قمة مواجهة التحديات

قادة «التعاون» يبحثون في الكويت اليوم رفع مستوى الأمن وتمتين البيت الخليجي وآخر المستجدات
• رؤى مشتركة تواجه التحديات والتطورات لضمان استقرار المنطقة وتحقيق مستقبل مزدهر
• البديوي: المكانة المرموقة لدول «الخليجي» نتيجة لسياسة واحدة داعمة للأمن والسلم
• المطيري: القمة فرصة لتأكيد إيماننا بالمصير الواحد والعمل المشترك من أجل المستقبل
• إنجاز الاستعدادات لاستضافة القمة وإظهارها بشكل يليق بمكانة الكويت

نشر في 01-12-2024
آخر تحديث 30-11-2024 | 20:28

في بيتهم وبين أهلهم، يحل قادة وممثلو دول مجلس التعاون الخليجي اليوم في الكويت، التي تستضيفهم بكثير من الترحيب والمحبة والأمل في أن تكون قمة دول مجلس التعاون

الـ 45، كسابقاتها في الإنجاز والعمل، ليس فقط من أجل مواجهة التحديات والتغييرات التي تعصف بالمنطقة والعالم، بل أيضاً من أجل زيادة تمتين البيت الخليجي لرفع مستوى الأمن والأمان والاستقرار والسلام والرخاء والتنمية، والتي دأب قادة المجلس على السعي من أجل ترسيخها، ونجحوا بذلك إلى حد بعيد.

تأتي قمة الكويت، في توقيت إقليمي حساس، فلا تزال نار العدوان الإسرائيلي تحرق غزة، بينما دول الخليج ثابتة في موقف واحد لا يتجزأ حول ضرورة إقامة دولة فلسطينية كحق للشعب الفلسطيني تكفله كل القرارات الدولية، وبوصفه حلاً مستداماً لا يمكن للمنطقة أن تعرف الاستقرار من دونه.

ورغم أن النيران تحولت إلى جمر تحت الرماد في لبنان، مع نهوض دول الخليج بدورها في مساعدة اللبنانيين، فإن نيراناً أخرى اشتعلت في سورية التي لم تجد طريقها إلى السلام الكامل.

ولا شك أن أفكار قادة مجلس التعاون تتطلع إلى المقيم الجديد العائد للبيت الأبيض، والذي لابد لدول الخليج أن تناقش ما تريده وما تطمح إليه من الشراكة المستمرة في ظل قيادته للولايات المتحدة، رغم الشكوك التي أحاطت بها في ظروف محددة.

وبالأهمية نفسها، وبينما تشهد جميع دول «التعاون» خطوات حثيثة من أجل تمتين الصف الداخلي وتحديث القوانين تكيفاً مع المتغيرات الدولية، سيكون الملف الاقتصادي وتطويره وتحديث الاقتصاد وتكييفه وتنويعه من الملفات الحاضرة بقوة على مائدة القمة، تماشياً مع ما تشهده دول الخليج من مشاريع اقتصادية مشهودة باتجاه التنمية المستدامة.

وفي تفاصيل الخبر:

تنطلق القمة الخليجية في دورتها الـ 45، التي تعقد في الكويت اليوم، بحضور قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالتزامن مع تحديات وتطورات إقليمية ودولية كبرى تفرض نفسها على جدول القمة لاتخاذ موقف خليجي موحد إزاء تلك التحديات، وبما يضمن أمن واستقرار دول المجلس.

وفي مشهد يعبر عن وحدة الصف والترابط الوثيق بين دول المجلس، رفعت الأعلام الوطنية للدول الأعضاء عاليا فوق ساريات الكويت، لتجسّد رمزا للتلاحم الذي يجمع بين شعوبها، وتعبّر عن رؤى مشتركة ومستقبل مشرق.

ويبدأ المشهد من ساحات الكويت، حيث تتوزع الساريات على امتداد الطرق الرئيسية والجسور والمرافق الحكومية لتظهر أعلام الكويت، والسعودية، والإمارات، وقطر، والبحرين، وعمان شامخة تعانق سماء البلاد التي تستعد اليوم لاستضافة القمة.

البديوي ومكانة «الخليجي»

وتزامناً مع إنجاز الاستعدادات لاستضافة القمة، أكد الأمين العام ‏لمجلس التعاون، جاسم البديوي، أن المكانة المرموقة التي تتمتع بها دول المجلس أتت بفضل القاسم المشترك المتمثل بوجود سياسة خارجية واحدة داعمة للأمن والسلم الدوليين.

