تصعيد ينذر بتوسع المواجهة بين إسرائيل والحوثيين
إصابات بصاروخ يمني قرب تل أبيب... و«أنصار الله» تستنفر بانتظار الرد
تواصل التصعيد بين إسرائيل وجماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية، في وتيرة تنذر باحتمال توسع المواجهة، بعد أن هدأت الجبهات نسبياً في قطاع غزة الفلسطيني وجنوب لبنان وإلى حد ما في سورية التي باتت خالية من المستشارين الإيرانيين ومقاتلي «حزب الله» الذين كانت تل أبيب تلاحقهم هناك.
وبعد يومين من سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة على صنعاء والحديدة جاءت رداً على صاروخ حوثي تم اعتراضه، أصيب 16 شخصاً بجروح طفيفة صباح اليوم في سقوط صاروخ أطلق من اليمن وسقط قرب تل أبيب وسط إسرائيل بعد فشل محاولات الجيش اعتراضه.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان «بعد انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، تمّ تحديد مقذوف أُطلق من اليمن وجرت محاولات اعتراضه دون جدوى». من جانبها، أفادت خدمة الإسعاف «نجمة داود الحمراء» بأنها «قدّمت رعاية طبية لـ 16 شخصاً أصيبوا بجروح طفيفة بسبب شظايا الزجاج من النوافذ التي تحطمت في المباني القريبة بسبب تأثير الضربة».
وفي وقت لاحق، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ بالستي فرط صوتي على وسط الدولة العبرية. وقال المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع إن المتمردين استهدفوا «هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة، بصاروخ بالستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2»، لافتاً إلى أن هذا الهجوم جاء للتأكيد «على المواجهة والتحدي للعدو الإسرائيلي المجرم».
وتوعد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الحوثيين، اليوم، برد حازم، وقال: «سنواصل التحرك ضد كل من يهدد دولة إسرائيل مهما كانت المسافة»، مضيفاً أن «الحوثي يشكل تهديداً للأمن والسلام الدوليين، والعرب في منطقتنا أيضاً لم يسلموا من إرهابه».
وأفادت مصادر يمنية لوسائل إعلام عربية بأن جماعة الحوثي رفعت حالة التأهب في مناطق سيطرتها، استعداداً لأي رد إسرائيلي محتمل على هجماتها الأخيرة، موضحة أن الجماعة المدعومة من إيران أصدرت توجيهات غير معلنة تقضي بتقييد حركة قياداتها وتمويهها، بينما انتقلت معظم القيادات البارزة إلى مواقع سكنية جديدة كإجراء احترازي.
كما أشارت المصادر إلى أن «القيادات الحوثية أصبحت تتعامل بحذر مع الهواتف الخلوية، حيث يتم استخدام وسطاء موثوقين لإدارة عمليات التواصل والنشر، مما أدى إلى تراجع ملحوظ في نشاطهم على منصات التواصل الاجتماعي».
وكان زعيم «أنصار الله» عبدالملك الحوثي قال الخميس إنّ «العدوان الإسرائيلي لن يثنينا أبدا عن موقفنا المناصر للشعب الفلسطيني ومجاهديه في غزة أو مستوى التصعيد». أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد اعتبر أن الحوثيين سيتعلمون بالطريقة «الصعبة» بأن من يلحق الضرر بإسرائيل «يدفع ثمناً باهظاً جداً»، مضيفاً أنه «بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد في سورية، أصبح الحوثيون الذراع الأخيرة تقريباً لمحور الشر الإيراني».
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالوصول إلى قيادات جماعة الحوثي.