ترامب وهاريس في منافسة متقاربة عشية المناظرة
الديموقراطيون يعودون إلى الأرض بعد «هَبّة كامالا»
بعد «فوضى» الصيف، التي شهدت محاولة اغتيال فاشلة استهدفت المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وانسحاب منافسه الديموقراطي الرئيس جو بايدن، لتعوّضه نائبته كامالا هاريس، التي أحدثت زخما وحماسة عالية، يدخل السباق نحو البيت الأبيض منعرجه الأخير في ظل منافسة «متقاربة»، وفق ما أظهر استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز وجامعة سيينا.
وأظهر الاستطلاع أن ترامب يتقدم على هاريس بنسبة 48 بالمئة مقابل 47، وذلك بعد أن واجه شهرا صعبا إثر انسحاب بايدن، لكنّه حافظ على تأييد «ظلّ صامدًا بشكل لافت»، في حين تحظى هاريس بتقدم ضئيل في الولايات السبع المتأرجحة، مما يعكس سباقًا متقاربًا يظل فيه الفوز أو الخسارة قريبين من كلا المرشحين.
ويسلط هذا التقارب الذي تشهده أقصر انتخابات رئاسية في التاريخ الأميركي الحديث، تتجه الأنظار إلى المناظرة بين ترامب وهاريس فجر غد على قناة ABC News، لاسيما أن 28 بالمئة من الناخبين قالوا إنهم يحتاجون إلى معرفة المزيد عن هاريس، مقابل 9 بالمئة فقط بالنسبة لترامب.
ويعيد هذا الاستطلاع البهجة الديموقراطية إلى الأرض، بعد المكاسب السريعة التي حققتها هاريس عقب الأداء الضعيف لبايدن، خصوصا في صفوف النساء والشباب واللاتينيين، وهي فئة ديموغرافية حاسمة.
وقال أكثر من 60 بالمئة من الناخبين إن الرئيس القادم يجب أن يمثّل تغييرًا كبيرًا عن بايدن، لكن 25 بالمئة فقط اعتبروا أن هاريس تمثل هذا التغيير، مقابل 53 بالمئة رأوا أن ترامب يمثل ذلك.
ونظر 47 بالمئة من الناخبين إلى هاريس على أنها ليبرالية للغاية، مقارنة بـ 32 بالمئة رأوا أن ترامب محافظ للغاية، لذا تركز الحملة الديموقراطية هجماتها على «مشروع 2025»، الذي سعى ترامب جاهدًا للنأي بنفسه عنه، حيث عارضه 63 بالمئة من المستجوبين لأنه «عار وإهانة للديموقراطية الأميركية».
غير أن ما يخدم ترامب فعلياً هو أن الناخبين ما زالوا متشائمين إلى حد كبير بشأن اتجاه البلاد، حيث اعتبر 30 بالمئة فقط أن الولايات المتحدة تسير على المسار الصحيح.
في المقابل، يتمتع الديموقراطيون بتقدم طفيف عندما يتعلق الأمر بالحماس للتصويت، إذ قال 91 بالمئة منهم إنهم متحمسون، مقارنة بـ 85 بالمئة من الجمهوريين. أما في القضية الأكثر أهمية للناخبين، وهي الاقتصاد، فيتمتع ترامب بميزة 13 نقطة مئوية، بينما تتمتع هاريس بميزة 15 نقطة مئوية في قضية رئيسية أخرى، وهي الإجهاض، إذ يثق 54 بالمئة من الناخبين بقدرتها على التعامل معها، مقارنة بـ 39 بالمئة يثقون بترامب. ومع ذلك، قال 16 بالمئة من الديموقراطيين ونحو نصف المستقلين إنهم لا يعتقدون أن الرئيس السابق سيحاول تمرير قانون يقيد الوصول إلى الإجهاض على المستوى الوطني.
وفي الوقت نفسه، ربما لا تنجح الهجمات على شخصية ترامب وملاءمته لمنصبه، فقد رأى 54 بالمئة أنه خيار محفوف بالمخاطر، مقارنة بـ 52 بالمئة قالوا نفس الشيء عن هاريس.
وتعتزم هاريس - بعد المناظرة مع ترامب - بدء جولة انتخابية في ولايات تحتدم بها المنافسة، تشمل نورث كارولاينا وبنسلفانيا، بينما سيتوجه نائبها تيم والز إلى ميشيغان وويسكونسن.
وفيما رحبت هاريس بدعم نائب الرئيس الأميركي السابق الجمهوري ديك تشيني لها، قال الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش إنه لا يعتزم دعم أي مرشح في انتخابات نوفمبر.
وقال مكتب بوش إن الرئيس السابق والسيدة الأولى السابقة، لورا بوش، لن يدعما أي مرشح أو يعلنا بشكل علني كيف سيصوتان.
وجاء تأييد نائب الرئيس الأسبق لهاريس بعد تأييد ابنته، النائبة السابقة ليز تشيني لها.