عرب ومسلمون

نشر في 07-12-2022
آخر تحديث 06-12-2022 | 21:33
شعور القهر والانهزام العربي تراجع للخلف مع المونديال، ومع إصرار قطر على رفض شارة مجتمع الميم وشعارات الشواذ وكل ما يمس الفطرة الإنسانية، رغم كل محاولات الضغط الإعلامي الغربي وخليط الهجوم والسخرية والتشكيك، قابلته حملة عربية للرد والدفاع عن قطر والإسلام.، شعور القهر والانهزام العربي تراجع للخلف مع المونديال، ومع إصرار قطر على رفض شارة مجتمع الميم وشعارات الشواذ وكل ما يمس الفطرة الإنسانية، رغم كل محاولات الضغط الإعلامي الغربي وخليط الهجوم والسخرية والتشكيك، قابلته حملة عربية للرد والدفاع عن قطر والإسلام.
 حـنان بدر الرومي

لست من هواة كرة القدم، ومعلوماتي عن هذه اللعبة الجماهيرية بسيطة جداً، ويقتصر حماسي على تشجيع المنتخب الكويتي، لكني أجزم بأن بطولة كأس العالم المقامة حاليا في قطر هي بطولة المفاجآت المتتالية، فالمفترض أننا أمام مونديال كروي والفائز سيتوج بطلا للعالم في كرة القدم، ولكن في أرض الواقع البطولة عربية إسلامية.

استعدادات قطر الكاملة والدقيقة للدورة، وحفل الافتتاح الذي يحمل طابع الأصالة والاعتزاز بالذات أبهر العالم ورفع معه الكرت الأول بأن مفاتيح النجاح والتفوق ليست مقتصرة على أوروبا وأميركا فقط، وأننا نستطيع تقديم الأفضل، فلا تنظروا لنا كدول نامية عليها أن تلحق بركبكم فقط، نحن نقول لكم ها نحن هنا نقدم لكم أفعالا واقعية عدا الاستعدادات والتنظيم، فالأذان وتلاوة القرآن والثياب العربية الأصيلة والحرص على القيم والمبادئ الدينية الإسلامية والرفض القاطع لنشر الأفكار المنحرفة خلال فترة الدورة كلها توضح مدى تمسكنا بوجودنا وثوابتنا العربية الإسلامية.

الكرت الثاني الذي لم يكن مخططاً له خرج للوجود منذ اللحظة الأولى للمونديال، وهو شعور عميق بالفخر، وكأن مونديال قطر هو مونديال العرب جميعا، للحظة شعرت وكأن مارد المصباح السحري خرج من قمقمه وملأ الكون بحضوره الطاغي، لا أحد يمكنه الجزم باسم من مسح على المصباح لينطلق المارد من سجنه، ويقول: شبيك لبيك.. اطلب وتمنى، حضوره السعيد أنعش مشاعر عاشت سباتا عميقا لقرون حتى اعتقد الجميع أنها تلاشت، وأن الأجيال العربية والمسلمة الجديدة نسيت عروبتها ومبادئ دينها، وأن القيم العربية الأصيلة انتقلت إلى قائمة كان وأخواتها.

يروي لنا التاريخ قرونا مضت عاش خلالها عالمنا العربي أسيراً لدول حكمته، واستعمارا قطّع جسده لدول زرع في داخلها بذور الفتنة والطائفية والعصبية، وخططاً حبكت لإثارة النزاعات والصراع بينهم والتخلف وعدم القدرة على مواكبة التطور الاقتصادي والتكنولوجي الغربي، مما انعكس على الرفاهية الاجتماعية والتقدم العلمي والثقافي، والتي تعتبر من أكبر معوقات التطور، ثم أتتنا سكين الاحتلال الإسرائيلي إلى فلسطين وتشريد شعب من أرضه، فتراجع الدول العربية ولّد الشخصية المقهورة الغاضبة التي تشعر بالنقص في قدراتها الإبداعية، ولا ننسى دور بعض الإعلاميين في عقد مقارنات ظالمة بين التقدم التكنولوجي الغربي وواقعنا العليل والسخرية من ماضينا العربي الإسلامي المشرف، وظهرت لنا أجيال تعتبر ثقافتنا وهويتنا قيداً ثقيلا يعرقل الإبداع ويحد من حرية الإنسان.

شعور القهر والانهزام العربي تراجع للخلف مع المونديال، ومع إصرار قطر على رفض شارة مجتمع الميم وشعارات الشواذ وكل ما يمس الفطرة الإنسانية، رغم كل محاولات الضغط الإعلامي الغربي وخليط الهجوم والسخرية والتشكيك، قابلته حملة عربية للرد والدفاع عن قطر والإسلام، والمفاجآت المتتالية والصادمة في المونديال وبروز المنتخبات العربية رغم محاولات التقليل منها أعاد للعرب مشاعر الانتماء إلى العروبة، وأننا أمة واحدة نرفع أعلام كل الدول ونشجع منتخباتها ونعتز بعقيدتنا وقيمنا الأصيلة، لقد قدم المونديال الأمل لكل عربي بأننا قادرون على تحقيق النجاح وفتح آفاق واسعة لا تخطر على بال.

back to top