بوتين يبحث الرد بعد قصف جديد على مطارات روسية

•ماكرون: لا خلافات أوروبية بشأن الضمانات الأمنية
• بلينكن: ندعم سلاماً عادلاً في أوكرانيا

نشر في 07-12-2022
آخر تحديث 06-12-2022 | 20:03
وصول أول دفعة من الدبابات الكورية الجنوبية إلى بولندا أمس، في إشارة إلى زيادة التعاون العسكري بين حلفاء واشنطن في آسيا وأوروبا (أ ف ب)
وصول أول دفعة من الدبابات الكورية الجنوبية إلى بولندا أمس، في إشارة إلى زيادة التعاون العسكري بين حلفاء واشنطن في آسيا وأوروبا (أ ف ب)
نفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجود خلافات أوروبية فيما يتعلّق بمنح موسكو ضمانات أمنية، في وقت تعرّض العمق الروسي، لليوم الثاني على التوالي، لهجمات أوكرانية استهدفت مطارات عسكرية في منطقتين مختلفتين.
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مع كبار المسؤولين، «الأمن الداخلي» في روسيا، بعد أن أفاد الكرملين بأن الهجمات الأوكرانية الأخيرة بطائرات مسيرة تشكل خطراً على البلاد، مضيفاً أن بوتين عقد اجتماعا لمجلس الأمن لمناقشة كيفية ضمان «الأمن الداخلي» للدولة، من دون مزيد من التفاصيل.

على صعيد متصل، قال المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، للصحافيين، إن السلطات تتخذ الإجراءات «الضرورية» لحماية البلاد من الهجمات الأوكرانية. وأضاف رداً على سؤال حول ضربات الطائرات المُسيرة: «بالطبع، السياسة التي أعلنها النظام الأوكراني صراحة لمواصلة مثل هذه الأعمال الإرهابية هي عامل خطر».

وبعد ساعات من الهجوم الجريء الذي نفّذته أوكرانيا مستهدفة قاعدتين عسكريتين على بعد مئات الأميال داخل روسيا، باستخدام طائرات من دون طيار (درون)، استهدفت مسيّرة، أمس، مهبطاً للطائرات في منطقة كورسك الروسية المحاذية لأوكرانيا تسبب في اشتعال النار بصهريج لتخزين النفط، وفق ما قال حاكم المنطقة، رومان ستاروفويت، الذي قال إنه لم يسقط أي ضحايا في الضربة.

وأقرت وزارة الدفاع الروسية بتعرّض قاعدة ياغيليفو الجوية في منطقة ريازان وقاعدة إنغلز الجوية في منطقة ساراتوف لهجوم بالمسيّرات، لكنها قالت إنه تم اعتراضها وإن الانفجارات التي أدت الى مقتل 3 جنود على الأقل هي نتيجة الحطام الذي سقط وانفجر في القاعدتين الجويتين.

ويهدّد هذا الهجوم غير المسبوق الذي أظهر لأول مرة قدرة أوكرانيا على الهجوم على مسافات طويلة بتصعيد كبير في الحرب المستمرة منذ 9 أشهر، وفقا لـ «أسوشيتد برس»، لأنه ضرب مطارا يضم قاذفات قنابل قادرة على حمل أسلحة نووية.

ورأى القائد السابق لقوات الناتو في أوروبا، جيمس ستافريديس، أن استهداف المطارات العسكرية الروسية يشكل منعطفا خطيرا في مسار الأزمة الأوكرانية، متوقعا أن يعمل الساسة الغربيون على منع كييف من شن المزيد من هذه الهجمات، لتجنب التصعيد، وانخراط الناتو المباشر في الحرب.

ودافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، عن دعوته لإنشاء هيكلية أمنية اوروبية وإعطاء ضمانات لروسيا في إطارها، معتبراً أن الحديث عن خلافات أوروبية حولها «مبكّر ولا أساس له من الصحة».

وأثارت تصريحات ماكرون، خلال زيارته الى واشنطن قبل أيام، رفضا من سياسيين المان في الائتلاف الحاكم، وانتقادات من جانب أوكرانيا ودول في شرق أوروبا تطالب باتّباع نهج أكثر تشدّداً حيال روسيا، وتتّهم غالباً الرئيس الفرنسي بأنّه متسامح جداً مع موسكو ومنفتح جدّاً تجاهها، وهو ما تنفيه باريس التي تؤكّد دعمها لكييف مع بقية الدول الأوروبية.

وفي تعليق على تصريحات ماكرون، شدّد مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس الأول، على أن حلّ النزاع الدائر في الأراضي الأوكرانية يتطلّب حتماً تقديم «ضمانات أمنية لأوكرانيا» أمّا بالنسبة إلى ضمانات مماثلة لروسيا فمسألة «تُبحث لاحقاً».



وخلال وجوده في البانيا لحضور أول قمة بين الاتحاد الاوروبي ودول البلقان التي تستضيفها العاصمة الالبانية، رد الرئيس الفرنسي بحدة على سؤال صحافي حول احتمال انقطاع التيار الكهربائي بفرنسا هذا الشتاء، قائلا: «هذا النقاش سخيف»، مضيفاً: «فرنسا دولة عظيمة لديها نموذج طاقة عظيم».

الاتصال ببوتين

وتعليقاً على إعلان ماكرون أنه يأمل بإجراء محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف، إنه في الوقت الحالي ليس هناك تخطيط لمثل هذه المحادثة.

بلينكن وبيسكوف

من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن القرار الميداني في الحرب يعود إلى الأوكرانيين أنفسهم، مضيفاً أن الولايات المتحدة تريد محادثات سلام بشأن أوكرانيا لتحقيق سلام «عادل ودائم».

ورد الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف على هذه التصريحات، معربا عن تأييد بلاده لتسوية بسلام عادل ودائم، لكنّه قال إن أي مفاوضات مع كييف يجب أن تتم فقط بعد «تحقيق كل أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة».

قمة تيرانا

الى ذلك، عقد الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي الـ 27 قمة، أمس، في تيرانا هي الأولى من نوعها مع قادة دول غرب البلقان الـ 6 لتعزيز شراكة باتت تعتبر أساسية أكثر في إطار الحرب الروسية ضد أوكرانيا، حيث سيلتزم الاتحاد الأوروبي بتسريع مفاوضات انضمام هذه الدول الى صفوفه.

وكانت دول البلقان التي تنتظر على أبواب الاتحاد الاوروبي منذ سنوات، قد عبّرت عن استيائها أمام عملية انضمام طويلة ومتطلبة، بعدما منح التكتل بشكل سريع وضع مرشح للانضمام الى أوكرانيا ومولدافيا.

في المقابل، قال حاكم منطقة كييف إن نصف المنطقة المحيطة بالعاصمة الأوكرانية تقريبا ستظل بلا كهرباء في الأيام المقبلة، بعد الضربات الصاروخية الروسية على منشآت الطاقة، بينما أعلنت السلطات الكندية انها تحقق في كيفية وصول قطع مصنّعة على أراضيها إلى المسيّرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا في حربها بأوكرانيا، وفق ما ذكر رئيس الوزراء، جاستن ترودو، أمس.

back to top