«التربية» تعيد تدريس معلمي التطبيقي!
في البداية نهنئ وزير التربية بالوكالة أ.د. نادر الجلال على نيله الثقة الأميرية بتوليه الحقيبة الوزارية، ونتمنى له التوفيق والسداد في تأدية هذه الأمانة.
إن جودة التعليم التربوي هي اللبنة الأساسية لقيام أي دولة متقدمة، وبتطور التعليم التربوي يرتقي الفرد وترتقي الأمة، وبفساده يفسد النظام الأخلاقي، وتغيب القدوات الحية عن نظر الأبناء.
يقول الشيخ الفاضل عبدالله النوري: «في الأمة شخص إذا صلح صلحت الأمة، وإذا فسد فسدت الأمة، ألا وهو المعلم، المعلم هو الدليل الذي يهدي ناشئة الأمة إلى النافع المفيد، والملاك الذي يوحي إليهم أن العلم يرفع الأمة إلى أعلى الدرجات، وأن الجهل يهوي بها إلى أسفل الدركات».
وهذا يعني، أنه إذا كانت مخرجات كلية التربية جيدة، فقد أصلحنا أكثر من نصف مشاكل التعليم في الدولة، وإذا أهملناها ضاع التعليم، وضاع الأبناء، وأقولها بكل صراحة وبدون مجاملات، إن من أسباب تدهور التعليم في الكويت هي المخرجات السيئة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي، الذي لا توجد عليه رقابة عليا أو خارجية لتصحح مساره التعليمي، حتى أن التعليم العالي لا يملك الحق في اعتماد شهادات الهيئة من عدمها، لأن التطبيقي يعدّ هيئة عامة ذات شخصية معنوية مستقلة، فهو صاحب اختصاص بأجهزته المختلفة دون غيره باعتماد الشهادات الصادرة عنه.
أعزائي القرّاء، هل تعلمون أن وزارة التربية تحولت إلى معهد خاص لتدريس المعلمين الجدد من خريجي التطبيقي «تخصص اللغة الفرنسية»! حيث تبيّن أن أكثر من 60% من هؤلاء المدرسين والمدرسات يعانون ضعفا شديدا في اللغة الفرنسية، مما استدعى استنزاف جهود التوجيه الفني في تخصيص موارد ووقت إضافي لرفع كفاءة هؤلاء «المعلمين»، وقد كان هذا اجتهاداً من التوجيه لإصلاح ما أخرجه لنا التطبيقي، لأن بعضهم وللأسف لا يستطيع صياغة جمل صحيحة، وعنده شهادة بأنه «أستاذ فرنسي»!
ولهذا السبب طلبت وزارة التربية من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي وقف بعض تخصصات كلية التربية الأساسية، لاكتفاء الوزارة من هذه التخصصات، ولضعف هذه المخرجات التي باتت عبئا وحملا ثقيلا على وزارة التربية لسنوات، خصوصا أن خريجي التربية الأساسية لا يخضعون للمقابلات الشخصية ولا امتحان الكفاءة العلمية قبل تعيينهم كمعلمين في المدارس الحكومية، وهذا خطأ تتحمله الوزارة أيضا، فلا ينبغي قبول أي خريج من دون امتحان قدرات ومقابلات شخصية، فأبناؤنا ليسوا حقل تجارب لهذه المخرجات.
عزيزي القارئ، إن جودة التعليم تبدأ من صناعة المعلم «المربي» منذ بداية دخوله للكلية، فيجب أن نصون كلية المعلمين من هذا التسيب، فلا ينبغي أن تكون كلية التربية الأساسية محطة المعدلات المتدنية، وكلية الخيار الأخير، لمن يريد شهادة جامعية بمجهود شكلي وتعيين مضمون!