خرج لاجئ سفاح... وعاد اللاجئون

نشر في 13-12-2024
آخر تحديث 12-12-2024 | 20:00
 ناصر الجعفري

يوم تاريخي شهده العالم أجمع في الأيام الماضية، خرج السفاح بشار الأسد لاجئا ذليلا وعاد اللاجئون رافعي الرؤوس، وحق قوله تعالى في محكم كتابه: «وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ».

ما حصل في سورية الشقيقة خلال 14 سنة كارثة إنسانية تأثرت خلالها الحياة الاجتماعية والثقافية بشكل كبير نتيجة للنزاع والهجرة والنزوح الداخلي بسبب حكم نظام طاغية لشعبة، ومجرد مشاهدتنا للفيديوهات المنتشرة لقصص التعذيب التي لا نستطيع تكملة بعضها للنهاية لبشاعته التي فاقت كل صور التعذيب، ويكفي أن نمر بقصة الفتاة التي دخلت الأسر بعمر 19 عاماً وخرجت منه بعمر 32 عاماً تحمل معها 3 أطفال مجهولي الأب، هذا المشهد حتى الخيال لا يستوعبه، والشيخ الكبير الذي خرج بضحكات هستيرية فاقداً عقله بسبب التعذيب ولا تزال تجاعيد وجهه تحاكينا بهذا الألم الراسخ في أذهاننا. ونستذكر هنا وصية النبي، صلى الله عليه وسلم، بسكنى الشام، عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، وقوله، صلى الله عليه وسلم، إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله، فطوبى لكم أهل سورية العز والكرامة بهذه التوصية من ربّ العباد وخير العباد، لتكون لكم أملاً يصبّركم ويقوي عزيمتكم.

فقد وثقتم في التاريخ قصص نضال لن تغيب عن ذاكرتنا، ولن تمحوها الذاكرة كقصة نيلسون مانديلا الذي قضى 27 عامًا في السجن بسبب معارضته نظام الأبارتايد (الفصل العنصري)، الذي كان يميز البيض بشكل صارخ على الأغلبية السوداء في البلاد، خلال فترة سجنه أظهر مانديلا صبرًا كبيرًا وإصرارًا على تحقيق العدالة والمساواة لشعبه، لم يتخل عن مبادئه أو يستسلم للضغوط، بل استمر في النضال من أجل حقوق الإنسان والحرية.

وكما قال المفكر الأميركي تشومسكي «جوهر الإنسان حريته ووعيه بهذه الحرية»، لذلك ندعو إخواننا في المقاومة الشعبية أن يكللوا هذا النصر بتوحيد الصفوف والتكاتف للمرحلة القادمة لنظام حكم جديد يليق بشام العزة والعروبة.

وأخيراً نسأل المولى عز وجل أن يوحد صفوفكم ويديم عليكم نعمة الأمن والأمان وأن يشفي جرحاكم ويتغمد شهداءكم بواسع رحمته.

back to top