين.
وفي براغ، نأى رئيس وزراء التشيك، بيتر فيالا، بنفسه بوضوح عن زيارة فيكو المفاجئة الى موسكو، وقال إنه في ضوء هذا التوجه من سلوفاكيا، كان قرار الحكومة التشيكية بتعليق المشاورات بين البلدين قرارا حكيما. من ناحيته، قال وزير خارجية التشيك، يان ليبافسكي، إن بلاده تسعى للاستقلال عن إمدادات الطاقة الروسية «حتى لا نتذلل أمام قاتل جماعي».