تمكين التمريض... الدور الحاسم للمشاركة السياسية في الرعاية الصحية
يؤدي التمريض دوراً حيوياً في مجال الرعاية الصحية، ليس من خلال رعاية الممرضات والممرضين المباشرة للمرضى فقط، ولكن أيضاً من خلال صنع السياسات للمساهمة في تشكيل مشهد الرعاية الصحية، عبر الاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في هذا المجال، ويمكن للتمريض تولي مناصب سياسية مختلفة على مستويات مختلفة من الحكومة للتأثير في سياسات ولوائح الرعاية الصحية، ومن العمل كمشرعين يناصرون قضايا الرعاية الصحية والسياسات المتعلقة بالتمريض إلى العمل كمستشارين للسياسات الصحية، ومسؤولي الصحة العامة والرعاية الصحية، في الحقيقة إن الممرضين والممرضات يتمتعون بفرصة إحداث تأثير كبير على ممارسات الرعاية الصحية وإصلاحاتها، وهذه الأدوار تسمح لهم بالدفاع عن أولويات التمريض، وتعزيز مبادرات الصحة العامة، والمساهمة في تحسين نظام الرعاية الصحية الشامل.
التمريض في الواقع هو مجال وظيفي مهم للغاية وحاسم، حيث يؤدي الممرضون والممرضات دورا حيويا في الرعاية الصحية، حيث يقدمون الرعاية والدعم والخبرة للمرضى في مختلف المؤسسات الصحية، ومن الضروري أن يدرك صناع السياسات أهمية التمريض، وأن يدعموا المهنة من خلال السياسات والموارد التي تمكن الممرضات والممرضين من أداء أدوارهم بفعالية، وتعمل مؤسسات وجمعيات التمريض في أنحاء العالم على تسليط الضوء على تأثير التمريض على الرعاية الصحية وتضمين القائمين على السياسات التي تعمل على تطوير المهنة بالمشاركة في ذلك، فهناك دعوة واضحة لتخصيص صوت سياسي ومناصر لمهنة التمريض لما لهذا الأمر من بالغ الأهمية. وتؤدي جمعيات ومنظمات التمريض دوراً حيوياً في تمثيل مصالح الممرضات والممرضين، وتعزيز تطورهم المهني، والدعوة إلى السياسات التي تدعم مهنة التمريض وتحسين رعاية المرضى، ومن خلال الدعوة السياسية تعمل هذه المؤسسات على التأثير في التشريعات واللوائح والتمويل لمعالجة بعض قضايا التمريض مثل التعيينات الناجحة واختيار الكفاءات وذوي الخبرة في المجال، وحماية بيئة العمل، والتدريب، وتعزيز وتمكين وتشجيع التمريض وإعطائهم الفرصة بالإحساس بالقيمة لما يجلب للممرضات والممرضين جودة وكفاءة في الرعاية الصحية، ومن خلال وجود صوت سياسي قوي، يمكن للممرضات والممرضين ضمان استبعاد بعض المخاوف مثل عدم الشعور بالأمان في المهنة، مما يؤدي لتنفيذ السياسات لدعم عملهم وكفاءة أدائهم.
وكما ذكرت إنه يمكن للممرضات والممرضين شغل مناصب سياسية مختلفة على مستويات مختلفة من الحكومة، والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في الدعوة لتشكيل سياسات ولوائح الرعاية الصحية التي يمكن تكليفهم بها مثل:
أولا: العمل كمشرعين فيمكنهم تقديم ودعم مشاريع القوانين التي تتناول قضايا الرعاية الصحية، والدعوة إلى السياسات المتعلقة بالتمريض، والعمل على تحسين نتائج الصحة العامة.
ثانيا: يمكن للممرضات والممرضين العمل كمستشارين للسياسة الصحية للمؤسسات الحكومية أو المشرعين لوضع السياسات المتعلقة بالصحة، فيقدمون إرشادات بشأن سياسات الرعاية الصحية، ويبحثون في القضايا الصحية، ويساعدون في تشكيل جداول الأعمال التشريعية لتعزيز ممارسات الرعاية الصحية للأفضل.
ثالثا: يمكن للممرضات والممرضين العمل كموظفين للصحة العامة على المستوى المحلي مثلا، والإشراف على مبادرات الصحة العامة، وجهود الوقاية من الأمراض، وبرامج الرعاية الصحية التي تفيد المجتمعات، فيمكنهم أن يؤدوا أدوارا حاسمة في حماية وتعزيز الصحة العامة.
رابعاً: يمكن للممرضات والممرضين تولي أدوار إدارية في مؤسسات الرعاية الصحية، حيث يديرون برامج الرعاية الصحية، وينسقون الخدمات، ويضمنون تقديم رعاية عالية الجودة، وتعتبر مهاراتهم القيادية وخبراتهم السريرية ذات قيمة في قيادة مبادرات وإصلاحات الرعاية الصحية. وهذه مجرد أمثلة يمكن أن يشغلها الممرضات والممرضون للتأثير في سياسات الرعاية الصحية، والدفاع عن قضايا التمريض، والمساهمة في نظام الرعاية الصحية الشاملة. وفي الختام، يتبين لنا هنا الدور الحاسم الذي يقوم به الممرضات والممرضون في تشكيل سياسات الرعاية الصحية والدفاع عن القضايا المتعلقة بالتمريض في الساحة السياسية، من خلال شغل مناصب سياسية مختلفة كمشرعين، ومستشاري السياسات الصحية، وموظفي الصحة العامة، ومديري الرعاية الصحية، فيمكن الاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في التأثير على التشريعات، وتعزيز مبادرات الصحة العامة، وإحداث تغييرات إيجابية في نظام الرعاية الصحية.
ويعد تعيين صوت سياسي ومدافع عن مهنة التمريض أمرا ضروريا لضمان سماع مخاوف الممرضات والممرضين وتنفيذ السياسات لدعم عملهم وتعزيز رعاية المرضى، فمن خلال مشاركاتهم النشطة، يمكن إحداث تأثير دائم على ممارسات الرعاية الصحية، وقرارات السياسة، وجودة الرعاية الصحية للأفراد والمجتمعات.
* أستاذة مساعدة، كلية التمريض