استعدادات لمعركة حاسمة في حماة بوابة وسط سورية

الجولاني يظهر في قلعة حلب والأسد يزيد رواتب العسكريين 50%
• تحذيرات دولية من عودة «داعش» وضغوط على بغداد لفتح الحدود

نشر في 04-12-2024 | 12:55
آخر تحديث 04-12-2024 | 21:58

ظهرت مؤشرات إلى معركة كبيرة في مدينة حماة وسط سورية، مع إعلان الفصائل السورية المسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام» الإسلامية المتشددة (جبهة النصرة سابقاً)، أن المدينة هي هدفها المقبل بعد سيطرتها على محافظتي حلب وإدلب كاملتين، في وقت بدا أن الجيش السوري سيلقي بكل ثقله في الدفاع عن المدينة، التي تعد بوابة إلزامية للمسلحين للعبور إلى حمص ومراكز الثقل الكبيرة لحكومة الرئيس بشار الأسد في وسط البلاد، حيث أرسل، أمس، تعزيزات كبيرة إلى المنطقة، وقال إنه شنّ «هجوماً معاكساً» بدعم جوي تمكن خلاله من تأمين مركز المدينة الاستراتيجية وإبعاد فصائل المعارضة، في وقت أصدر الرئيس السوري قراراً بزيادة رواتب العسكريين 50% على الراتب الأساسي.

وقالت وسائل إعلام رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قتالاً عنيفاً اندلع للسيطرة على جبل زين العابدين، الذي يقع على بُعد 5 كيلومترات شمال شرقي حماة ويطل على طريق رئيسي يؤدي إلى المدينة.

وقال أبوالقعقاع، أحد قادة قوات المعارضة في المنطقة: «أجبرنا على التراجع تحت قصف جوي عنيف من العدو»، في وقت أشار مصدر آخر من قوات المعارضة إلى الفشل في السيطرة على جبل زين العابدين باعتباره انتكاسة للتقدم الذي أحرزته المعارضة نحو حماة.

ورغم هجوم الجيش المعاكس، أعلنت «تحرير الشام» وحلفاؤها، المدربون والمسلحون جيداً، أمس، سيطرتهم على مطار الشريعة الزراعي و6 بلدات بسهل ريف حماة الشمالي الغربي.

وخلال الأيام الماضية، استطاعت فصائل المعارضة السيطرة على 18 بلدة وقرية في ريف حماة.

وفي حين قام زعيم «تحرير الشام» أبومحمد الجولاني بجولة ميدانية مفاجئة وغير مسبوقة في حلب بدأها من داخل قلعة المدينة التاريخية في أول ظهور علني له منذ سنوات، أرسلت إيران الجنرال جواد غفاري ومستشارين عسكريين آخرين لمساعدة الجيش السوري في وقف تقدم فصائل المعارضة المباغت، في وقت أفاد موقع «والاه» العبري بأن إسرائيل تخشى من أن إيران تعتزم إرسال آلاف المقاتلين إلى سورية.

وقالت مصادر سياسية عراقية، إن بغداد تتعرض لضغوط لفتح حدودها لإرسال إمدادات إيرانية إلى سورية والسماح للفصائل العراقية الموالية لطهران بعبور الحدود. وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي تشكيل وحدة تدخل سريع من قوات النخبة والمخابرات في مرتفعات الجولان المحتل مهمتها التدخل في سورية إذا اقتضت الضرورة.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن تقدم «تحرير الشام» في سورية يظهر أن داعمي الرئيس السوري، روسيا وإيران، مشتتون، محذراً من عودة تنظيم داعش، لينضم بذلك إلى تحذير مماثل أطلقه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، أمس الأول، خلال جلسة مجلس الأمن التي خُصصت لبحث الأوضاع في سورية وهيمن عليها تبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو بشأن غزو العراق وغزو أوكرانيا.

وفي تفاصيل الخبر:

بدأت تلوح في الأفق مؤشرات على معركة كبيرة في مدينة حماة وسط سورية، مع مواصلة الفصائل السورية المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية المتشددة «جبهة النصرة سابقاً» تقدمها باتجاه المدينة وسيطرتها على قرى جديدة في ريف حماة الشمالي الغربي، في وقت بدا أن الجيش السوري سيلقي بكل ثقله في المنطقة، حيث شنّ أمس «هجوماً معاكساً» بدعم جوي قال إنه تمكن خلاله من تأمين مركز المدينة الاستراتيجية وإبعاد فصائل المعارضة.

ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري أن الجيش تمكن من دحر المسلحين بعيداً عن محيط مدينة حماة بمسافة تصل إلى 20 كلم، بعد تلقيه تعزيزات عسكرية كبيرة للقوات الموجودة على الخطوط الأمامية، نافياً صحة دخول فصائل عملية «ردع العدوان» إلى حيين في المدينة.

وأكدت وزارة الدفاع السورية أن القوات المسلحة « تمكنت من القضاء على ما لا يقل عن 200 إرهابي بينهم قادة مجموعات أجانب، وتدمير وإسقاط أكثر من 20 طائرة مسيّرة فيما بدأت تبرز قدرات مسيرة «شاهين» التي يستخدمها المسلحون المعارضون.

وأفادت إذاعة «شام إف إم» بأن الجيش استعاد عدة نقاط بمحور كفراع معرشحور شمال شرق مدينة حماة، مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية لتأمين محيط قيادة الفرقة 25، التي تُعد رأس الحربة في الدفاع عن المدينة، وتأمين خطوط الإمداد الحيوية.

وأكد المرصد السوري المعارض تمكن الجيش إثر معارك طاحنة من إفشال خطة ردع العدوان للسيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن مدينة حماة بريفها تعد موقعاً حيوياً على الصعيدين العسكري والجغرافي مع وقوعها في قلب سورية، وهي نقطة ربط رئيسة بين الشمال والجنوب، وبين الساحل والداخل، والسيطرة عليها تفتح الطريق نحو حمص، البوابة الجنوبية لمراكز ثقل حكومة الرئيس بشار الأسد بالوسط، وهو أمر قد يُهدد مناطق سيطرتها الأساسية وقطع شريان المواصلات والإمدادات بين العاصمة دمشق والساحل السوري.

إيران ترسل جنرالاً إلى دمشق وضغوط على بغداد لفتح الحدود

ورغم هجوم الجيش المعاكس، أعلنت «تحرير الشام» وحلفاؤها، المدربون والمسلحون جيداً، أمس سيطرتهم على مطار الشريعة الزراعي و6 بلدات بسهل ريف حماة الشمالي الغربي.

وخلال الأيام الماضية، استطاعت فصائل المعارضة السيطرة على 18 بلدة وقرية في ريف حماة، بينها طيبة الإمام وحلفايا ومعردس، مقتربة من المدينة على 6 كم من ثلاثة محاور رئيسة، في الشمال والشمال الغربي، لتصبح في موقع يمكنها من تهديد قواعد استراتيجية، مثل مدرسة المجنزرات واللواء 87، وهما من أهم المواقع العسكرية بالمنطقة.

وأحصى المرصد مقتل 299 من الفصائل المسلحة و199 من القوات الحكومية والموالين لها، بإجمالي 605 بينهم 107 مدنيين، منذ بدء عملية ردع العدوان يوم الأربعاء الماضي.

على جبهة أخرى، أمهلت قوات سورية الديمقراطية (قسد) المتحالفة مع واشنطن الميلشيات الموالية لإيران 48 ساعة لإخلاء مواقعها في قرى الحسينية والصالحية وحطلة ومراط ومظلوم وخشام وطابية الواقعة شرقي نهر الفرات والمعروفة بالقرى السبع في محافظة دير الزور، معلنة أنها سيطرت نارياً عليها بعد انسحاب الجيش السوري. وأكد المرصد السوري أن القوات الأميركية شنت أمس الأول هجوماً برياً وجوياً على هذه القرى لدعم حلفائها الأكراد. وأكدت القيادة الوسطى الأميركية أنها دمرت آليات وصواريخ كانت تشكل خطراً وشيكاً على قواتها في منطقة الفرات.

