انتكاسة جديدة في العلاقات بين الجزائر وفرنسا

الجزائر تتهم المخابرات الفرنسية بالتخطيط لهجمات وتستدعي السفير روماتيه

نشر في 15-12-2024
آخر تحديث 15-12-2024 | 19:36
وزارة الخارجية الجزائرية
وزارة الخارجية الجزائرية

استدعت وزارة الخارجية الجزائرية، أخيرا، السفير الفرنسي ستيفان روماتيه، وقدمت له «تحذيرا شديد اللهجة»، بسبب «تورّط المخابرات الفرنسية في مخططات تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر»، وفق ما أوردت وسائل إعلام جزائرية، من بينها يومية «المجاهد» الحكومية.

وجاء الإعلان عن استدعاء السفير الفرنسي بعد الزيارة التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى المغرب نهاية الشهر الماضي، وتأكيده أمام البرلمان المغربي موقف بلاده الداعم لسيادة المغرب على الصحراء الغربية. كما يأتي عقب بثّ التلفزيون الرسمي الجزائري الأسبوع الماضي شريطا وثائقيا ضمّ ما وصفته بـ «اعترافات شابّ جزائري بتلقّي تمويلات من المخابرات الفرنسية لتنفيذ هجمات داخل الجزائر»، في وقت لا يزال الكاتب الفرنسي - الجزائري، بوعلام صنصال، موقوفا منذ نحو شهر في الجزائر، بتهمة «المساس بسلامة الوحدة الترابية». ووفق صحيفة لوموند الفرنسية، فإن الدافع وراء توقيف صنصال في 16 نوفمبر «قد يكون تصريحاته لوسيلة إعلام فرنسية محسوبة على اليمين المتطرف، تبنّى فيها ادعاء المغرب بأن أراضي تابعة له اقتطعت لمصلحة الجزائر في ظل الاستعمار الفرنسي».ونقلت صحيفة المجاهد الحكومية عن مصادر دبلوماسية أن الجزائر شددت على أنها «لن تقبل من الآن فصاعدا الممارسات وأعمال الابتزاز التي تصدر عن السلطات الفرنسية ودوائرها المتعاونة معها من لوبيات وفلول اليمين المتطرف، وتقع على عاتق باريس مسؤولية وقف هذه التصرفات العدائية، وإلا فإن لصبر الجزائر حدودا ونهاية، ومن حق الجزائر الكامل الرد إذا استمرت هذه الأعمال».

وحذّرت الجزائر من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الاعتداءات المتواصلة التي تستهدف سيادتها، مهددة باتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهة محاولات التدخل هذه، وفق نفس المصادر.

من جهتها، ذكرت صحيفة الخبر الجزائرية أنه «وجهت خلال اللقاء تحذيرات شديدة اللهجة، وطلب من السفير الفرنسي نقلها إلى سلطات بلاده، وذلك على خلفية تصاعد الأعمال العدائية الصادرة عن المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي (DGSE)، التي تستهدف زعزعة استقرار الجزائر والإضرار بمصالحها».

وأشارت إلى أنه تم الكشف عن «سلسلة من الأعمال العدائية التي جرى التخطيط لها، من بينها محاولة إدخال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى الجزائر عبر ميناء بجاية، قادمة من ميناء مرسيليا الفرنسي، لمصلحة الحركة الإرهابية المسمّاة الماك بزعامة الإرهابي المطلوب من القضاء الجزائري فرحات مهني، المقيم تحت رعاية وحماية فرنسية رسمية».

وتحدثت عن «صدمة الرأي العام الجزائري بعد كشف مؤامرة روى تفاصيلها المثيرة المدعو محمد أمين عيساوي، الذي كان ضحية الاستخبارات الفرنسية، استهدفت تجنيد شباب جزائريين في مجموعات لتنفيذ عمليات إرهابية»، فضلا عن عقد «اجتماعات داخل المقار الدبلوماسية الفرنسية في الجزائر مع عناصر معروفة بعدائها للجزائر».

يُذكر أن الجزائر كانت قد قررت في 30 يوليو الماضي «سحب سفيرها لدى فرنسا بأثر فوري»، بعد إعلان ماكرون دعم باريس لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية، منددة بـ «الخطوة التي لم تقم بها أي حكومة فرنسية أخرى من قبلها».

back to top