محافظة المطلاع... ضرورة جغرافية وإدارية
لا شك أن تعدد أنظمة التقسيم الإداري للدول يرتبط بالعديد من العوامل والسياقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها، ودائماً ما تتنوع تلك الأنظمة بحسب طبيعة الدولة، فهناك نظام الولايات والجهات والمقاطعات، بالإضافة إلى المحافظات كما هو معمول به في الكويت والذي بدأ عام 1962، بثلاث محافظات كانت تهتم بالجانب الأمني، وتتبع في ذلك الوقت لوزير الداخلية مباشرة.
ومع التطور العمراني المتسارع والتغير الديموغرافي المستمر، أصبحت الكويت تتكون من ست محافظات، يرأس كل منها محافظ بدرجة وزير، ويصدر مرسوم أميري بتعيينه أربع سنوات قابلة للتجديد، كما أن لكل محافظة مجلساً خاصاً بها يقوم بإدارة شؤونها، ويضم مجموعة من ممثلي الأجهزة الحكومية التي تقدم خدمات للمحافظة، بجانب عدد من الأهالي، ويرأس المحافظ هذا المجلس، وترفع قراراته إلى مجلس الوزراء مباشرة لدراستها والنظر في إقرارها. وبالنظر إلى الجغرافيا المكانية للكويت، تعد مدينة المطلاع السكنية من أكبر المدن في دول مجلس التعاون الخليجي من حيث المساحة، وتعد أضخم مشروع سكني بتاريخ البلاد، وعملت عليه المؤسسة العامة للرعاية السكنية بمساحة 100 كيلو متر مربع، ويضم قسائم سكن خاص، ستستوعب 400 ألف نسمة في حال اكتمال جميع الخدمات والمرافق.
وتتميز «المطلاع» بكونها مدينة سكنية متكاملة لتنوع الأنشطة التي تجعلها واحدة من المدن الرائدة في الكويت نظرا لطبيعة موقعها، وتوفير مساحة 42 هكتاراً للمدينة الشبابية، فضلاً عن احتوائها أنشطة تجارية واستثمارية ورياضية وطبية وتعليمية متنوعة، ويعكس المشروع الفكر المتطور للمشاريع السكنية الذي تتخلله نظرة مستقبلية ثاقبة وفعّالة، تهدف إلى بناء مدينة مستدامة ومتكاملة تخدم الموظفين والمواطنين وتواكب التطورات المرتقبة في المستقبل. ويضم المشروع العملاق 28.200 وحدة سكنية بمساحة 400 متر للوحدة، متضمنة العديد من المرافق العامة منها 156 مدرسة، و179 مسجدا، و12 مركزاً لضواحي المنطقة، و12 مجمعاً حكومياً بالإضافة الى 12 مركزاً للشرطة، و12 مركزاً صحيا، و12 مركزاً ترفيهياً للفئة الشبابية، إلى جانب جمعيات تعاونية، و99 من الحدائق العامة والرئيسة، فضلاً عن المراكز التجارية، بهدف تلبية حاجة سكان المدينة من جميع جوانب الخدمات.
كما يتضمن تصميم مدينة المطلاع السكنية مناطق خضراء وأخرى ترفيهية مفتوحة بالإضافة إلى حزام شجري يمثل نحو 15% من إجمالي مساحات المدينة، مما يجعلها مدينة خضراء ذات جمالية لا تضاهى، وتتمتع بخاصية فصل الضواحي السكنية الخاصة عن المناطق المكتظة والحيوية التي أضافت بدورها طابعاً خاصاً ومميزاً أعطاها واجهات تجارية وصناعية ممتدة على واجهة المشروع بطول 10 كم على طريق العبدلي.
وتتميز «المطلاع» بزيادة عرض شبكات الطرق الرئيسة، حيث تتراوح بين 35 و140 متراً، ما يتيح استيعاب الحركة الكبيرة للسيارات، بالإضافة إلى أي خدمات أخرى مستقبلية للمدينة، والتي تم أخذها بعين الاعتبار في فكرة التخطيط الشبكي المركزي للمشروع ليتيح سهولة الوصول إلى جميع الأنشطة في المشروع والربط بينها.
وبناء على ما سبق ونظراً لضخامة حجم المشروع وأهميته الجغرافية والمركزية، نجد أنه من الأهمية استحداث محافظة خاصة لـ«المطلاع» يكون مركزها مدينة المطلاع السكنية وتضاف لها بعض المناطق القريبة كي تكون مستقلة إدارياً وتقدم خدمات أفضل لقاطنيها.