اقتصادات «التعاون» تحتل المرتبة 12 عالمياً... و4 تريليونات دولار قيمة أسواق الأسهم

وقال البديوي، في جلسة حوارية مع الإعلاميين المشاركين بتغطية أعمال القمة، إن المجتمع الدولي ينظر إلى دول مجلس التعاون باعتبارها شريكا استراتيجيا موثوقا ذا مصداقية لا يملك أجندة خفية.

وأكد أن الجميع يتطلع لهذه القمة بشوق كبير، إذ تأتي بعد عمل دؤوب استمر سنة كاملة في اللجان المشتركة العاملة بغية الوصول للتكامل الخليجي المنشود.

وذكر أن دول مجلس التعاون عقدت منذ نشأته 44 قمة اعتيادية، و17 قمة تشاورية، و4 قمم استثنائية، و6 قمم مشتركة مع رؤساء دول أخرى.

وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي لدول مجلس التعاون أفاد البديوي بأن دول المجلس تنتج يوميا نحو 16 مليون برميل نفط، فضلا عن أنها الأولى عالميا في احتياطات النفط الخام والغاز الطبيعي.

البديوي: السكك الحديدية الخليجية تحظى برعاية القادة... وتدشينها في 2030 يعزز التواصل

وبيّن أن القيمة المالية لأسواق الأسهم الخليجية بلغت مجتمعة بنهاية عام 2023 نحو 4 تريليونات دولار، لافتا إلى أن اقتصادات دول المجلس مجتمعة تأتي في المرتبة الـ 12 عالميا.

وأوضح أنه في عام 2022 نما الاقتصاد الخليجي أكثر بـ 7 مرات من الاقتصاد العالمي، ونصيب الفرد من الناتج الإجمالي في دول المجلس أعلى بثلاث مرات من متوسط نصيب الفرد عالميا.

وأضاف البديوي أن دول المجلس تمتلك صناديق للثروة السيادية حجم أصولها يبلغ نحو 4.4 تريليونات دولار، مما يعادل نسبة 34 في المئة من مجموع أصول أكبر 100 صندوق ثروة سيادي في العالم.

وحول مشروع السكك الحديد الخليجية بين دول المجلس، أكد أن المشروع يحظى برعاية خاصة من قادة دول المجلس، متوقعا أن يؤدي المشروع في حاله تدشينه خلال عام 2030 إلى زيادة أواصر التواصل والتعاون بين دول المجلس.

وفيما يتعلق بمشروع الربط الكهربائي بين دول المجلس، قال البديوي إن المشروع يهدف إلى مواجهة فقدان القدرة على التوليد في الحالات الطارئة وتخفيف الانبعاثات الكربونية، وتخفيض تكاليف إنشاء شبكات الألياف البصرية.

وأكد أن المشروع حقق من إنشائه وفورات اقتصادية تجاوزت 3 مليارات دولار، كما تمت مساندة أكثر من 2500 حالة انقطاع وتقديم الدعم اللحظي في حال انقطاع الشبكة بمدة لا تتجاوز 3 ثوان.

وقال البديوي «إننا نلتقي اليوم وسط أجواء شتوية كويتية باردة، لكن ما يخفف من برودتها هي مشاعرنا الخليجية الدافئة»، منوها بأنشطة الأسابيع الخليجية المصاحبة لأعمال القمة الـ45 التي تعتبر هذه الجلسة ختامها.

مصير واحد وعمل مشترك

من جهته، أكد وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب، عبدالرحمن المطيري، حرص الكويت على تنظيم قمة الخليجي، بما يليق بمكانة الكويت الإقليمية والعلاقات التاريخية المتجذرة بين دول المجلس.

وقال المطيري في تصريح للصحافيين خلال افتتاحه، أمس الأول، المركز الإعلامي المصاحب للقمة «إننا حريصون على تقديم أفضل تنظيم واستقبال يعكسان الروابط المتينة والعلاقات الأخوية الممتدة بين دول المجلس».

وأضاف أن هذه القمة «تعتبر فرصة لتأكيد إيماننا بالمصير الواحد والعمل المشترك لتحقيق مستقبل مزدهر مليء بالنجاحات والإنجازات التي تمثل الأهداف السامية لمجلس التعاون».

السفير الكويتي بقطر: قمة الكويت استمرار للمسيرة المباركة

وذكر أن «ما يميز علاقاتنا الخليجية هي الخصوصية التي مكنت من إحداث نقلة نوعية في مختلف المجالات مع تحويل التاريخ المشترك إلى عمل موحد يخدم القضايا المصيرية، ويعزز مسيرة مجلس التعاون».

