اليوم التالي للحرب

نشر في 18-10-2024
آخر تحديث 17-10-2024 | 19:28
 فهد العازمي

إن الشرق الأوسط في أثناء كتابة هذا المقال كان يشتعل في عدة مناطق، حيث يجري الكيان الصهيوني عمليات عسكرية مستمرة منذ أسابيع على لبنان وجنوبه، ويبدو أن لا شيء قادر على إيقاف العمليات العسكرية الإسرائيلية، علما أن أطراف الصراع عرضوا على إسرائيل وقف هذه العمليات، لكنها رفضت ذلك، وهذه التطورات تثير التساؤل حول شكل المنطقة بعد انتهاء الحرب.

من الواضح أن هناك خطة تتشكل في دوائر صنع القرار الإسرائيلي، وعلى الأرجح هناك قرار قد اتُّخذ مسبقًا لوضع ما بعد الحرب، يصحبها مراوغات في التصريحات العلنية والمحادثات السرية مع جيرانها والوسطاء، ويبدو أن إسرائيل تتجه نحو إعادة تشكيل المنطقة والدول المحيطة بها للتخلص من أي تهديد، سواء كان حاضرًا أو مستقبلا، تمهيدًا لمرحلة جديدة في المنطقة.

قد يكون هذا جزءًا من استراتيجية بعيدة المدى، أو ربما نتيجة لفقدان البوصلة وتوسع حرب غزة وقرار بمواجهة كل التهديدات مهما كان الثمن، هذا التصعيد يمكن ملاحظته من خلال توسع العمليات القتالية إلى ما يتجاوز غزة المحاصرة والمغلوبة على أمرها، والسؤال الأهم الآن هو: ماذا بعد الحرب؟

هناك سيناريوهان:

الأول، قد تسعى إسرائيل إلى القضاء على الجماعات المسلحة المحيطة بها، ثم تنسحب إلى حدودها السابقة، بعد تأمين ما تعتبره مناطق تهديد.

الثاني، وهو الأكثر ترجيحًا في رأيي، فهو أن إسرائيل ستحتل المناطق التي نجحت في القضاء على تهديداتها فيها، وربما هذا ما قصده رئيس وزراء الكيان نتنياهو حينما صرّح بأن «وجه الشرق الأوسط سيتغير إلى الأبد».

العقبة الرئيسة التي قد تعوق تنفيذ هذا المخطط هي التهديد الإيراني المستمر، فإيران تشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل وربما هي المانع الحقيقي لمشروع كهذا، لا سيما في ظل دعمها المستميت لجنوب لبنان وحزب الله.

من المؤسف أن دائرة الحرب تتسع ومسرح عملياتها على الأراضي العربية، حيث يتحمل المدنيون العبء الأكبر من الضحايا والدمار، في حين أن شعوب وحكومات المنطقة لم تتمكن حتى الآن من إيقاف النزيف المستمر في غزة ولبنان، وقد تباينت المواقف الإقليمية حول هذا الصراع، أما بالنسبة لنا في الكويت، فإن موقفنا ثابت وواضح وهو رفض أي اعتداء على الدول العربية والسعي لدعمها في المحافل الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن، والوقوف إلى جانبها إنسانياً بكل ما تستطيع.

back to top