إيران والعراق وإسرائيل

وفي وقت قام زعيم هيئة «تحرير الشام» أبومحمد الجولاني بجولة ميدانية مفاجئة وغير مسبوقة في حلب بدأها من داخل قلعة المدينة التاريخية في أول ظهور علني له منذ سنوات، أرسلت إيران الجنرال جواد غفاري ومستشارين عسكريين آخرين لمساعدة الجيش السوري في وقف تقدم فصائل المعارضة المباغت حسب ما أفادت تقارير في وقت أفاد موقع «والاه» العبري بأن إسرائيل تخشى من أن إيران تعتزم إرسال آلاف المقاتلين إلى سورية.

وكانت «الجريدة» كشفت قبل أيام أن إيران أقرت إرسال ما يصل إلى 20 ألف مقاتل بشكل سريع وأن هذا العدد قد يصل إلى 100 ألف مقاتل، لكنها تطلب غطاء جوياً من روسيا لحماية هؤلاء من أي غارات إسرائيلية أو أميركية.

وأثار وزير خارجية إيران عباس عراقجي تساؤلات عن نية إيران إرسال جنود وقوات إلى سورية بعد أن اكتفت بالسابق بإرسال مستشارين وعناصر ميليشيات موالية لها ومتطوعين إيرانيين.

وقالت مصادر سياسية عراقية، إن بغداد تتعرض لضغوط لفتح حدودها لإرسال إمدادات إيرانية إلى سورية والسماح للفصائل العراقية الموالية لطهران بعبور الحدود، في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي تشكيل وحدة تدخل سريع من قوات النخبة والمخابرات في مرتفعات الجولان المحتل مهمتها التدخل بسورية في حالة اقتضت الضرورة.

بلينكن وتحذير من «داعش»

في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن تقدم «هيئة تحرير الشام» في سورية يظهر أن داعمي الرئيس السوري وهما روسيا وإيران، مشتتون.

وقال بلينكن، في اجتماع لحلف شمال الأطلسي، إن رفض الأسد المشاركة بأي شكل ملموس في عملية لحل الأزمة السياسية هو أيضاً ما فتح المجال للهجوم.

كما حذر من عودة تنظيم «داعش» لينضم بذلك إلى تحذّير مماثل أطلقه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، أمس الأول، خلال جلسة مجلس الأمن التي خصصت لبحث الأوضاع في سورية وهيمن عليها تبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو بشان غزو العراق وغزو أوكرانيا.

«قسد» تمهل الميليشيات الإيرانية 48 ساعة لمغادرة القرى السبع

وفي خطوة تعزز الانطباع ببرودة موقفها من التطورات وقد تشير إلى أنها لا تنوي إرسال تعزيزات كبيرة لدعم دمشق في المستقبل القريب، كشفت صور من الأقمار الصناعية عن سحب روسيا لكامل أسطولها البحري من قاعدة طرطوس.

في الأثناء، اتهمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أوكرانيا بتزويد فصائل المعارضة بطائرات مسيرة وتدريبها على كيفية تشغيلها، مشيرة إلى أن هناك مقاتلين من دول سابقة بالاتحاد السوفياتي في صفوف المقاتلين.

وعلى عكس إيران التي اتهمت تركيا بالوقوع في فخ إسرائيل وأميركا بعد لقاء شديد التوتر بين وزيري خارجية البلدين في أنقرة، قالت زاخاروفا، إن المعارضة «ما كانت تجرؤ على ارتكاب هذا العمل المتهور دون تحريض ودعم شامل من قوى خارجية تسعى إلى إثارة جولة جديدة من المواجهة المسلحة في سورية، وإطلاق العنان لدوامة العنف» دون أي تلميح الى الدولة المقصودة.

وأكدت زاخاروفا في المقابل، أن روسيا على «تواصل وثيق مع إيران وتركيا» لتحقيق الاستقرار وإيجاد حل سياسي للنزاع.

وفي انخراط مصري دبلوماسي متزايد، أجرى وزير الخارجية بدر عبدالعاطي اتصالين بنظيره السوري بسام صباغ والروسي سيرغي لافروف.

وقال بيان مصري، إن عبدالعاطي أكد لصباغ «دعم الدولة السورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها في ظل تجدد القتال مع التأكيد على الأهمية البالغة للحفاظ على أرواح المدنيين».

وتناول عبدالعاطي في اتصال من نظيره السوري «آخر المستجدات والتطورات الميدانية والتداعيات الوخيمة لهذه التطورات على أمن واستقرار سورية والمنطقة بأسرها».

back to top