في المرمى: لجنة الرياضيين وانتخاباتها

نشر في 06-11-2024
آخر تحديث 05-11-2024 | 20:10
 عبدالكريم الشمالي

وسط فوضى عارمة وافتقار أبسط قواعد التنظيم، جرت يوم الخميس الماضي انتخابات لجنة الرياضيين في اللجنة الأولمبية الكويتية، وأسفرت عن فوز 4 رجال و3 سيدات، وذلك وفق النظام الأساسي للجنة الذي يوجب هذا التوزيع النسبي، وبعيداً عن الأسماء التي حالفها النجاح، فهو أمر ثانوي والجميع «فيهم البركة»، أظن أن الكثير من المتابعين أو الجماهير وحتى اللاعبين لا يعرفون ماهية هذه اللجنة ووظيفتها أو صلاحياتها داخل كيان اللجنة الأولمبية ومن يحق لهم التصويت فيها، وأظن أكثر أن الأغلبية لم تكن تعلم أن هناك انتخابات أصلاً لشغل عضوية اللجنة المذكورة، أو موعدها ومكانها، وهو بالتأكيد أمر تتحمله اللجنة الأولمبية الكويتية ومجلس إدارتها.

وقبل الولوج في ما رافق الانتخابات، التي أقيمت بمقر اللجنة الأولمبية في حولي، والقصور الذي شابها قبل وأثناء إجرائها، لا بد أن نوضح أهمية وقيمة لجنة الرياضيين ودورها، فهي تمثل وتتشكل من اللاعبين الممارسين، أي الذين ما زالوا ينشطون في الملاعب في أي لعبة كانت، ورئيسها الذي يتم انتخابه من جانب الأعضاء السبعة المنتخبين يكون بحكم منصبه عضواً في مجلس إدارة اللجنة الأولمبية، ويحق له التصويت، كما تختار اللجنة اثنين من أعضائها «سيدة ورجل» ليكونا عضوين في الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الكويتية مع حق التصويت، ومن هنا ندرك تماماً أهمية هذه اللجنة في إيصال صوت الرياضيين ورأيهم، أو بمعنى أصح اللاعبين في «الأولمبية» سواء في عموميتها أو مجلس إدارتها.

والآن نأتي على الانتخابات الخاصة بهذه اللجنة، والتي هي بالمناسبة تجري للمرة الأولى، بناء على توجيهات اللجنة الأولمبية الدولية بعد أن كان أعضاؤها سابقاً يتم تعيينهم باختيار من مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المحلية، كما كانوا في بادئ الأمر أعضاء بصفة مراقب قبل أن يمنحوا صلاحيات العضوية الكاملة بعد ذلك، ورغم كل هذه الأهمية فإن لجنتنا الأولمبية لم تكلف نفسها عناء توضيح وشرح هذه المكانة والدور المنوط باللجنة للعامة أولاً، ولكل الرياضيين ثانياً وهو الأهم بالطبع، والدليل أن هناك شريحة كبيرة منهم لم تكن حتى على علم بمثل هذه الانتخابات بعد أن اكتفت «الأولمبية» بإخطار الاتحادات والأندية المتخصصة بموعد وشروط الانتخابات وتوكيلهم، على ما يبدو، ببقية المهمة بنشر التعاميم والكتب الواردة لهم، والتي هي، بالتأكيد، لن تكون كافية بالقدر اللازم، خصوصاً إذا ما علمنا أن الرياضيين المعنيين بهذه اللجنة هم كل من بلغ 18 عاماً وما فوق ويمتلك بطاقة لاعب صالحة ومعتمدة من الهيئة العامة للرياضة.

ولعل الأَمَرَّ من ذلك كله هو الفوضى التي صاحبت يوم الانتخابات من انعدام النظام الذي أدى إلى أن الكثير من الحضور شعر بالضجر والملل من طول الانتظار ليترك المكان الضيق والمكتظ الذي اختاره مجلس الإدارة والمكلفون بإدارة العملية الانتخابية «واضح أنهم ما يدرون وين الله قاطهم»، دون الالتفات إلى المصاعب التي ستواجه الحضور، فضلاً عن أن البعض استطاع التصويت مرتين في لجنتين مختلفتين بسبب افتقار التدقيق اللازم، واعتماد الطريقة البدائية بكشوف مطبوعة، وعدم اللجوء إلى الربط الإلكتروني بين اللجان للتأكد من الشفافية وتكافؤ الفرص.

بنلتي

غاب الكثير من اللاعبين في رياضات مختلفة، لكن اللافت جداً كان غياب لاعبي كرة القدم عن التقدم للترشيح وحتى المشاركة الخجولة في الانتخاب، رغم أنهم الأكثر حاجة للتمثيل في مثل هذه اللجان أو الهيئات، باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى والأكثر أيضاً حاجة إلى حلول للمشاكل والأزمات التي يواجهونها، وهو ما يؤكد أن غياب الوعي الذي كان منوطاً باللجنة الأولمبية نشره حول هذه اللجنة ودورها... لكن يبدو أن «الربع في حولي ما يعرفون غير التصريحات والتصوير».

back to top