صدور «سِفر العنفوز» للروائي سعود السنعوسي

إشادات عربية حول «أسفار مدينة الطين»

نشر في 04-09-2024
آخر تحديث 04-09-2024 | 17:44
ثلاثية «أسفار مدينة الطين»
ثلاثية «أسفار مدينة الطين»

صدر عن منشورات «مولاف» ودار «كلمات» رواية «سِفر العنفوز» ثالث أجزاء ثلاثية «أسفار مدينة الطين» للروائي الكويتي سعود السنعوسي، وصدر الجزآن الأول والثاني «سِفر العباءة» و«سِفر التبة» في يوليو 2023. ويستكمل السنعوسي في «سِفر العنفوز» الصادر أخيراً إعادة كتابة تاريخ الكويت بمعالجة فنتازية، في واحدة من أبرز محطات التاريخ الكويتي عام 1920، سنة بناء السور الثالث ومعركة الجهراء، في ذروة النشاط التبشيري لمستشفى الإرسالية الأميركية الإنجيلية بالكويت، في ظل معاهدة الحماية البريطانية وتهديدات حركة إخوان من أطاع الله.

التاريخ والأسطورة

وينهي السنعوسي ثلاثيته عبر الرواية التي كتبها الروائي المفترض صادق بوحدب، في ثالث الأسفار الذي بدأ السنعوسي بكتابته في يونيو 2015، والمفترض أنه مسودة رواية بدأ في كتابتها الروائي بوحدب في 1986 وأنهاها في 1990 قبيل الغزو العراقي للكويت بأيام.

وتتناول الرواية عدة شخصيات تاريخية وأخرى أسطورية وشخصيات متخيلة منذ سنة 1920 وحتى يوليو 1990، ومن بينها الشخصية المحورية سليمان بن سهيل، الذي يعود من رحلة الغوص في سبتمبر 1920 ويسمع ما يُشاع بأن زوجته التي أنجبت طفله الأول هي أخته من الرضاع، فيبدأ منذ تلك اللحظة وبعد اشتعال معركة الجهراء رحلة تصحيح الخطأ بعد فصله عن زوجته، ومحاولة استعادتها وإنقاذ ولده الرضيع من مصيره المجهول. وفي الجزء الثالث تبدو الأسطورة حاضرة أكثر من خلال إيجاد جذور وقصص للشخصيات الخرافية المحلية المعروفة مثل وحش البحر بودرياه وأم السعف والليف والطنطل.

ولاقت «أسفار مدينة الطين» منذ صدور جزأيها الأول والثاني استحسان الروائيين والمثقفين العرب، وتضمن الجزء الثالث شهادات لروائيين ونقاد حول العمل، حيث قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج: «إن أسفار مدينة الطين تتخطى عتبة الرواية، وتحرج النوع: الرواية التاريخية. هي هذا كله وأكثر. ملحمة بالمعنى اليوناني، محكومة بتراجيدية خفية، وأحيانا ظاهرة عن الذين صنعوا لنا تاريخ اليوم وجغرافية الحاضر التي تدمينا وتجرحنا. هي نص المصائر المتقاطعة والأمكنة الرطبة والرمال التي نخفي سرها».

عمل ملحمي

وعن الرواية يقول الروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله: «أهنئ سعود السنعوسي وأهنئ روايتنا العربية، عمل ملحمي وتأسيسي من الأعمال الكبيرة التي ستبقى طويلًا. عمل فريد بشخصياته وأحداثه وأساطيره، وبالبحر الذي هو شخصية حقيقية مذهلة في هذه الرواية». أما الروائي التونسي الحبيب السالمي فيقول: «جميل وثري ولافت هذا العالم الذي قادنا إليه السنعوسي بدراية في رواية «أسفار مدينة الطين»، سيل هادر من الخرافات والمعتقدات والأساطير والتواريخ والحكايا. تتقاطع وتتواشج وتتآلف فينهض بلد بأكمله (الكويت)، أبطاله عرافات وصيادو لؤلؤ وعلماء دين ورجال سياسية وتجار في فترة تاريخية حرجة بدأت فيها الحداثة تطل برأسها. وهذه اللغة متينة جزلة دقيقة موحية».

وكتب الروائي العماني حائز الجائزة العالمية للرواية العربية 2023، زهران القاسمي: «أعتقد أنني لم أقرأ عملًا ملحميًّا منذ الحرافيش لنجيب محفوظ ومدن الملح لعبدالرحمن منيف، ولا أستطيع إلا أن أضع هذا العمل في مصافّ تلك الأعمال الملحمية».

ويقول الناقد والمفكر السعودي، د. سعد البازعي: «أسفار مدينة الطين أنموذج للاشتغالات السردية الجادة التي تبرز الرواية من حيث هي عمل أدبي يتدخل في التاريخ والاجتماع والسياسة، عمل لا يهدف إلى مجرد الإمتاع بالحكي».

أما الروائي السوداني حمور زيادة، فيقول: «تكشف هذه الرواية بوضوح إلى أين يتجه المشروع الروائي للسنعوسي، ويمكننا القول إن سعود في هذه الرواية يبدأ المرحلة الجديدة في مشروعه الأدبي».

وحول انطباعها عن الرواية تقول الناقدة العمانية منى حبراس السليمية التي اطلعت على مسودات الثلاثية قبل النشر: «ثلاثية أسفار مدينة الطين عمل صبور، وملحمة سردية جسورة، ودرس في الثقافة الموسوعية وفن التقاط التفاصيل، ولا يملك القارئ بعد فراغه منها إلا أن يهنئ نفسه بتحفة سردية ملهمة ستبقى في ذاكرته طويلا. يستطيع السنعوسي أن يستريح الآن بعد إنجازه رواية العمر هذه. ولكن هل سيفعل؟ أنا على ثقة بأنه سيباشر فورا صعود قمة جديدة».

وفي جريدة عمان كتب الناقد السوري يزن الحاج في قراءته للرواية: «ليس للمرء التنبّؤ بمستقبل الأدب العربي حتمًا، سيما أن الخيبات أكثر من أن تُعدّ، إلا أن هذه الرواية حفرت لها مكانًا مستحقًا».

ثلاثية «أسفار مدينة الطين» هي سادس روايات سعود السنعوسي، أصدر جزأيها الأول الثاني في 2023، وأتبعها بالجزء الثالث، عن منشورات «مولاف» ودار «كلمات».

back to top