غزة ملحمة الأحرار في مواجهة الظلم
في قلب الأرض المحتلة، بين الأمواج العاتية والسماء المتوهجة بنيران الحصار، تتلألأ غزة كنجمة في ليلٍ أسود، ترفض الانطفاء. هنا، حيث كل زاوية وكل حبة رمل تحمل حكاية صمود وبطولة، يقف أهل غزة، الأحرار، رافعين راية الحق، متحدين جبروت أعداء الدين.
غزة ليست مجرد مكان، بل هي رمز للإرادة التي لا تُقهر. رجالها ونساؤها وأطفالها يحملون في قلوبهم مشعل الحرية، يواجهون به ظلام الطغيان. كل شهيد يسقط، كل جريح يصمُد، هو قصة ترويها الأجيال، قصة شعبٍ رفض الركوع إلا لله، وآمن بأن الكرامة لا تُشترى ولا تُباع.
أهل غزة هم الأحرار الحقيقيون، لا ترهبهم الأسلحة ولا تغويهم الوعود الكاذبة. يعرفون أن الحرية تُنزع نزعًا، ولا تُهدى من عدوٍّ أو متخاذل. هم من جعلوا من جدران الحصار سيوفاً وأجنحة، ومن أصوات الانفجارات أناشيد للحياة. يزرعون في كل جرح وردة، وفي كل دمعة أملاً جديداً.
في المقابل، أولئك الذين اختاروا الصمت والتخاذل، هم المحاصرون حقاً. محاصرون بخوفهم، بشكوكهم، بترددهم. هم من وضعوا القيود على أرواحهم، وقبلوا أن يكونوا مجرد متفرجين على مسرح الدم والعزة. ظنوا أن الأمان هو في الانسحاب، لكنهم خسروا كل شيء، حتى احترامهم لأنفسهم.
غزة تُعلِّم العالم درساً في الحرية. تُعلِّم أن الأحرار لا يُقاسون بعددهم ولا بعتادهم، بل بقوة إيمانهم وصلابة عزيمتهم. في كل يوم تصمد فيه غزة، تُثبت أن النصر ليس مجرد نهاية معركة، بل هو في الصمود أمام الطغيان، في مواجهة الظلم دون أن تتراجع.
أهل غزة، يا من رفعتم رؤوسنا وأرواحنا، أنتم الأحرار في زمن الانكسار. أنتم من جعلتم من المستحيل ممكناً، ومن الضعف قوة. ستظل غزة، بأبنائها وبناتها، قلعة الصمود والكرامة، وملاذ الأحرار في عالم يتقاذفه الخوف والتخاذل.