اللغة والهوية الثقافية في الكويت
سعدت الأسبوع الماضي بدعوة كريمة من «ذا لانجوج كلينك» للمشاركة في مؤتمر «تشكيل هوية دولة الكويت من منظور لغوي» بالمشاركة مع زملائي د. شملان داود القناعي ود.عبدالله بزيع العازمي، وناقشنا خلال المؤتمر دور اللغة في تشكيل الهوية الكويتية وتأثيرها على الثقافة والمجتمع، وكانت النقاشات ثرية ومثيرة للتفكير، حيث تطرّقنا إلى ارتباط اللغة بالتغيرات الاجتماعية والهوية الثقافية، والدور الذي تؤديه في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتواصل بين الأجيال.
شهدت اللهجة الكويتية تطورًا ملحوظًا نتيجة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، ومع الانفتاح الثقافي والتطور التكنولوجي، برزت مصطلحات جديدة وتراجعت تعبيرات تقليدية، اللغة ليست مجرد انعكاس للواقع بل تشاركه في صياغة الهوية، مما يؤكد أهمية الحفاظ على أصالة اللهجة وسط التحولات السريعة التي يشهدها المجتمع.
اللغة الإنكليزية أصبحت جزءًا من حياة الشباب الكويتيين، تُستخدم في التعليم والأعمال ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز التفاعل العالمي ويمنحهم أدوات للتواصل الدولي، ومع ذلك يواجه المجتمع تحديات في تحقيق توازن بين استخدام الإنكليزية والحفاظ على اللغة العربية، وقد أبدع شباب الكويت في المزج بين اللغتين ليعبّروا عن هوية مزدوجة تجمع بين الأصالة والانفتاح على العالم. منصات التواصل الاجتماعي أسهمت في تعزيز انتشار اللهجة المحلية وإحياء مفردات تقليدية كانت مهددة بالاندثار، كما ظهرت في أوائل 2000 لغة «العربيزي» التي تعكس تمسك الشباب باللهجة المحلية مع التكيف التكنولوجي في ظل غياب الحروف العربية على بعض الأجهزة والمنصات الرقمية.
اللغة الإنكليزية تُصنّف في الكويت كلغة أجنبية وفقًا لتصنيف براها كاتشرو، حيث لا تحمل وضعًا رسميًا في الدستور الكويتي، وتظل اللغة العربية اللغة الرسمية والدستورية التي تعكس الهوية الوطنية وتستخدم في كل المجالات الرسمية.
اللغة مكوّن أساسي للهوية الوطنية، في ظل العولمة والتحديات اللغوية تبقى الحاجة ملحّة لتعزيز مكانة اللغة العربية وحمايتها لضمان استمرار دورها في تشكيل هوية الكويت وثقافتها.
في الختام، أقدم شكري وتقديري لفريق «لانجوج كلينك» بقيادة عبدالعزيز المعوشرجي وعواطف المهنا على جهودهم الكبيرة في تنظيم المؤتمر وإتاحة هذه الفرصة القيمة للحوار وتبادل الأفكار البناءة حول قضايا مهمة تمس الهوية الوطنية واللغوية.