في المرمى: الرياضة تحتاج للصرف

نشر في 08-12-2024
آخر تحديث 07-12-2024 | 18:30
 عبدالكريم الشمالي

تعاني الرياضة الكويتية مشاكل جمة ومتعددة، وقد يحتاج المرء إلى صفحات وساعات للتفصيل في المشاكل أو بالأحرى العوائق التي تقف حجر عثرة أمام أي أمل بتطور الرياضة لدينا، لكن دعونا نركز اليوم في الجانب المادي والمتعلق تحديداً بالصرف المالي على الأنشطة وآليته، ولا نريد أن نتطرق إلى قيمة هذا الصرف، فهو «يفشل ويقص الوجه» قياساً على ما يجب بالنسبة لدولة تملك كل المقومات والمتانة المالية، وتعد من الأغنى في العالم، ومقارنة بما يصرف في الدول المحيطة التي أصبحت تنافس دول العال المتقدم، بل إن هذا العالم صار يشعر بالغيرة منها، وهو من يحاول أن يلحق بها في هذا المجال.

وقد يعتقد من يقرأ السطور السابقة أننا في الكويت نعاني الشح في السيولة المالية أو قلة الموارد، إلا أننا لسنا كذلك، فما نعانيه حقيقة هو النظرة القصيرة وأحياناً المعدومة ممن هم على رأس المسؤولية، وأعني هنا في الجانب الحكومي وتحديداً الرياضي، فمن غير المعقول بل والكارثة أنه في الوقت الذي يطالب الجميع بضرورة زيادة المخصصات المالية للرياضة في الميزانية السنوية للدولة نكتشف أن بعض المسؤولين سواء من السابقين أو الحاليين عملوا ويعملون بكل ما تسمح به صلاحياتهم إلى تقليص الصرف والتوفير في الميزانية، اعتقاداً منهم أن ذلك يحسن صورتهم ويضمن استمراراً لهم في كراسيهم، دون أن يحسبوا حساباً للتأثير السلبي على جودة المخرجات التي تنتج عن ذلك في كل الألعاب، فصرف ببخل يعني أطقماً تدريبية رديئة ولاعبين محترفين متواضعين ومسابقات بمستوى سيئ وعزوفاً جماهيرياً و... و... والسلسلة تطول.

لذلك، فإننا لا نستطيع لوم وزارة المالية أو مجلس الوزراء عند رفض زيادة ما يخصص من ميزانية سنوية للصرف على الرياضة، لأن ما يصلهم من معلومات أو ما يقرؤونه في الحسابات الختامية هو «الوفر»، وبالتالي من يوفر لا يحتاج إلى الزيادة، الأمر الذي يؤكد أن هذه هي إحدى أهم وأبرز المشاكل، وهي عدم وجود الأشخاص المناسبين الذين يعرفون كيفية الصرف على الرياضة وأهميته، رغم أن بعضاً منهم عندما كان ممارساً للرياضة كان يشتكي مما يقوم هو به اليوم، رغم أنهم يعتقدون بحسن نية قيامهم بما يجب عليهم القيام به تجاه المال العام.

بنلتي

عندما كانت الدولة تصرف وكان عندنا مسؤولون يؤمنون بمفهوم وأهمية ما يصرفون عليه، كنا نتقدم الجميع في الرياضة والفن والثقافة وجميع المجالات الأخرى، وعندما ابتلينا بمن يفكر بالتوفير لكي يبرز ويرضي «اللي فوقه» صرنا في آخر الركب في كل شي... و«الخير بقبال إذا ما تلاحقنا روحنا».

back to top