علماء المسلمين أناروا كوكب الأرض
يؤكد كثير من المؤرخين أن عصر النهضة في أوروبا لم يبدأ إلا بفضل الترجمة عن العلوم العربية، ويقسم سارتون الترجمة إلى ثلاث مراحل كما يلي: الأولى: بدأها قسطنطين الإفريقي في القرن 11 الميلادي. والثانية: بدأها جون الأشبيلي في النصف الأول من القرن 12 الميلادي. والثالثة: بدأها جيرار الكريموني في النصف الثاني من القرن 12 الميلادي. ومنذ ذلك الوقت ظلت الكتب العربية المرجع الرئيس في الجامعات الأوروبية حتي القرن السابع عشر الميلادي.
ومن أهم الكتب التي ظلت المرجع الوحيد في مجالها لمدة 6 قرون ما يلي:
1- كتاب «الحاوي في الطب» للرازي. 2- كتاب «القانون في الطب» لابن سينا. 3- كتاب «التصريف في الجراحة» للزهراوي. 4- كتاب «الجامع الكبير في طب الأعشاب» لابن البيطار.
5- كتب «الجغرافيا» للإدريسي وابن حوقل. 6 - كتاب «الجبر» للخوارزمي. 7- كتب البيروني في الفلك، وكثير من العلماء الأولين في أوروبا من أخذ الاختراع العربي ونسبه إلي نفسه.
ومن أهم هذه الاختراعات التي نسبت إلى علماء غربيين اختراع البندول، والكاميرا، والبوصلة، والدورة الدموية، والتخدير، ومع ذلك انتقاداتهم لنا كثيرة، هكذا صوّر علماء الغرب علماء العرب.
لقد أخطؤوا في حق العالم العربي المسلم عباس بن فرناس، إذ ربطت الكتب المدرسية، والكتابات المعاصرة بين اسمه وأول محاولة فاشلة للطيران، هذا إلى جانب أنها صورته شخصية غبية لاعلاقة لها بالعلم، حيث اعتبرته إنساناً ساذجاً ارتدي جناحين من الريش وحاول الطيران بهما فوقع ومات، وهذا بالطبع يخالف الحقيقة ويتنافى مع عقليته العلمية الفذة، ولا ندري لماذا صوّر لنا الغرب هذا الاعتقاد الخطأ مما عمم الاعتقاد بأن إبداعات هذا العالم قد اقتصرت على هذه المحاولة فقط، في حين تشكل إبداعات ابن فرناس العلمية والفكرية والفنية نموذجاً للنهضة الشاملة، ويعدّ عباس بن فرناس واحداً من رواد الفكر الأول في الأندلس في بداية القرن الثالث الهجري الذين وضعوا أساساً متيناً للنهوض الحضاري الشامل الذي شهدته هذه البلاد، فلا بد أن نفتخر بإنجازات علماء المسلمين.