وبيّن المطيري أن المركز مجهز لاستقبال أكثر من 80 إعلاميا وصحافيا وضيفا لتغطية القمة الخليجية وأعمالها، حيث يضم المركز استديوهات حديثة، ومساحات عمل مزودة بأجهزة كمبيوتر، وقاعات للندوات والجلسات الحوارية، إضافة إلى شاشات عرض كبيرة وخدمات إنترنت متطورة.



شعار مجلس التعاون رمز للانسجام والأصالة

يعكس شعار مجلس التعاون الانسجام والتكامل بين الدول الأعضاء الـ 6 والأصالة المرتبطة بتاريخ المنطقة، فيما تعبّر الألوان المستوحاة من أعلام الدول عن التنوع والاعتزاز بالهوية الوطنية لكل دولة عضو.

فالدوائر المتداخلة للشعار الذي صمم عام 1981، ترمز إلى الترابط والانسجام الذي يجمع الدول الأعضاء تحت مظلة واحدة، فيما تبرز الخريطة التي تتوسط الشعار الجغرافيا المشتركة التي تعكس الهوية الموحدة للدول الخليجية.

أما عبارة «بسم الله الرحمن الرحيم»، فتؤكد القيم الإسلامية الراسخة التي تجمع شعوب المجلس، مما يجعل الشعار رمزا للتعاون والتكامل من أجل مستقبل مشترك.

سفراء كويتيون: المرحلة الراهنة مهمة نحو التكامل الخليجي المنشود

أجمع عدد من سفراء الكويت لدى دول مجلس التعاون على أن استضافة الكويت للقمة الخليجية تعكس التزامها الراسخ بدعم مسيرة التعاون المشترك، مؤكدين أن المرحلة مهمة نحو تكامل خليجي أكثر شمولا وإشراقا.

وأكد سفير الكويت لدى السعودية، الشيخ صباح الناصر، أن القمة التي تنطلق أليوم تأتي في وقت حساس يتطلب المزيد من التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مشددا على أهمية تكريس الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات شعوب دول الخليج نحو مزيد من التقدم والازدهار.

وأعرب عن ثقته بأن القمة ستشهد قرارات مهمة تعزز التكامل الخليجي في مختلف المجالات، مؤكدا أن الكويت بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، ومعاونة سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ستواصل دورها البنّاء في دعم العمل الخليجي المشترك وتحقيق تطلعات شعوب المنطقة.

بدوره، قال سفير الكويت لدى البحرين، الشيخ ثامر الجابر، إن القمة الخليجية المرتقبة بالكويت تؤكد ما وصلت إليه منظومة دول مجلس التعاون الخليجي من أهمية متزايدة ومكانة دولية بارزة، مشيرا إلى أنها تمهيد لمرحلة مهمة نحو تكامل خليجي أكثر شمولا وإشراقا.

وشدد الجابر على ما تحظى به القمة من أهمية، خصوصا أنها تنعقد وسط ما تشهده المنطقة من تطورات في القضايا الإقليمية والدولية، مشيرا إلى انها «بكل تأكيد ستكون محل اهتمام قادة دول مجلس الخليجي».

وأضاف ان «مقوماتنا الخليجية تدفعنا للعمل نحو تحقيق ما هو أكثر وأفضل، وتمثل القمة فرصة طيبة لتوحيد رؤى دول الخليج لتعزيز عمل مجلس التعاون المشترك الذي عزز خلال مسيرته الهوية الخليجية ودفع بعجلة التنمية بمواقفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية الثابتة والمتوازنة، ما يؤكد حرص قادة دول المجلس على النهوض بالشعوب الخليجية للوصول إلى التكامل وترسيخ مفهوم المواطنة الخليجية المنشودة لما يجمعنا من تاريخ وجغرافيا وعادات وتقاليد ومصير مشترك سيبقينا دائما بإذن الله اخوة متحدين متعاونين خليجنا واحد وشعبنا واحد».

من جهته، قال سفير الكويت لدى قطر، خالد المطيري إن استضافة الكويت للقمة الخليجية استمرار للمسيرة المباركة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأشار في تصريح له إلى حرص قادة دول مجلس التعاون على دعمهم الثابت في تعزيز مسيرة المجلس والحفاظ على وحدته وتماسك البيت الخليجي، لكونه منظومة قوية ومتكاملة لا غنى عنها في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.

وبين أن مجلس التعاون أصبح مركزا ومحطة مهمة لمختلف دول العالم، حيث نجح مجلس التعاون الخليجي خلال العقود الأربعة الماضية في تعزيز مكانته الإقليمية، وتأكيد حضوره على الساحة الدولية، وبات شريكا فاعلا وموثوقا به لترسيخ الأمن والاستقرار حول العالم.

back to top