انتصار الفن والعلاج بالدراما على مآسي الحروب

تخصيص ريع معرض «نساء في الحرب - فلسطين» لدعم المرأة

نشر في 25-09-2024
آخر تحديث 25-09-2024 | 20:42
افتُتح معرض فني ضخم تحت عنوان «نساء في الحرب - فلسطين» في منصة الفن المعاصر (كاب) ليضم مجموعة باهرة من الأعمال الفنية الأصلية والفريدة من نوعها لأكثر من 100 فنان من 20 دولة ساهموا بعملهم ومواهبهم في الدفاع عن هذه القضية الفلسطينية باسم الإنسانية، في خطوة تعزز انتصار الفن والعلاج بالدراما على مآسي الحروب.

برعاية وزير الخارجية عبدالله اليحيا افتتح نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر ومؤسس مؤسسة انتصار، الشيخة انتصار السالم أحد أكبر المعارض الفنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحت عنوان «نساء في الحرب - فلسطين» في مركز الفن المعاصر (كاب)، أمس الأول، بحضور دبلوماسي وبمشاركة ما يزيد على 100 فنان في 20 دولة من بين الأكثر موهبة وشهرة في مختلف أنحاء العالم العربي، والذين بادروا بسخاء وتبرّعوا بقطعهم الفنية لدعم النساء في فلسطين، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للسلام الموافق 24 الجاري.


من لوحات المعرض من لوحات المعرض

وأكد الجابر، خلال افتتاح المعرض، مواصلة دولة الكويت دورها في دعم القضية الفلسطينية سياسياً وإنسانياً في المحافل الإقليمية والدولية كافة، لا سيما من خلال عضويتها في مجلس حقوق الإنسان، مضيفاً أن المعرض يأتي ليجسّد أهمية ما يعكسه ويترجمه الفن من معاناة المتضررين والمتأثرين من الحروب والنزاعات، وهذه هي الرسالة السامية والنبيلة للفن والثقافة باعتبارهما قوى ناعمة.

وأثنى على جهود القائمين على هذه الفعالية وعلى رأسهم الشيخة انتصار السالم، مؤكداً أن مثل هذه الفعاليات تبيّن اهتمام ودعم المجتمع المدني الكويتي للقضايا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، مرحبا في الصدد ذاته بالفنانين العرب الذين حضروا إلى الكويت للمشاركة في هذا المعرض، مما يعكس حس المسؤولية العالي واستشعارهم بمعاناة إخوانهم وأخواتهم من الشعب الفلسطيني.



وعلى هامش المعرض أقيمت حلقة نقاشية حول الأزمة الحالية للنساء العربيات المتضرّرات من الحرب، خصوصا في فلسطين، وإبراز جهود الكويت الرائدة في جانب العمل الإنساني والإغاثة، وتحدثت خلالها الشيخة انتصار السالم ومساعدة وزير الخارجية لشؤون حقوق الانسان الشيخة جواهر الدعيج، والأمينة العامة لجمعية الهلال الأحمر الكويتية، مها البرجس، ورئيس اللجنة الصحية في مجلس الأمة سابقا، استشاري جراحة العظام، د. حسين القويعان، واستشاري المسالك البولية د. فيصل الهاجري، وعدد من الأطباء الذين شاركوا في عمليات الإغاثة بفلسطين.

وفي هذا الصدد، قالت الشيخة انتصار السالم: «ما من أحد، سواء في العالم العربي أو في أي مكان آخر، يستطيع أن يبقى غير مبالٍ بالآلام والمعاناة التي نشهدها اليوم. وأعتقد أيضاً بأنه ما من أحد يستطيع أن يهرب من الشعور بالرغبة في فعل شيء حيال ذلك. يمكننا بعون الله أن نحدث فرقاً ملحوظاً من خلال هذا المعرض، إذ لن يكون عرضاً فنياً فحسب، بل دعوة هادفة إلى إلهام الجميع لإحداث تأثير وتضامن مع النساء الفلسطينيات».



وذكرت السالم في كلمتها: «نجتمع هنا لنتحدث عن الدور المحوري لدعم الصحة العقلية والنفسية في بناء السلام، حيث يعاني أكثر من واحد من كلّ 5 أشخاص ممّن يعيشون في مناطق متأثرة بالنزاعات اضطرابات صحية عقلية، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة، فالصدمة عبارة عن تجربة مؤلمة للغاية قد تؤثّر بشكل عميق على الصحة العقلية والجسدية، وغالباً ما تؤدي إلى حلقات من العنف والصراع التي لا تطول الأفراد فحسب، بل تمتد لتشمل مجتمعات بأسرها، فقد يتم توجيهها داخلياً من خلال سلوكيات تدمير الذات أو خارجياً من خلال أعمال العنف ضد الآخرين، أؤمن إيماناً راسخاً بأن المرأة هي حجر الزاوية في كل بيت والنسيج الأساسي الذي يربط مجتمعاتنا بسلام. ولبناء مجتمع أكثر سلاماً، قررنا أن نركز جهودنا على الاحتياجات النفسية للمرأة، لنعيد بناء النفوس المحطّمة، وليس البيوت والمجتمعات فحسب».

