«مَن الأفضل؟»... جدل يعود بين ميسي ورونالدو

نشر في 07-12-2022
آخر تحديث 07-12-2022 | 18:58
مازالت المقارنات بين البرتغالي رونالدو والأرجنتيني ميسي تتواصل رغم تقدم النجمين في العمر، ولكن بلوغما دور الثمانية من مونديال قطر أشعل فتيل جدلية المفاضلة بينهما من جديد.
صحيح أن الجدل بشأن اللاعب الأفضل في تاريخ كرة القدم لا يتوقف أبداً، لكنه عاد إلى الواجهة بقوة خلال مونديال قطر، في ظل تألق الأرجنتيني ليونيل ميسي، وتقهقر غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي وصل به الأمر حتى أن يكون عرضة لانتقاد مدربه فرناندو سانتوش.

من الصعب دائماً إجراء مقارنات بين لاعبين من حقبات مختلفة، إذ يرى كثر أن أسطورة البرازيل بيليه، الفائز باللقب العالمي ثلاث مرات، هو أعظم لاعب على مر التاريخ أو ما بات يعرف بـ «غوت» (غرايتيست بلاير أوف أول تايمز)، فيما يجادلهم آخرون أن الأرجنتيني دييغو مارادونا، بطل 1986، الأفضل على الإطلاق نتيجة مشواره الرائع إن كان مع المنتخب أو نابولي الإيطالي الذي وصل فيه الى مصاف «المعبود».

لكن بالنسبة للجيل الحالي، المقارنة محصورة الى حد كبير بميسي ورونالدو، في ظل صراعهما المستمر على العظمة التي وصلا اليها بالتأكيد على صعيد الأندية، وبدرجة أقل بكثير على مستوى المنتخب الوطني.

يعتبر كثر أن على ميسي أو رونالدو الفوز بكأس العالم المقامة حالياً في قطر من أجل التربع على عرش عظماء اللعبة.

صورة سلبية

لكن وفقاً للمسار الحالي، لا يبدو أن رونالدو سيستفيد من مشاركته المونديالية الأخيرة من أجل فرض نفسه الأعظم حتى إن نجح في قيادة بلاده الى لقبها العالمي الأول، نتيجة الصورة السلبية التي ظهر بها في الدوحة بسبب تذمّره الدائم، مطالبته باحتساب هدف له على حساب زميله برونو فرنانديش، أو حتى الاعتراض على قرار مدربه سانتوش باستبداله، ما دفع الأخير الى انتقاده علناً.

وأقرَّ سانتوش الاثنين أنه لم يكن راضياً عن تصرّف رونالدو الذي بدا غاضباً عند استبداله في المباراة الاخيرة من دور المجموعات ضد كوريا الجنوبية الجمعة (1-2).

خلال مؤتمره الصحافي، قال سانتوش «رأيت المشاهد ولم تعجبني أبداً... لم تعجبني أبداً».

وبدا رونالدو كأنه عبء حتى على المنتخب الذي وجد نفسه مجبراً على التعامل يومياً مع أسئلة الصحافيين بشأن «سي آر 7» بعد الهجوم الذي شنه على فريقه مانشستر يونايتد ومدربه الهولندي إريك تن هاغ، ما دفع النادي الإنكليزي الى التخلي عنه.

«القليل من رونالدو»

وبالنسبة للاعب بحجم رونالدو الذي كان صورة المنتخب قرابة عقدين من الزمن بمبارياته الـ 195 وأهدافه الـ118 (رقم قياسي دولي)، أن تخوض بطولة بحجم كأس العالم وكثيرون يتحدثون عن ضرورة ألا يشركه المدرب سانتوش أساسياً كي لا يؤثر على أداء المنتخب، فهذا مؤشر كبير جداً على سوء وضع أفضل لاعب في العالم 5 مرات.



ووصل الأمر بصحيفة «آ بولا» البرتغالية الى الخروج بعنوان «القليل من رونالدو، المزيد من البرتغال»، رغبة منها بأن يكون التركيز على المنتخب الوطني الذي يبقى تتويجه الوحيد في كأس أوروبا 2016.

والقليل من رونالدو أعطى فائدته في الدور ثمن النهائي ضد سويسرا، إذ بدأ سانتوش اللقاء من دون قائده البالغ من العمر 37 عاماً، ليتحرر المنتخب تماماً من «سطوته» ويخرج منتصراً على سويسرا 6-1 بفضل ثلاثية للاعب أقل شهرة بكثير بشخص غونسالو راموس.

وتجلى ثقل رونالدو بخروجه الثلاثاء من ملعب لوسيل الذي دخل اليه بديلاً، وهو عابس من دون الاحتفال مع زملائه.

احترافية ميسي

على المقلب الآخر، أظهر ميسي كعادته احترافية مطلقة وكان خير سند لمنتخب أرجنتيني باحث عن تتويج أول منذ أيام مارادونا عام 1986، إذ لعب الدور الأساسي في تجاوزه صدمة السقوط افتتاحاً أمام السعودية 1-2، وقاده الى ثمن النهائي ومن بعدها الى ربع النهائي، بعدما افتتح رصيده في الأدوار الإقصائية خلال المباراة الألف في مسيرته بتسجيله ضد أستراليا (2-1)، رافعا رصيده الى ثلاثة أهداف في هذه النسخة والى 9 في النهائيات.

ويصر البعض على أن ميسي بحاجة الى اللقب العالمي كي يحسم الجدل بشأن هوية «الأفضل في التاريخ» وإزاحة بيليه أو مارادونا عن هذا الشرف، لكن إذا ما نُظر لسجل ابن الـ35 عاماً فيمكن القول أنه تصعب المقارنة الإحصائية بينه وبين مواطنه الراحل أو معبود البرازيليين الراقد حالياً في المستشفى.

«الجدل سيستمر»

ويتصدر ميسي لائحة أفضل الهدافين في تاريخ بطولة من مقام الدوري الإسباني بـ474 هدفاً، وهو اللاعب الأكثر تهديفاً في موسم واحد (50) واللاعب الأكثر تمريراً للكرات الحاسمة في موسم واحد (21) وفي تاريخ «لا ليغا» (193).

كما أنه أكثر لاعب سجل ثلاثيات في الدوري الإسباني (36)، واللاعب الوحيد الذي سجل 20 هدفاً أو أكثر لـ13 موسماً متتالية في الدوري.

ومجموع الأهداف الـ91 التي سجلها خلال عام واحد (ليس موسماً) في 2012 هو الرقم الأكثر تميّزاً ليس في كرة القدم فحسب بل في أي رياضة.

وتألق ميسي قاده للفوز بـ11 لقباً على صعيد الدوري مع فريقه السابق برشلونة والحالي سان جرمان، وتوج بدوري أبطال أوروبا أربع مرات، فيما أحرز مارادونا ثلاثة ألقاب في الدوري وتوج قارياً بلقب واحد كان في كأس الاتحاد الأوروبي.

بالنسبة للأسطورة بيليه الذي لا يمكن لأي كان أن ينفي إنجازاته التاريخية مع المنتخب البرازيلي، فإن جميع الألقاب التي أحرزها على صعيد الأندية كانت في البرازيل، ولم يختبر نفسه على صعيد الكرة الأوروبية.

وبالنسبة للجدل بشأن من الأفضل حالياً، رأى رونالدو عشية نهائيات قطر أنه «حتى لو فزت بكأس العالم، فإن هذا الجدل سيستمر. بعض الناس يحبونني أكثر، والبعض الآخر يحبونني بدرجة أقل، كما هو الحال في الحياة».

back to top