وقالت السالم: «من خلال عملنا الميداني في مؤسسة انتصار الخيرية، شهدنا بشكل مباشر التأثير العميق لدعم الصحة العقلية على حياة النساء العربيات وأسرهنّ، فأكثر من 93 بالمئة من النساء اللواتي شاركن في برامج العلاج بالدراما الخاصة بالمؤسسة شعرن بانخفاض في الاكتئاب، و43 بالمئة شعرن بانخفاض القلق، و68 بالمئة منهن شعرن بانخفاض اضطراب ما بعد الصدمة، وتؤكد هذه الشهادة المؤثرة من إحدى المشاركات في برنامج العلاج بالدراما الخاص بمؤسسة انتصار الخيرية تأثير دعم الصحة العقلية: «عندما كانت ابنتي تطلب منّي كوباً من الماء، كنت أصفعها. ولكن بعد مشاركتي في جلسات العلاج بالدراما، أصبحت أكثر اتزاناً وقدرة على تنظيم توتري. والآن، صرت أدرك أن ابنتي كانت فقط تشعر بالعطش».


جانب من المعروضات جانب من المعروضات

واختتمت السالم كلمتها بقولها: «بناء على هذه المعطيات، يستخدم بحثنا المقبل في مؤسسة انتصار نهجاً متعدّد الأساليب لاكتساب فهم أعمق لكيفية استخدام العلاج بالدراما كتدخّل نفسي اجتماعي لكسر حلقات العنف وتقليل السلوكيات السلبية لدى الأهل، ولذلك أدعوكم إلى التحرك لدعم مبادراتنا لنرسم معاً مستقبلاً لا يكون فيه دعم الصحة العقلية رفاهية، بل ضرورة، عندما نعطي الأولوية للصحة العقلية، فإنّنا نمهد الطريق لسلام دائم».

من جهتها قالت البرجس إن جمعية الهلال الأحمر تولي اهتماما خاصا بدعم المرأة من خلال الحملات الإنسانية المستهدفة، حيث نفذت برامج تمكين للنساء في آسيا بمبلغ مليون دولار، إضافة إلى مبادراتها في تعليم اللاجئات الروهينغيات بالتعاون مع الجامعة الآسيوية في بنغلادش وبتمويل من بيت التمويل الكويتي.

وأضافت أن الجمعية من أبرز المؤسسات التي حملت على عاتقها مسؤولية هذا الدور الإنساني النبيل، إذ تركز جهودها على تقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين والضعفاء في مختلف أنحاء العالم، مستندة في ذلك إلى المبادئ الأساسية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الإنسانية، الاستقلالية، والحياد، وعدم التحيز، والعالمية والتطوع، مضيفة أنه مع بدء الأحداث الأخيرة في قطاع غزة الفلسطيني كانت الجمعية في طليعة الجهات التي استجابت لهذه الأزمة الإنسانية، وقدمت الإمدادات الغذائية والطبية والإنسانية، إلى جانب إرسال سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة لدعم أهلنا في غزة، وتواصل الجمعية جهودها الطبية من خلال إرسال الوفود التطوعية لإجراء العمليات الجراحية المجانية «في لفتة إنسانية عظيمة ساهمت في التخفيف من معاناة الجرحى والمصابين».

حماية المرأة في النزاعات المسلحة

قالت الشيخة جواهر الدعيج في كلمتها: «نحتاج إلى آليات حماية المرأة في النزاعات المسلحة، مبينة أن المرأة قد تتعرض للاستشهاد والقتل والفقر والتشريد والنزوح واللجوء والتهجير والإصابات والأسر والجوع والعطش والمرض، ولذلك فإن ما تتحمله النساء حول العالم من وطأة الحروب والنزوح وانتهاكات حقوق الانسان وفقدان أحبائهن وتحطم مجتمعاتهن ومواجهتهن للعنف «لا يمكن تخيله».



وذكرت أن القانون الدولي الإنساني ينص على أحقية النساء في أوقات النزاع بالتمتع بالضمانات التي يجب منحها لجميع الأشخاص المحميين، وكذلك الحق بالمعاملة الإنسانية في جميع الأوقات والحق في حمايتهن من جميع أعمال العنف أو غيرها، وحمايتهن بصفة خاصة ضد أي اعتداء على شرفهن، ولا سيما ضد الاغتصاب والإكراه على البغاء وأي هتك لحرمتهن.

واستعرضت بنود وأحكام القانون الدولي الإنساني، وتحديدا ما يخص الحماية الخاصة للنساء في النزاعات المسلحة والحروب، فضلا عن استعراض قرار 1325 المرأة والسلام والأمن، موضحة أنه في ظل وجود واستمرار مثل هذه الانتهاكات تتجلى أهمية إبراز دور المرأة في عمليات السلام والأمن عن طريق تفعيل قرار مجلس الأمن 1325 المعني بالمرأة والسلام والأمن.

back to top